منتدى الفكر الاستراتيجي

هل يمكن لروسيا أن تحقق أمل ترامب في طرد إيران من سوريا؟

 

قالت صحيفة ” المونيتور” الأمريكية أن سوريا ستكون محور النقاش الرئيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في هلنسكي يوم 16 يوليو المقبل.

سوريا محور قمة هلسنكي

وأشارت الصحيفة إلي تأكيد مصادر لصحيفة “كوميرسانت” الروسية بإن سوريا محور قمة ترامب وبوتين وأن موسكو أرسلت لواشنطن وثيقة من صفحتين لتكون بمثابة البيان الثنائي الذي سيقدمه الزعيمين في نهاية القمة.

وأوضحت الصحيفة أن سوريا احد القضايا الهامة علي جدول قمة بوتين وترامب، ويمكن خلال القمة أن يتوصلا للخطوط العريضة لعقد صفقة بشأن سوريا حيث تريد الولايات المتحدة ان تكون روسيا مسؤولة عن انسحاب إيران من سوريا وإزالة حكومة بشار الأسد من السلطة ولكن اي اتفاق سينطوي علي مقايضة بين الطرفين.

اتفاقيات سرية

وفي الواقع تنفذ موسكو وواشنطن اتفاقيات سرية وكان منها علي سبيل المثال هجوم النظام السوري علي المعارضة في الجنوب يوم 18 يونيو في محافظتي درعا والقنيطرة، وهي المنطقة التي تتضمن وقف إطلاق النار بضمان من روسيا والأردن والولايات المتحدة، وولم ترد الولايات المتحدة علي انتهاك وقف إطلاق النار ، وفي 24 يونيو أرسلت السفارة الأمريكية في عمان رسالة لقادة فصائل الجبهة الجنوبية تفيد بإن المعارضة يجب إلا تتوقع أي دعم من الولايات المتحدة وفي اليوم نفسه انضم سلاح الجو الروسي لهجوم الجيش السوري.

كما أعطت إسرائيل والأردن موسكو الضوء الأخضر لإجراء العملية في محافظتي درعا والقنيطرة ، بشرط ألا يتم نشر سوى قوات الحكومة السورية وأن جميع الجماعات الموالية لإيران مثل حزب الله لا تشارك في هذه المناطق.

موقف قوات المعارضة

ونتيجة لذلك ، توصل المفاوضون الروس وجماعات المعارضة السورية من الجنوب إلى اتفاق في 6 يوليو، ومن المرجح أن تقوم الجبهة الجنوبية بسحب 6000 جندي من جنودها ونقلهم إلى الشمال الغربي إلي إدلب المعارضة، وسيبقى بعض أعضاء الجبهة الجنوبية في الجنوب بشرط نزع السلاح، ومن الممكن أن يحصلوا على وضع جماعة مسلحة محلية تحت علم الحكومة، وقد تنضم بعض الفصائل المنشقة إلى الفيلق الخامس في النظام السوري ، الذي تم إنشاؤه بمساعدة روسية، وتستطيع مجموعات من هذا النوع ، مع الشرطة العسكرية الروسية ، تأمين المنطقة من الجماعات الموالية لإيران، وهو السيناريو الذي من المرجح أن تروج له واشنطن وتل أبيب وعمان.

قوة موسكو وتأثيرها علي طهران ودمشق

وتري الصحيفة أن رغبة الولايات المتحدة في توقيع اتفاق مع روسيا تنبع من القوة المتصورة لموسكو لقدرتها على منع طهران من تعزيز موقعها في سوريا، وفي الواقع ، زادت موسكو من وجودها في دمشق ، سعيا للتأثير على قرارات الحكومة والغاء بعض الصلاحيات للإيرانيين.

وأضافت الصحيفة أن موسكو ودمشق أظهرا بإنهما يمكنهما دعم النظام دون أي مساعدة من طهران، كما أظهرت روسيا قدرتها على دعم الحكومة السورية في جهودها لاستعادة الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، بينما لعبت القوات الموالية لإيران دورا رئيسيا في عمليات إدلب في أواخر عام 2017 وبداية عام 2018 ، وفي وقت لاحق عمليات في الغوطة الشرقية في مارس وأبريل عام 2018 ، ولم يقم المسلحون الشيعة المرتبطون بحرس الثورة الإسلامية بأي دور مهم في المنطقة، و كان لروسيا الكلمة الأخيرة ، سواء في المفاوضات مع المعارضة أو في إجبار فصائل المتمردين على قبول شروط الاستسلام للغوطة الشرقية.

استبعاد حزب الله

أما بالنسبة للحملة الحالية في الجنوب ، فقد تمكنت موسكو من التأثير على دمشق لاستبعاد حزب الله من المشاركة في عمليتي درعا والقنيطرة، وأصبحت روسيا القوة الرئيسية في القتال والمفاوضات مع الفصائل المنشقة.
وإجمالا ، أثبتت روسيا أنها قادرة على حل مشاكل الحكومة السورية بنجاح دون مساعدة القوات الموالية لإيران. علاوة على ذلك ، عزز الضباط العسكريون الروس مؤخراً قدرات قوات النمر التابعة للجيش السوري، ونجحت قوات النمر في استبدال قوات حزب الله بنجاح في ساحة المعركة كقوة مهاجمة رئيسية.

الأسد يأمل اعمار دول الخليج لسوريا في مقابل الابتعاد عن إيران

ولفتت الصحيفة إلي ان أحد الأسباب التي قد تجعل دمشق مقبلة على الابتعاد عن الموجة المؤيدة لإيران هي عودة العقوبات الأمريكية على إيران، هناك رأي في موسكو بأن الزعماء السوريين قلقون بشكل منطقي من أن الاعتماد المفرط على طهران من المرجح أن يجر سوريا إلى الأسفل.
و مع عودة العقوبات علي إيران قد لا تتمكن طهران من تقديم أي دعم مالي لسوريا ، ولن يكون لدى سوريا الوقت للعثور على مصادر بديلة للمساعدة، ويمكن العثور على حافز محتمل لدمشق لتقليل علاقاتها مع إيران في الاستثمارات من الخليج، ورغم كل شيء كان دعم ممالك الخليج للثورة السورية هدفه أكثر محاولة لسحب سوريا من تحت المظلة الإيرانية بدلاً من إزالة نظام البعث.
ومع ذلك ، فإن قدرة روسيا على إخراج إيران من سوريا بالكامل محدودة، وخاصة أن مناطق كبيرة من البلاد تعتبر ذات أهمية حيوية لطهران ، وخاصة حلب ، ودير الزور ، والمناطق التي يسيطر عليها حزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية.

وجود متعدد لطهران في سوريا

قال مصدر في الجيش الروسي لـ “المونيتور” ، اشترط عدم ذكر اسمه ، أن طهران قد أوجدت وجودًا متعدد الطبقات في هذه المناطق من خلال كل من القوات الشيعية في العراق وأفغانستان ، والمعروف باسم فرقة فاطميون ، ووحدات سوريا المؤيدة لإيران ، مثل قوات الدفاع المحلية في حلب، ز في هذه المحافظات ، يشتري الإيرانيون الممتلكات ويوزعونها على المقاتلين الأجانب والسوريين ، من مناطق أخرى.

وأضاف المصدر إن الحقائق تثبت أن إيران قد تنبت جذورها بالفعل في تلك المناطق.

مقايضة أمريكية روسية

وبالنظر إلى كل هذا ، ما زال من غير المؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة سترحل من سوريا إذا كانت أجزاء كبيرة منها تخضع لسيطرة القوات الموالية لإيران، ويمكن اعتبار استسلام الولايات المتحدة في درعا والقنيطرة “خدمة مسبقة” لروسيا.
ومع ذلك ، فإن أي خطوات أخرى تتخذها واشنطن، بما في ذلك رفض تنفيذ تغيير القيادة في سوريا أو سحب قواتها العسكرية، سيعتمد على جهود روسيا لتقليل النفوذ الإيراني، ويمكن أن تشمل المحاولات العملية التي يقوم بها النظام السوري لإزالة الجماعات الموالية لإيران من البلاد احتمال تخفيف العقوبات وتقديم مساعدة مالية ممكنة من الخليج لإعادة الإعمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى