تقارير وتحليلات

واشنطن بوست: زعيم التنظيم الإرهابى يدير استراتيجية لاستغلال الأطفال للحفاظ على إيديولوجيته رغم الخسائر على الأرض.. ووفاته شائعات غير مؤكده

كانت دولة خلافته المزعومة فى حالة دمار، عندما استدعى أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى بعض من كبار مساعديه، فى اجتماع شرقى سوريا العام الماضى، فقد سقطت  الموصل، عاصمة التنظيم فى العراق، بينما كان معقله فى سوريا تحت الحصار فى هذا الوقت، لكن زعيم الجماعة الإرهابية كان لديه شيئا آخر فى ذهنه، وهو أطفال المدارس.

التجمع  بالقرب من مدينة دير الزور دعا إليه البغدادى شخصيا لمناقشة إعادة كتابة المناهج التعليمية للجماعة الإرهابية، بحسب ما ذكر مسئول بداعش تم القبض عليه فى عملية مشتركة للمسئولين العراقيين والأتراك فى وقت سابق هذا العام، وبرغم الأوضاع القاتمة للتنظيم، إلا أن البغدادى أراد أن يبحث موضوعا لم يكن له علاقة ببقاء التنظيم أكثر من الحفاظ على أساسه الإيديولوجى.

وقال المسئول المعتقل المعروف باسم أبو زايد العراقى، فى بيان تم بثه التليفزيون العراقى، إن العديد من كبار القادة كانوا حاضرين وأيضا لجنة المنهج التى كان يترأسها.

وتقول الصحيفة إن هذا الحادث قدم لمحة نادرة عن الحياة المنعزلة لزعيم تنظيم داعش الإرهابى، والرجل الذى لم يسمح بتصويره سوى مرة واحدة فقط فى يوليو عام 2014، ولم يتحدث علنا إلا مرات قليلة منذ هذا الوقت، وقد أدى غيابه الطويل إلى انتشار تقارير لا تحصى تتحدث عن مقتله أو إصابته إصابة خطيرة أو أنه أصبح عاجزا.

 

لكن برغم هذه الشائعات، فإن مسئولى مكافحة الإرهاب الأمريكيين مقتنعون أن البغدادى لا يزال حيا ويساعد فى توجيه استراتيجية طويلة المدى للأعداد المتضائلة من مقاتلى داعش، الذين يدافعون عن معاقل التنظيم المتبقية فى شرق سوريا، ويدعم وجهة النظر الأمريكية معلومات اعترضتها الاستخبارات إلى جانب نتائج استجواب المعتقلين وأيضا كتابات وبيانات من عملاء فى شبكة الجماعة الإرهابية.

 

ويصور الدليل، ورغم أنه غير مكتمل وصعب تصديقه، زعيما اختار أن يجعل نفسه غير مرئيا داخل تنظيمه، وهو القرار الذى أثار شكاوى من أتباعه وقلل من قدرته على حشد قواته المحاصرة، كما يقول خبراء الإرهاب.

 

 

إلا أن المعلومات التى تم اعتراضها والتقارير تشير إلى أن البغدادى قد حول انتباهه فى الأشهر الأخيرة نحو صياغة إطار عمل إيديولوجى، سينجو من الدمار المادى لدولة خلافته المزعومة فى العراق وسوريا، فبالإضافة إلى محاولته إعادة كتابة المناهج الدراسية للتنظيم، يبدو أن البغدادى يقف وراء سلسلة من الرسائل الرسمية فى الأشهر الأخيرة والتى سعت إلى تسوية الخلافات الإيديولوجية بين فصائل مقاتلى داعش.

 

وبالنظر إلى هذه التحركات معا، فإنها تعطى انطباعا بتراجع منظم، مع مساعدة البغدادى لإدارة استعدادات للتحول من “خلافة” إلى تمرد سرى وحركة إرهابية دولية، بحسب ما يقول المسئولون الأمريكيون السابقون والحاليون.

 

ويوضح نيكولاس راسموسين، الذى عمل مديرا لمركز مكافحة الإرهاب قبل أن يتنحى فى ديسمبر الماضى، قائلا:”حتى مع خسارة داعش للموصل والرقة، فإننا نشهد مؤشرات على أنه يخطط للعمل كتنظيم جديد وسرى. ومع طرد مقاتليه من أماكنهم، فإنهم يتركون ورائهم نوعا من بناء الخلية.

وتقول واشنطن بوست إن هذه الاستراتيجية الأساسية، تم تأكيدها أيضا من قبل عميل لـ”داعش” تواصلت معه الصحيفة عبر خدمة رسائل مشفرة، وقال العميل إن البغدادى، والذى كان أستاذا جامعيا قبل أن يصبح إرهابيا، ومعه قادة آخرين قرروا فى وقت مبكر أن يجعلوا الأولوية لتوجيه الأطفال والمجندين داخل سوريا والعراق وأيضا فى الخارج من خلال الإنترنت، وأصبحت تلك الجهود أكثر إلحاحا بعدما أصبح واضحا أن أراضى التنظيم لن تبقى.

وتابع العميل،قائلا:”إن القيادة مقتنعة بأنه حتى لو اختفت”الدولة” فطالما أنهم يستطيعون التأثير فى الجيل القادم من الأطفال، فإن فكرة الخلافة ستستمر.

وفيما إذا كان البغدادى لا يزال حيا، قال مسئول أمريكى لمكافحة الإرهاب، رفض الكشف عن هويته لمناقشة تقييمات استخباراتية:”إنه حى بكل المؤشرات”، وأضاف أنهم يعتقدون أنه لا يزال ينسق ولا يزال يساعد فى إدارة التنظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى