تقارير وتحليلات

كيف يغير نتنياهو اتجاه التاريخ؟

حتى نرى ما الذي قاله نتنياهو أمس، إذ على الفور، وفي الزمن الحقيقي، انشغل المحللون بمن فيهم “كالمان ليبرمان” بغموض الرسالة وتزييف المعلومات: قال نتنياهو إنه يعتزم إحلال السيادة على بلدات يهودا والسامرة، وعلى مناطق حيوية، وعلى غور الأردن وشمال البحر الميت. ليس كما كتب في عدة قنوات تلفزيونية: “بلدات الغور”. هذا تغيير في بالغ المعنى، لا شك أن كل هذا منسق مع الرئيس ترامب وفريقه رفيع المستوى بمن فيهم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي.

ولكن، حسب رد فعل كالمان (الخان الأحمر)، ليبرمان.. نعرف كيف سيرد اليمين. كما يمكن أن نقول بيقين بأن السادة: بنيامين زئيف بيغن، والرئيس ريفلين، ودان تيخون، لن يعودوا للتصويت إلى الليكود، حتى لو انبعث بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنسكي ليكون أحدهما وزير خارجية نتنياهو والثاني يحظى بتحقيق أهدافه الخمسة العليا بصفته وزير العمل والرفاه، وفقاً لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.

 

نجح رئيس الوزراء في تصفية الحقائق الثابتة التي أقسم عليها كل المحللين ورجال سلك الخارجية والأمن: أي أن السلام مع الفلسطينيين لم يتحقق إلا على أساس مبادئ كلينتون، فيما يكون الخط الأساس هو خطوط 67. هذا ما يعرفه يئير لبيد شفوياً؛ لأن هذا ما كرره له بأذنه اليسرى عوفر شيلح على مدى السنوات الستة الأخيرة. لقد صفى نتنياهو خطوط 67، بحيث لا يمكن أن تذكر بعد اليوم في خطط السلام. وهو مخلص في تصريحه أمس لتصريح آخر أطلقه رئيس الوزراء رابين في أيلول 1995. فقد تحدث رابين عن القدس، وعن الغور بكامل معنى تعريف أراضيه وغيره. إذا كان إيهود باراك، ونوعا روتمن، وعمير بيرتس، مخلصين حقاً لتراث إسحق رابين، فعليهم أن ينضموا إلى مساعي تشكيل الائتلاف، إذا ما ألقيت على نتنياهو مهمة تشكيل الحكومة.

لقد اجتاز الجمهور الإسرائيلي حالة من التآكل وغسل الدماغ، وهو لا يفهم بأن الواقع الذي يخلقه رئيس الوزراء اعتبر على مدى عشرين سنة على الأقل وهماً سياسياً. بشكل أساسي، ما يمكن أن نفهم من تصريح رئيس الوزراء أمس هو أن صفقة القرن هي قبل كل شيء تسوية تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة. لقد تحدثوا دوماً عن أنه يتعين على إسرائيل قبل كل شيء أن تسير على الخط مع الولايات المتحدة في الموضوع الفلسطيني. إذن، فقد حصل هذا الآن، وهو يضع هذه التفاهمات على مستوى تاريخي جديد وعال. ليس هناك أي شك بأن بني غانتس إذا أصبح بمساعدة ليبرمان رئيس الوزراء، فإن كل هذه الخيارات السياسية ستتبدد؛ وسيكون ممكناً وضعها في إطار وتعليقها في أحد أروقة ديوان رئيس الوزراء، مثلما قال ذات مرة رئيس الوزراء إسحق شامير.

سينشغل المحللون السياسيون كثيراً في مسألة هل هذا حدث يغير قواعد اللعب. هذا بالطبع يمنح زخماً إضافياً لحملة الليكود. ولكن الخطر بالطبع في أن يكون هذا مثل الهدف الكبير لعيران زهافي في الدقيقة الـ 63 في المباراة ضد سلوفانيا. مع فارق واحد: في ساعة الانتخابات هذه تقريباً في الدقيقة الـ 85. إن الدراما السياسية يجب أن توقظ المقترعين غير الواثقين من محيط ليبرمان وتوقظ المقترعين الكسالى للخروج إلى الصناديق في يوم الانتخابات. إن خطة ليبرمان تختلف بشكل واضح عن خطة لبيد – غانتس. هناك يدور الحديث في نهاية المطاف عن انسحاب من طرف واحد سيطرح على ما يبدو إلى الحسم في استفتاء شعبي. ينبغي أن يكون واضحاً بأن كل إحلال للسيادة على مناطق واسعة في يهودا والسامرة وفي الغور ستتضمن أيضاً سكاناً فلسطينيين، وستكون إسرائيل ملزمة بإعطائهم المواطنة الكاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى