منتدى الفكر الاستراتيجي

هل يردع إسقاط إيران لطائرة تجسس أمريكية تحليق واشنطن بسماء الخليج؟

نقلت مجلة “ذا ناشيونال انترست” لأمريكية، عن مسؤولين عسكريين أمريكيين قولهم إن تدمير إيران لطائرة التجسس U.S. Navy Global Hawk بدون طيار فوق خليج هرمز في يونيو  2019، يجب ألا يردع القوات الأمريكية عن مراقبة هذا الممر المائي الاستراتيجي.

وصرح الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشيل التابع لجمعية سلاح الجو الأمريكي، لمجلة Air Force الأمريكية أنه كان ينوي إرسال طائرة Global Hawk إضافية «في نفس المسار»، معللاً: «لا نريد بالطبع أن نرضخ للتخويف».

عيوب في نظام الرقابة الجوية الأمريكي

صنعت شركة Northrop أربع طائرات بدون طيَّار للمراقبة الجوية واسعة النطاق، بناءً على منصة Global Hawk، لصالح القوات البحرية بداية من 2008. وقد وضع سلاح البحرية اثنين منها في الإمارات للاستخدامات العملياتية فيما كانت تحضِّر لنشر الإصدار البحري من Global Hawk المسمى MQ-4C في أواخر 2019.

وبينما تمتلك BAMS-D القدرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى ما يقارب 65 ألف قدم (20 ألف متر)، أي بعيداً عن متناول العديد من أنظمة الدفاع الجوي، إلا أنها تفتقد القدرة على السير بسرعة الصوت، وتفتقر إلى مميزات التسلل، ما يجعلها ضعيفة أمام أقوى الصواريخ الأرض-جو.

وقد ادعت القوات الإيرانية أنها استخدمت إحدى إصدارات صواريخ سام Buk M1 ذي المنصة المتحركة لإسقاط طائرة BAMS-D. ويمتلك الحرس الثوري الإيراني أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-300.

هل يردع هذا الحادث القوات الجوية الأمريكية في الخليج؟

لكن الجنرال ديفيد غولدفين، قائد القوات الجوية، قال لمجلة Air Force في 26 يونيو/تموز 2019، إن الطائرات العسكرية الأمريكية ستستمر في دورياتها في الخليج الفارسي.

ويشرح ذلك سلاح الجو قائلاً: «لا يتوقع إجراء تغير كبير في مزيج الأصول التي يملكها في المنطقة، لافتاً إلى أن عمله هو جمع خيارات المعركة وتقديمها إلى الرئيس دونالد ترامب عند الحاجة».

يقول غولدفين: «سنستمر في الطيران في المكان والوقت الذي نحتاجه، كما نفعل في جميع السيناريوهات». وتابع: «سنستمر في حماية هذه المساحات العالمية المشتركة من أجل الجميع، وسنستمر في العمل في المكان الذي نحتاج فيه للعمل».

ويضيف ديبتولا إن البنتاغون يجب أن يطور ما يملكه من «سلاح جو أصابته الشيخوخة، والعمل على تطويره باستخدام أنظمة خاصة ضد قدرات شديدة الخطورة مثل مقاتلات الشبح، وقاذفات القنابل، وطائرات (التجسس والمراقبة والاستطلاع)».

وأضاف: «إن افتراض امتلاك القدرة على العمل في المجال الجوي المسموح به هو الاعتقاد الشرعي خلال ربع القرن الماضي؛ لكن هذا الإسقاط يثبت عواقب العمل ضد قوة عسكرية من الدرجة الثانية».

يعتمد الجيش الأمريكي بشكل كبير على طائرات بطيئة بطيار أو بدون طيار للتجسس والمراقبة والاستطلاع، غير مدعمة بتقنيات الشبح، وهذه الأنظمة ضعيفة مقابل الدفاعات الجوية الإيرانية والصينية والروسية الحديثة.

يعرف سلاح الجو بالتأكيد أن لديه مشكلة. ففي أواخر عام 2018، نشر الفرع الطائر استراتيجية تجسس ومراقبة واستطلاع جديدة دعت إلى إضافة المزيد من المركبات القادرة على النجاة.

وصرَّحت الفريق داش جيمسون، نائبة رئيس فريق التجسس والمراقبة والاستطلاع: «نحتاج إلى تحقيق التوازن في ملف التجسس والمراقبة والاستطلاع لمجابهة تحديات البيئة التي يجري التنازع عليها بشكل حاد».

وتابعت: «سيتكون في المستقبل شبكة تعاونية مشتركة بين الحكومة والشركات المتخصصة في الذكاء الصناعي، ومتعددة النطاق. وما سينجح في دعم مجموعة واسعة من الخيارات خلال طيف واسع من الصراعات، هي المرونة والاستمرارية والاختراق».

العمل على تطوير سلاح الجو للتجسس

وقد ألزمت المخاوف حول القدرة على النجاة، سلاح الجو في منتصف 2018 على إلغاء جهود كلفت 7 مليارات دولار هدفت إلى استبدال طائرات التجسس الأرضي E-8 التي ضربتها الشيخوخة بطائرات بطيار أكثر تطوراً

وبدلاً من شراء طائرة كبيرة وبطيئة وغير مجهزة بقدرات الشبح، رفع سلاح الجو من قدرات نظام إدارة المعارك المتطور، الذي قد يجهز أنواعاً كثيرة من الطائرات بدون طيار وطائرات الشبح المستهلكة بقدرة على الاستطلاع الأرضي.

وفي بدايات 2019، اقترح مركز أبحاث مركز التقييم للاستراتيجيات والميزانيات المقام في واشنطن العاصمة، أن يقلل سلاح الجو عدد أسراب التجسس من 40 إلى 33، واستبدال الكثير من طائرات التجسس والمراقبة والاستطلاع القديمة غير المجهزة بقدرات الشبح بـ 120 طائرة تجسس ومراقبة واستطلاع جديدة من طائرات الاختراق، والتي من المفترض أن تكون بدون طيَّار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى