مصرمنتدى الفكر الاستراتيجي

تقرير استراتيجي أمريكي: مصر تعود قوة عسكرية إقليمية تثير قلق إسرائيل وتركيا..تحديث الجيش المصري الأضخم

 

كشف تقرير استراتيجي عسكري أمريكي أن مصر بدأت تعود قوة عسكرية إقليمية تثير بتحركاتها قوى أخرى منها إسرائيل وتركيا، خاصة في ظل أضخم عملية تطوير وتحديث للجيش المصري تجري خلال السنوات الماضية.

وسلط موقع ديفنيس نيوز” الأمريكي الضوء علي الاهتمام الإسرائيلي بالحشد العسكري المصري وتوفير الرئيس عبد الفتاح السيسي ترسانة من الأسلحة المتطورة للجيش المصري في الوقت الذي تعاني فيه مصر من فوضي اقتصادية ولا تنظر للعدو الذي يحدق علي حدودها ويرفع الحاجبين علي ترسانة الأسلحة لمصر.

قائمة مشتريات خطيرة

تحديث مصر لترسانة أسلحتها وحصولها علي قائمة طويلة من المشتريات أثار العديد من الأسئلة من قبل الخبراء الإسرائيليين، وكانت أغلب عمليات الشراء وقعت في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي ويبدو ان مصر مكرسة للعودة إلي مجدها السابق وتعلن لبقية المنطقة أنها قوة لا يستهان بها.

وتشمل قائمة مشتريات مصر387 دباية أبرامز حصلت عليها في عام 2010، و762 شاحنة مدرعة، وصفقة بمليار دولار لنظام مضاد للطائرات من طراز “300في أم 50″، والحصول علي 29 طائرة ميج بمحركين بقيمة 2 مليار دولار ومن المتوقع أن تكتمل بحلول عام 2020، وفقا لتقرير كتبه المؤرخ العسكري الإسرائيلي ياجيل هينكين لمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية.

أهداف الاستراتيجية العسكرية المصرية

ويبحث الخبراء الإسرائيليون لماذا تقوم ببناء ترسانة من الأسلحة ورجح الخبراء حدوث ذلك لعدة عوامل، من بينها ان مصر تريد ان تشعر بالقوة في منطقة مليئة بالإضطرابات، وأكد ذلك قائد للبحرية المصرية أسامة ربيع الذي قال “اننا نهدف لحماية حماية موارد الغاز الطبيعي الجديدة ولتدابير مكافحة الإرهاب”.

ويعتقد آن هينكين، أن الأمر ليس كذلك لأن إسرائيل تحمي حقول الغاز بالقوارب السريعة وبالأنظمة المضادة للصواريخ وليس عن طريق الأسلحة الهجومية وطائرات الهليكوبتر المسلحة التي تطير سريعا وقادرة علي حمل مئات الجنود في لحظات إلي أراضي الأعداء وكل ذلك ليس له صله بحماية حقول الغاز فمصر حصلت علي طائرات هيلكوبتر فرنسية من طراز رافال.

وقال أوفير وينتر، باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “إن مصر تريد أن تصبح قوة رائدة في العالم العربي لتعزيز صورة النظام وترجع مصر قوية مرة أخري، مثلما يقول الرئيس الأمريكي في شعرا حملته أن يجعل أمريكي العظمي مرة أخري، فمصر تريد أن ترجع عظمي مرة أخري”.

والسبب الثالث الذي اقترحه هينكين أنه ربما يعود لأسباب جيوسياسية في المنطقة، وتنويع مصادر تسليح الجيش المصري والاتجاه المصري مرة أخرى للأسلحة الروسية، وحدث ذلك أيضا ايام الرئيس السابق جمال عبد الناصر، ومصر لا تريد ان تكون مملوكة لمورد واحد ولذلك اشترت مجموعة متنوعة من الأسلحة من فرنسا والصين والولايات المتحدة وروسيا.

مخاوف إسرائيلية من إنهاء السلام البارد

والتفسير الرابع ليهنكين وهو ما يثير قلق الإسرائيليين هو إنهاء عملية السلام الباردة مع مصر وخروج الصراع علي خط المرمي، ويعتقد هينكين ووينتر ان هذا السيناريو بعيد المنال ولكن لا يمكن استبعاده.

وبرر هينكين أن الخوف الإسرائيلي من عملية التسليح المصري بإنه أمر شرعي لأن إسرائيل مازالت تعتبر مصر عدوا، ولكن من المستبعد ان تدخل مصر في صراع مع إسرائيل في المستقبل.

وأشار هينكين إلي ان إسرائيل سمحت لمصر بوضع اسلحة أكثر من ما هو مسموح به في اتفاق السلام، وتجاهلت إسرائيل بنود اتفاق السلام الذي يحظر تعبئة القوات المصرية، ولكن قامت بتعبئة قواتها لمحاربة تنظيم داعش وهو قوة لا يستهان بها وأصبح شرط الأسلحة في اتفاق السلام بمثابة قذيفة فارغة وهذا مدعاة للقلق.

وأضاف هينكين أن مع الأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل الحساسة فإن النتجية انه يجب علي إسرائيل الحفاظ علي القدرة الأساسية للحرب الميكانيكية ضد الجيوش الحديثة ولا يجب علي إسرائيل منح اعدائها ميزة عسكرية ساحقة لأن يوجد مجال دائما للخصومة المحتملة.

ويري وينتر أن مصر تحاول التطور عسكريا ولا تكون منفصلة عن ذلك، وكل من يتابع مصر يمكن أن يلاحظ هذا الاتجاد علي مدي السنوات الماضية ولا نشعر بالخوف من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى