آراء

هل تنتظر إسرائيل مرور اليوروفيجن بهدوء؟

واصلت إسرائيل الإبقاء على الغموض حول الشروط التي سمحت بإنهاء جولة التصعيد الأخيرة في القطاع، ولكن إذا بقيت هناك بعض الشكوك، فقد أثبتت أحداث الجمعة الأخيرة بأنه لم يتغير شيء. فعدد الفلسطينيين الذين وصلوا للتظاهر كان مشابهاً لذاك الذي كان قبل الهدوء، ومرة أخرى نشبت أحداث عنف بين المشاغبين وقوات الجيش الإسرائيلي.
لأول مرة منذ نهاية جولة التصعيد قبل أقل من أسبوع كان هناك قتيل في الطرف الفلسطيني بنار الجيش الإسرائيلي. والأحداث في جنوب القطاع، على الجدار في منطقة رفح، كانت عنيفة على نحو خاص.
لا يهم كم من المحادثات دارت من خلف الكواليس وكم من المال القطري سيواصل الضخ، فطالما سيستمر الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي من جهة والمتظاهرين الفلسطينيين من جهة أخرى، وتُلقى نحو المقاتلين عبوات ناسفة وقنابل يدوية، وواصل الجمهور الفلسطيني محاولات اجتياز الجدار، فإن التصعيد القادم مسألة وقت. عدد أكبر من القتلى في الأحداث على الجدار قد يؤدي إلى إطلاق الصواريخ أو العمليات والتصعيد مرة أخرى.
عملياً، يعبر يوم الجمعة الأخير بقدر كبير عن العودة إلى الوضع ذاته الذي كان قبل نشوب التصعيد الأخير، ربما باستثناء إزالة الإخطار الساخن الذي كان لعملية فورية للجهاد الإسلامي، الأمر الذي في كل حال وفي كل لحظة قد يقع في محاولة متجددة من التنظيم لإشعال المنطقة.
الأسبوع القادم سيكون حساساً على نحو خاص. ففي ذروة احتفال اليوروفيجين الأسبوع القادم، يوم الأربعاء القريب سيحيي الفلسطينيون يوم النكبة، وبقدر ما هو معروف في هذه اللحظة فإنهم يخططون لمظاهرات كبرى في قطاع غزة أيضاً.
في إسرائيل هذا الأسبوع ستبقى حالة التأهب الأمني عالية على نحو خاص، والمصلحة الواضحة هي اجتيازه بهدوء.
في أثناء جولة التصعيد الأخيرة كانت نقطة الضوء هي الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل لشرعيتها في الدفاع عن نفسها. فإطلاق الصواريخ من غزة حظي بالشجب من دول عديدة في العالم. وعليه، فمن الصعب الافتراض بأن إطلاق الصواريخ في أثناء أيام المصادقة الدولية التي يشاهدها كل العالم سيخدم حماس، ويمكن التقدير بأنهم في غزة يفهمون هذا جيداً. من جهة أخرى، ما كنت لأوصي بالمسارعة إلى استخلاص الاستنتاجات. فالمنطق الغزي يصعب على إسرائيل فهمه وتحليله.
إن نقطة المنطلق لدى جهاز الأمن تأخذ بالحسبان أيضاً إمكانية محاولات تسخين الوضع الآن بالذات، في هذا التوقيت الحساس جداً، وفي كل الأحوال ستبقى حالة التأهب عالية جداً في الجيش، والشرطة والمخابرات وفي داخل أراضي إسرائيل وبالطبع على طول الحدود.
في كل الأحوال، حتى لو حاولت منظمات الإرهاب في هذا الوقت بالذات تنفيذ العمليات أو إطلاق الصواريخ من القطاع، فإن الرد الإسرائيلي سيكون معتدلاً ومنضبطاً كي لا تنجر إسرائيل إلى فخ التصعيد الأمني غير المعنية به في هذا الوقت.
عندما سيمر هذا الأسبوع ومعه اليوروفيجين فإن التوتر في الساحة الفلسطينية لن يذهب إلى أي مكان. ومرة أخرى، حتى الصيف، سيزداد احتمال المواجهة العسكرية مع غزة حتى بعد جولة القتال الأخيرة، التي لم تغير شيئاً حقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى