تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

أسباب الصراع السعودي الإيراني وتأثيره على خريطة الشرق الأوسط

المملكة العربية السعودية وإيران جارتان قويتان ولكنهما محاصرتان في صراع شرس من أجل الهيمنة الإقليمية، وتزيد الفوارق الدينية تفاقم العداء المستمر منذ عقود حيث تتبع الرياض الدين الإسلامي السني، وتتبع إيران الإسلام الشيعي، وتعتبر السعودية القوة المسلمة الرائدة للسنة.

 

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن الاختلاف الديني ينعكس في خريطة الشرق الأوسط حيث توجد دول ذات أغلبية سنية ودول بإغلبية شيعية، وتطلع هذه الدول إلي إيران والسعودية كداعم لهم.

وواضحت الإذاعة أن السعودية موطن ومسقط رأس الإسلام، ما يجعل السعودية ان تري نفسها زعيما للعالم الإسلامي، وتحدث ذلك إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979  وسعت طرهان منذ ذلك الوقت إلي تصدير أهداف ثورتها الثيوقراطية غلي خارج إيران.

الربيع العربي والنفوذ الإيراني

وعلي مدي الـ15 عاما الماضيين ازدادت حدة الاختلافات بين السعودية وإيران من خلال سلسلة من الأحداث، وساعدت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين المسلم السني بمد طهران نفوذها داخل العراق عندما أطاحت الولايات المتحدة به في عام 2003، وتسبب في ذلك إزالة ثقل عسكري حاسم أمام إيران لبسط نفوذها في العراق الذي ظل يتصاعد منذ ذلك الحين.

وأشارت الإذاعة إلي أن ثورات الربيع العربي في عام 2011 أدت إلي نشر النفوذ الإيراني بشكل سريع بعد زعزعة الاستقرار بسبب الثورات واستغلت طهران والرياض هذه الاضطرابات لتوسيع نفوذهما وخاصة في سوريا واليمن والبحرين، مما زاد حدة الشكوك المتبادلة بينهما.

ويعتقد منتقدو إيران أن طهران تعتزم السيطرة علي المنطقة بالكامل من خلالها أو انشاء وكلاي لها من إيران إلي البحر الأبيض المتوسط.

وتري الإذاعة أن حدة التنافس الاستراتيجي تزداد لأن إيران تحقق تقدم علي المستوي الاقليمي، وخاصة في سوريا حيث تدعم روسيا وطهران الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتمردين المدعومين من السعودية.

وأضافت الإذاعة أن السعودية تحاول احتواء النفوذ الإيراني المتزايد ما جعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ينخرط في عمل عسكري باليمن، تسببت في تفاقم التوترات الإقليمية، لوقف دعم طهران المتمردين الحوثيين ما تسبب في زعزعة استقرار اليمن.

أزمة لبنان

وفيما يتعلق بلبنان، يعتقد المراقبون أن السعوديين ضغطوا علي رئيس وزراء لبنان سعد الحريري لإعلان استقالته بعد تهديدات مليشيات الشيعية حزب الله المدعومة من إيران للسعودية ومحاولة اغيتالها الحريري نفسه، ويمثل حزب الله قوة داخلية وخارجية، وتسعي المملكة السعودية لاحتواء قوة حزب الله وتدخلها في الخارج.

تلقي السعودية الدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتواء إيران التي تعتبرها إسرائيل تهديدا مميتا وتدعم تل ابيب جهود الرياض لاحتواء إيران، وكل من السعودية وإسرائيل يعرضان الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 .

وتابعت الإذاعة أن الخريطة الاستراتيجية للشرق الأوسط تعكس الانقسام الشيعي والسني، والمعسكر الموالي للسعودية هما الجهات الفاعلة الكبري في المنطقة وهم دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، والبحرين ومصر والأردن، وفي المعسكر الإيراني هم سوريا وحزب الله في لبنان والعراق التي تعد حليف للولايات المتحدة  وتعتمد علي واشنطن إلي حد كبير لمكافخة تنظيم داعش.

 

وأضافت الوكالة أن إيران والسعودية لا يقاتلان بشكل مباشر وأنما يخوضان حربا بالوكالة في المنطقة، وسوريا واليمن مثال واضح علي ذلك، والآن لبنان التي تقع في ساحة المعركة ، ويخشي ان تقع لبنان في ساحة الفوضي مثل سوريا، وقد تستفيد إسرائيل من الصراع في لبنان في مواجهة حزب الله وخوض حرب ثالثة أكثر تدميرا من أي حرب سابقة.

قد يمتد الصراع بين السعودية وإيران ليكون أوسع نطاقا، وتتأثر به الملاحة في الخليج الذي يعد أمر حيوي للولايات المتحدة والقوي الغربية للنقل البحري للمواد النفطية.

وأضافت الإذاعة أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يرون إيران قوة مزعزعة في الشرق الأوسط، وتري القيادة السعودية أن إيران تمثل تهديدا وجوديا ويبدو أن ولي العهد مستعد لاتخاذ إي إجراءات ضرورية لمواجهة نفوذ إيران، ويكمن الخطر في أن نشاط المملكة العربية السعودية الجديد يجعلها مصدرا آخر للتقلبات في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى