تقارير وتحليلات

ستارز آند ستريبس: العقوبات فقط لن تجعل إيران تتغير

نشرا المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، دينيس روس الزميل بمعهد واشنطن، ودانا سترول زميلة بمعهد واشنطن وكانت سابقاً من كبار الموظفين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ التي تغطي الشرق الأوسط، مقال بصفحة الرأي في صحيفة ” ستارز آند ستريبس” الأمريكية تحت عنوان “العقوبات فقط لن تجعل إيران تتغير”.

استراتيجية إدارة ترامب تجاه إيران

تقول إدارة دونالد ترامب أن حملة الضغط القصوي علي إيران ناجحة، و دأبت الإدارة على تقديم حجة مفادها أن العقوبات الاقتصادية ستحرم النظام الإيراني من المال ، وأن انخفاض الأموال سيعني تغيير سلوك إيران ويجعلها تقبل تقديم تنازلات علي طاولة المفاوضات.

ولكن المفاوضات مع إيران ليست مماثلة لصفقات العقارات التي يبرمها ترامب، لأن الإرهاب الذي ترعاه إيران لا ينحصر بسهولة علي حساب الدولارات.

بعد دراسة نزاعات المنطقة، فإن النتيجة الحتمية والتي لا مفرمنها، أن الاستراتيجية الأمريكية الحالية القائمة فقط علي تجويع طهران وحرمانها من المال لا يمكن في حد ذاتها فرض تغييرات في سلوك إيران الإقليمي.

سوريا

ومن نتائج نقص المال الإيراني، تخفيض الرواتب للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا، ولكن ذلك لم يؤثر علي مكاسب المعركة لنظام بشار الأسد، ولم تغادر هذه الجماعات الأجنبية أو القوات الإيرانية سوريا، ومازال مقاتلو المليشيات يتدفقون إلي سوريا ويسافرون من أفغانستان وباكستان والعراق لتلبية دعوة طهران وذلك يرجع لإيدلوجيتهم أو الظروف الاقتصادية التي يمرون بها في بلادهم.

حزب الله

وفي مارس دعا زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله إلى تقديم تبرعات من المؤيدين لهم للتعويض عن الأموال التي فقدوها جراء العقوبات إلا أن العقوبات زنقص المال لم يجعل حزب الله يسحب مقاتليه من سوريا، كما أن حزب الله لم يسحب التمويل لترسانة السلحة الصاروخية التي تهدد إسرائيل في جنوب لبنان ولم تمنعها من حفر الأنفاق.

ولقد عززت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مصنع لتصنيع مكونات الصواريخ في لبنان، المقولة القائلة بإن الضغط الاقتصادي وحده لا يمنع طهران من محاولة وضع قدرات دقيقة على استهداف عشرات الآلاف من صواريخ حزب الله.

اليمن

وفي اليمن يكثف المقاتلون الحوثيون المدعمون من إيران، هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية ويواصل الحوثيون شن هجمات بالصواريخ البالستية والطائرات دون طيار ضد مطارات السعودية وخطوط أنابيب النفط ومحطات الضخ، ومع هذه الهجمات في الجزء الشرقي من السعودية تشير الأدلة إلي أن إيران تحول علاقتها مع الحوثيين من دعم محدود في نزاع محلي إلى شراكة إقليمية، وكل ذلك يدل علي أن العقوبات لا تعني دائما نقودا أقل للإرهاب الإيراني.

غزة

في غزة، زادت إيران التمويل لمنظمة حماس من 70 مليون دولار كل عام إلي 30 مليون دولار كل شهر، وهذا أمر منفصل عن الأموال التي تقدمها للجهاد الإسلامي.

 

الكونجرس الأمريكي

جادل الممثل الأمريكي الخاص لإيران ، براين هوك في شهادته أمام الكونجرس في يونيو، بإن العقوبات الأمريكية أدت إلى تخفيضات في الميزانية العسكرية الإيرانية في 2018 و 2019.
لكن هذه التخفيضات المزعومة في الميزانية لم تؤثر في تهديدات إيران بمضيق هرمز التي استخدمت فيه الألغام وحاولت الاستيلاء علي السفن التجارية، وأسقطت طائرة أمريكية دون طيار.

وللاسف لا يعتمد البنتاجون في حملة الضغط القصوي ضد إيران، علي الحد من العدوان العسكري الغيراني ويصدر فقط تحذيرات علي الأعمال العدوانية الإيرانية في الخليج.

التهديد السيبراني

أشار هوك أيضًا في شهادته أمام الكونجرس إلى أن التهديد السيبراني لقوات الحرس الثوري الإيراني منخفض. ومع ذلك ، أشار إلي أن شركتين للأمن السيبراني تابعين لإيران شنوا هجمات سيبرانية استهدفت مؤسسات حكومية واتصالات سلكية ولاسلكية والبنية التحتية للأنترنت.

وكل ذلك يدل علي أن استراتيجية العقوبات لترامب لوحدها لن تكون فعالة عندما تنفذ إيران عمدا حمتها الإرهابية الإقليمية بثمن بخس.

الاستراتيجية الناجحة ضد إيران

يجب أن تستند الاستراتيجية الناجحة تجاه إيران إلى أكثر من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة. العزلة السياسية ضرورية أيضاً ، إلى جانب التهديد باستخدام قوة عسكرية والاستعداد لإعطاء إيران مخرجاً من الأزمة الاقتصادية والخروج من حالة البرود السياسي.

سياسة ترامب

ولكن سياسة ترامب زادت من عزل الولايات المتحدة عن إيران، وأشارت إدارة ترامب في كل تصريح لها عدم رغبتها في استخدام قوة عسكرية إلا في اضيق الظروف مما أدي لحدوث خلاف بين الولايات المتحدة وشركائها في الخليج، بجانب نفور القادة الأوروبيين من تصرفات ترامب، وكل ذلك شجع قادة إيران علي رفض التحدث مع إدارة ترامب، ورفضوا عقد اجتماع في البيت الأبيض لوزير خارجيتهم والحديث عن أي محادثات من شانها رفع العقوبات، بجانب استخدام إيران طائرات دون طيار ضد إسرائيل يدل علي استعدادهم للمخاطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى