آراءمنتدى الفكر الاستراتيجي

هتلر يحذر مصر..العولمة التكنولوجية وتحطيم الروح المصرية

 

أواصل اليوم مشاركتكم من مكاني المظلم القابع فيه، بعض الأفكار التي توصلت إليها وساعدتني في بناء ألمانيا الحديثة، وسأشارك معكم أيضا بعض الأخطاء التي ارتكبتها فيما بعد وأوصلتني واوصلت ألمانيا إلى هذا المصير السيء، جعلتني أصنف واحدا من  عتاة الطغاة والإجرام في العالم.

وفي البداية أؤكد على شيء هام أنني أردت بناء أمة قوية على أسس سليمة محورها الأساسي حب الوطن والإيمان به والعمل لأجله، وقد قررت هذا منذ كنت شابا بائسا في حواري النمسا في الفترة من 1900 وحتى 1910، حيث عانيت كثيرا من رؤية المجتمع مفكك ويضعف فيه الترابط، والأطفال والشباب يغيب عنهم حب الوطن والانتماء إليه، مما جعل بلدنا ضعيفا مقهورا لا يقوى على النهوض والوقوفي في وجه المتآمرين خاصة الماركسيين واليهود.

واليوم أرى خطرا أكبر وأعمق واشد فتكا من الماركسيين واليهود، وهو العولمة التكنولوجية، التي استحدثها اليهود للسيطرة على العالم وأصبح الإنترنت والتواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك أحد أقوى أسلحتها، وليس من الصدفة أن مارك زوكربيج، رئيس شركة فيسبوك، هذا الشاب اليهودي، يبشر العالم الأن بمرحلة جديدة من العولمة التكنولوجية تهدم الأسوار وتقتحم الحدود وتفرض نفسها كقوة مهيمنة ومسيطرة على العالم.

الفقر وتفكك الأسرة وراء انهيار الروح الوطنية

وكانت العقبة الكبيرة في هذا هو حجم البؤس الذي كان يعيشه الشعب، وأيقنت انه لا يمكن لشعب بائس فقير معدم ان يؤمن بوطنه او يحلم بمستقبل أفضل، بل تسيطر عليه روح الانهزامية وضعف الإيمان بالوطن، وتحوله البطالة والعوز والفقر إلى أداة طيعة في يد المخربين والمتطرفين والإرهابيين، الذين يغذون في نفسه الحقد والكراهية للوطن وضرورة تدميره.

ورأيت كيف ان العائلة غاب عنها دورها في تعزيز القيم الوطنية في نفوس الأطفال، فالأب مشغول دائما يلهث خلف قوت يومه وتوفير احتياجات العائلة، والأم مطحونة ليل نهار في مساعدته لتوفير الكفاف للعائلة، او مشغولة عن الأبناء بأشياء أخرى، وبالتالي تفككت الروابط بين العائلة الواحدة ومن ثم شعفت الروابط بين الأسرة والمجتمع فأصبحت الدولة ضعيفة.

العولمة التكنولوجية والخطر المحدق بمصر والمنطقة

واليوم أرى المخاطر على مصر وبقية دول العالم أكبر، فبجانب انشغال الأباء لهثا وراء لقمة العيش، وزيادة أعباء الأمهات، وغياب دور المدرسة والمؤسسات التربوية والتعليمية، ازدادت السهام التي تستهدف عقول وقلوب المصريين سواء من الداخل او الخارج لتشكيكهم في كل شيء حولهم وإضعاف الوطنية والإيمان بالوطن.

وأصبحت العولمة التكنولوجية، والمتمثلة في عالمية الأفكار ونشرها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك وتويتر، من اخطر الأسلحة التي تهدد المصريين وغيرهم الكثير، وأصبح العالم يعيش في عصر العولمة الكاذبة الملفقة التي تحقق أهداف من يملك زر النشر في وادي السيليكون (ادي صناعة التكنولوجيا) في أمريكا.

وتعد تلك المخاطر الكونية أعمق وأكبر واشد وطأة من تلك التي أحاطت بنا في ألمانيا والنمسا قديما، ويجب على الجميع أن يدرك خطرها والعمل على وقف تسللها إلى عقول وقلوب الشعوب للسيطرة عليها إما بالأخبار الكاذبة أو الملفقة او الأخبار الوهمية أو بث الشائعات أو فرض أفكار متطرفة أو أفكار شاذة وغريبة لضرب قيم المجتمع والتشكيك في ثوابته وقيمه الدينية والاجتماعية والروحية.

وهي الأزمة التي تعاني منها الدول نفسها حتى ان رئيس أمريكا الآن، والذي لا يقل جنونا عني، دونالد ترامب، ينادي يوميا بتحذير شعبه من الأخبار الكاذبة ووسائل الإعلام المضللة، وعلى الجانب الأخر يتهم معارضوه روسيا ودولا أخرى بالتدخل واستخدام سلاح العولمة التكنولوجية، في بث أخبار كاذبة ومساعدة ترامب المجنون للوصول إلى الجكم في انتخابات 2016.

نصيحتي لمن يحكم مصر

اليوم يجب على الجميع أن يدرك حقيقة الصراع وشكله وأدواته، والتحرك سريعا لمواجهة هذا الموقف بنفس الأسلحة وبنفس القوة، فهي معركة لا تقل ضراوة وقسوة وشرف أيضا عن المعارك الحربية، لكنها تحتاج إلى وعي وحس وطني من الحاكمين والمحكومين، ولهم أقول:

استعيدوا الثقة في أنفسكم وفي بلدكم وشعوبكم.

امنحوهم الأمل والصدق والشفافية.

سارعوا إلى واد الفتن وإظهار الحقائق وسد الثغرات.

حددوا أعداءكم واكشفوا أهدافهم لشعوبكم، ولا تخجلوا او تخافوا وراهنوا على مواطنيكم.

استعينوا بوجوه جديدة تحوز ثقة الشعب ومن بينهم وعاشوا وعانوا مثلهم، ولا يخدعكم أصحاب الأصوات العالية او من يبكون على الشاشات او من يدعون الشعبية الزائفة.

اجتثوا الخبث من بينكم وقاوموهم بقوة وازيلوا الوجوه القديمة التي تأكل على كل الموائد فهي تقوض مصداقيتكم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى