تقارير وتحليلات

إيطاليا.. نيران ودمار ومواجهة طاحنة خلفت قتلى احتجاجا على حظر الزيارات للسجناء احترازاً من كورونا

قي ما لا يقل عن 6 سجناء مصرعهم، وهرب ما لا يقل عن 50 آخرين من سجن إيطالي يقع في منطقة بوليا الجنوبية، الإثنين 9 مارس 2020، وسط أعمال شغب واسعة النطاق بعد تقليص حقوق الزيارة للمساجين، ضمن محاولات لمواجهة الانتشار السريع لفيروس “كورونا المستجد” في البلاد.

حسب موقع The Daily Beast الأمريكي اندلعت أعمال الشغب، بعد ظهر الأحد، في 6 سجون مختلفة؛ بعد أن أصدرت الحكومة الإيطالية مرسوماً قاسياً فرضت فيه حجراً صحياً على نحو 16 مليون شخص، وأوقفت حرية الحركة بجميع أنحاء البلاد، في محاولة لاحتواء انتشار فيروس “كوفيد-19”. وبحلول الإثنين، امتدت أعمال الشغب إلى 27 مركز احتجاز في مناطق مختلفة من البلاد.

وصل عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا إلى 7375 حالة، يوم الأحد، وهو أعلى عدد بدولة واحدة خارج آسيا. وتُوفي 366 شخصاً على الأقل، في إيطاليا، بسبب الفيروس، وهو ثاني أكبر عدد من الوفيات بعد الصين.

سرقة مفاتيح السجن

في مودينا، وهي الآن إحدى المدن الواقعة بالمنطقة الحمراء التي أعلنت الحكومة أن الفيروس قد تفشى فيها، تمكن السجناء من أخذ حارسين رهينتين يوم الأحد، وسرقوا المفاتيح قبل تسلقهم السياج الحاجز؛ محاولين الهرب. ومع ذلك، فقد نجحت قوات الشغب، بنهاية المطاف، في إعادتهم إلى السجن، غير أن منشآته تعرضت لأضرار بالغة بحيث اضطرت السلطات إلى نقل جميع السجناء إلى مرافق مؤقتة.

في سجن آخر بمنطقة بافيا، أشعل السجناء النار في مفارش الأسرَّة، ليجري إخلاء أحد الأجنحة بالكامل يوم الأحد. ويقول شهود إن النار كان يمكن رؤيتها من على بُعد أكثر من نصف ميل من السجن.

شوهد سجناء آخرون، الإثنين، وهم يعتلون أسطح سجن “سان فيتوري” في مدينة ميلانو الواقعة بقلب المنطقة التي يتفشى فيها الفيروس. فقد اشتعلت الحرائق في بعض المناطق بعد قرار قضى بحظر جميع حقوق الزيارة؛ على أثر الحجر الصحي الذي فُرض على المدينة بالكامل، الأحد. كان السجناء غافلوا الحراس خلال وقت الاستراحة الصباحية، وتمكنوا من الوصول إلى أسطح السجن.

في روما، حيث أعلنت السلطات الصحية تأكيد إصابة ما يقرب من 90 شخصاً بالفيروس في جميع أنحاء المقاطعة، صدر قرار قضى بمنع السجناء من التجمع بمناطق مفتوحة للترويح عن أنفسهم. وفي سجن ريجينا كويلي الواقع بوسط روما، كان يمكن سماع أصوات السجناء وهم يصرخون ويطرقون أبواب زنازينهم، يوم الإثنين.

محاكمات دون متهمين

تقرَّر أن تُجرى معظم المحاكمات الجنائية غير المؤجلة بجميع أنحاء البلاد، في قاعات مغلقة بالمحاكم ومن دون حضور السجناء؛ خوفاً من إصابتهم بالفيروس في المحكمة ونشره بين السجناء الآخرين حين عودتهم. كانت محاكمة خاصة بإحدى جرائم القتل، والتي شملت اتهامات بحق مراهقَين أمريكيَّين، هما فينيغان إلدر وغابي ناتالي، والمتعلقة بطعن أحد رجال الشرطة الإيطاليين، في شهر يوليو/تموز الماضي، قد جرت خلف أبواب مغلقة، الإثنين، ولم يُسمح للمشتبه فيهما بمغادرة السجن لحضور الجلسة.

تعاني السجون الإيطالية اكتظاظاً شديداً للسجناء، حيث يوجد نحو 61230 محتجزاً في مراكز اعتقال لا تزيد طاقتها الاستيعابية على 50950.

اشتكت مجموعات حقوق السجناء من عدم إجراء اختبارات للإصابة بالفيروس داخل السجون في جميع أنحاء البلاد، مشيرةً إلى أن الافتقار إلى حالات مؤكدة بالإصابة بين السجناء لا يعكس الأوضاع الحالية خارج السجون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى