تقارير وتحليلات

لماذا تكشف إيران عن طائراتها المسيرة ومواصفاتها وهل حقاً تمثل خطراً على إسرائيل؟

تواصل إيران كل فترة الكشف عن طائرة مسيرة جديدة محلية الصنع، وتستعرض مواصفاتها وقدراتها التفجيرية، فما حقيقة الخطر الذي تمثله تلك المسيرات، وهل تمثل تهديداً لإسرائيل بالفعل كما تقول تل أبيب، أم أن الأمر كله يدخل في إطار الحرب النفسية؟

مجلة National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: “مسيّرات إيران الجديدة.. خبر سيئ لإسرائيل”، رصد تداعيات كشف طهران عن عدد من الطائرات المسيّرة محلية الصنع، وما قد يمثله ذلك لتوازن القوى في المنطقة بشكل عام.

طائرة من الألياف الزجاجية

كشفت إيران عن طائرة مسيّرة جديدة؛ طائرة كيان النفاثة دون طيار، ويبدو أن طولها يبلغ 10 أقدام، وبشكلها البسيط وهيكلها المصنوع فيما يبدو من الألياف الزجاجية، هذه المسيرة الجديدة ليست معقدة على الأرجح، لكن حتى المسيرات غير المعقدة يمكن أن تمثل خطراً على قوات العدو حال استعمالها بالطريقة الصحيحة وبالأعداد الكافية.

وكان العميد علي رضا صباحي فرد، رئيس قوات الدفاع الجوية الإيرانية، قد كشف عن المسيرة كيان للمرة الأولى في احتفالية بطهران، في الأول من سبتمبر 2019، وقال صباحي فرد لوسائل الإعلان الرسمية إن المسيرة يمكنها التحليق أكثر من 600 ميلٍ على ارتفاع 15 ألف قدم، وأضاف صباحي فرد أن مسيرات كيان ستنفذ هجمات دقيقة ضد “أهداف بعيدة عن الحدود الإيرانية”.

المسيرة كيان 

إسرائيل ترى ذلك تهديداً لها

اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست تعليقات صباحي فرد “تهديداً لإسرائيل أو دول أخرى”، وأشارت إلى أنه “للغرابة تم الإعلان عن المسيرات باللغة الإنجليزية، لكن وسائل الإعلام الفارسية قللت من أهمية الأمر، وهذا يعني على الأرجح أن القنوات الرسمية، ومنها إسنا وبريس تي في، حصلت على أوامر بنشر هذه المعلومات لتصل إلى الجمهور الغربي”.

ويُكمل تقرير جيروزاليم بوست: “وعرضت إيران مسيرة أخرى تحمل اسم موبن في روسيا، يوم 27 أغسطس 2019، ويُفترض أن هذه المسيرة يمكنها التحليق على ارتفاع 45 ألف قدم لمدة 45 دقيقة، وتحمل رأساً حربياً وزنه 120 كيلوغراماً، وهذا رقم كبير، لكن ليس من الواضح المسافة التي يمكنها قطعها”.

“وعرضت طهران أيضاً قنابل ذكية في السادس من أغسطس 2019. وفقاً للتقارير تحمل أنواع هذه القنابل أسماء ياسين، وبالابان، وتضم سلسلة جديدة من قنابل قائم “البصرية”. ويمكن استعمال هذه القنابل على المسيرات، وتتمتع بمعدات “متقدمة ودقيقة”. وفي يناير/كانون الثاني، عرضت إيران أيضاً مسيّرة أخرى تحمل اسم “صاعقه-2″، ويبدو أنها طائرة استطلاع متوسطة المدى نموذجها مبني على مسيرة RQ-170 الأمريكية”.

المسيرات الإيرانية تمثل قلقا لإسرائيل 

“وإن لم تكن هذه المسيرات كافية، فقد عرضت إيران مسيرة أخرى، وهي مهاجر 6، في يونيو 2019، ويمكن لهذه المسيرة تنفيذ مهمات مراقبة. ويبدو أن طهران تكتظ بالتكنولوجيات العسكرية الجديدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الطيف المتنوع من المسيرات يعمل بكفاءة”.

محاولة لإظهار التحدي لواشنطن

أشار تقرير نشرته الجزيرة إلى أن “الكشف عن هذه المسيرة يأتي في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة، التي تتزايد حدتها منذ العام الماضي، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفرداً من اتفاقية نووية وقّعتها إيران مع القوى الدولية في 2015”.

وأعادت واشنطن فرض عقوباتها على إيران منذ ذلك الحين، بهدف خنق الاقتصاد الإيراني والضغط على طهران للتفاوض على اتفاقية جديدة. وقال القادة الإيرانيون إنهم مستعدون للحوار حال رفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية النووية.

وفي 18 يوليو/تموز 2019، أجبرت القوات الأمريكية سفينة برمائية هجومية مسيّرة إيرانية على الهبوط فوق مضيق هرمز، وكان ذلك بعد أسابيع من إسقاط القوات الإيرانية مسيرة أمريكية في المنطقة نفسها. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المسيرة هددت سفينة Boxer الأمريكية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان لصحيفة نيويورك تايمز إن سفينة بوكسر كانت في المياه الدولية في وقت الواقعة، وإن المسيّرة “اقتربت لمدى خطير” قبل أن تتصرف Boxer تجاهها.

تحتفل إيران بكل مسيرة عسكرية تنتجها

واستعملت الضفادع البشرية على Boxer أجهزة تشويش على موجات الراديو من أجل إسقاط المسيرة، وفقاً لتغريدة من مراسل سي إن إن، ريان براون. “وقد دُمِّرت المسيرة بالكامل”، وفقاً لترامب.

إنتاج المسيرات ليس جديداً

كانت إيران قد بدأت قبل عقدٍ من الزمان تسليح بعض مسيراتها بالصواريخ والقنابل، وكشفت منظمة صناعات الطيران الإيرانية في 2014 عن نسخة من مسيرة مهاجر، زعمت وسائل الإعلام الإيرانية أنها قادرة على إسقاط طائرات أخرى.

وقبل يومٍ واحد من إسقاط Boxer للمسيرة فوق مضيق هرمز، كشف مسؤولون إيرانيون عن نموذج جديد من مهاجر، وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن مهاجر-6 “لها القدرة على تنفيذ مهمات مراقبة واستطلاع، وتتمتع بمدى عملياتيّ واسع وطول جناحٍ كبير، ودقة عالية”.

وقال العميد حسن جاد، قائد المسيّرات العسكرية الإيرانية: “بنشر هذه الطائرات المسيرة سنتعرف على أي تهديد للحدود الإيرانية وما بعدها، ونتعقبه ونتخلص منه قبل أن يتشكل من الأصل”، ويمكن لمسيرة مهاجر-6 أن تحمل ذخائر موجهة، حسب زعم وسائل الإعلام الرسمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى