منتدى الفكر الاستراتيجي

هل تستطيع إسرائيل أن تنقذ اتفاق السلام مع الأردن؟

بعد بضعة أسابيع سنحيي 25 سنة على اتفاق السلام مع الأردن. سبقت هذا علاقات سرية مع الأسرة المالكة الهاشمية التي بدأت حتى قبل الاستقلال. واليوم باتت العلاقات مع القصر الأردني محصورة. السلام مع المملكة من الشرق يختلف في جوهره عن السلام مع مصر. ومع أن السلام مع جارتنا من الجنوب يوصف بأنه “بارد” على المستوى المتبادل، إلا أنه حقق هدفه:أكثر من 40 سنة لا توجد مواجهات عسكرية بين الدولتين.

ضمن أمور أخرى، كان هدف السلام مع الأردن بناء مشاريع مشتركة لسكان الدولتين. الحدود الأردنية هي الأطول والمشاريع المشتركة كانت ستساعد في حمايتها. هذا التطلع تحقق جزئياً فقط. مشاريع عديدة اقترحت بقيت يتيمة.

الاتحادات المهنية الأردنية تمنع كل اتصال بإسرائيل، والبرلمان الأردني يدعو صبح مساء لإلغاء اتفاق السلام وطرد السفير الإسرائيلي. الإعلام الأردني نقدي جداً بالنسبة للاتفاق، ومستوى الثقة بين الزعماء في الدرك الأسفل، وفقا لـ”إسرائيل اليوم”.

تعترف الدولتان بأن اتفاق السلام يخدم المصلحة المتبادلة، وهو ذو أهمية استراتيجية في ضوء الهزات في الشرق الأوسطأوسط، ولكن الدولتين لا تفعلان ما يكفي لتعزيزه ومنع تدهور العلاقات. على إسرائيل أن تبدي حساسية تجاه ضعف المملكة، فثمة مشاكل أمام الملك، والحساسيات المختلفة: المسألة الفلسطينية، والحرم، واللاجئون السوريون ومكافحة الإرهاب.

والأمر يستوجب تلطيف حدة المواقف والامتناع عن الاستفزازات والتصريحات الزائدة. كما أن على إسرائيل العمل في واشنطن كي تخفف حدة موقف الإدارة تجاه المملكة؛ فلا يزال للولايات المتحدة سفير في عمان. وأخيراً، يجب اقتراح مشاريع مشتركة في مجال الطاقة، والتكنولوجيا والعلوم، وتوسيع المنطقة في ميناء حيفا، والسماح بزيادة التصدير الأردني في ضوء إغلاق الحدود السورية.

يمكن للملك أيضاً أن يبدي حساسية قليلاً: أن يبسط الإجراءات البيروقراطية كي يسمح لرجال الأعمال أردنيين بزيارة إسرائيل. عليه أن يرد بحزم على عضو البرلمان الذي يدعو إلى تفجير أنابيب الغاز الإسرائيلية إلى الأردن. وبالأخص، على الملك أن يمدد النظام الخاص في جيبي الباقورة والغمر (تسوفر ونهرايم)، كما ينص الاتفاق الذي وقع قبل 25 سنة، ويسمح للمزارعين الإسرائيليين بمواصلة فلاحة أراضيهم. خيراً يفعل إذا ما لطف انتقاده تجاه إسرائيل، كما تصرف في خطابه الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويوضح للجمهور الغفير مزايا السلام الذي يخدم المصلحة الأردنية. فالتنفيس لدى الجمهور والمتطرفين يتبين ببطء كسياسة الحربة المرتدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى