تقارير وتحليلات

اتهام الصين بالتأثير على ألمانيا بخصوص كورونا.. وشتاينماير: الفيروس هو اختبار للإنسانية

كشفت صحيفة فيلت الألمانية أن الصين تحاول فرض أجندة خاصة على ألمانيا ودول أوروبية أخرى وذلك بهدف الترويج للسياسة الحكيمة للصين في مواجهة كورونا، وذلك لضمان عدم ربط انتشار الفيروس الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية إلى باقي أنحاء العالم بها. ونقلت الصحيفة عن وثيقة سرية من وزارة الخارجية الألمانية أنه تمت دعوة كبار المسؤولين وموظفي الوزارات الألمانية “للتحدث بعبارات إيجابية عن الإدارة الصينية لفيروس كورونا المستجد“.

وحاول مسؤولون صينيون التأثير على مسؤولي الحكومة الألمانية آملين الحصول على تعليقات إيجابية بشأن إدارة بكين لأزمة فيروس كورونا المستجد، حسبما أوردت صحيفة دي فيلت الأحد.

وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية أوصت بأن ترفض جميع الدوائر الحكومية التعاطي مع هذه الأساليب.

مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أكد للصحيفة أن “المسؤولين الصينيين يعتمدون سياسة معلومات ودعاية متزايدة في ما يتعلق بالفيروس”.

وتسعى بكين إلى التشكيك في فكرة ظهور هذا الفيروس في الصين وتسليط الضوء على مساعدتها للدول الغربية في مكافحة الوباء “من أجل تقديم الجمهورية الشعبية كشريك جدير بالثقة” بحسب المكتب الألماني لحماية الدستور.

وهاجمت إدارة الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب مرارا وتكرارا الصين بخصوص الوباء، مشيرة إلى “فيروس ووهان” أو “الفيروس الصيني”، ومتهمة الصين بالكذب حيال عدد الوفيات ومنظمة الصحة العالمية باتخاذ مواقف مؤيدة للصين.

وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قد دعا المواطنين في بلاده إلى التحلي بالصبر والانضباط والتضامن في أزمة كورونا. وفي كلمة نادرة رفض شتاينماير تشبيه إجراءات مكافحة كورونا بل قال إنها اختبار للإنسانية جمعاء.

وفي خطاب تلفزيوني بخصوص عيد الفصح خاطب شتاينماير الألمان قائلا: “ليس الساسة والخبراء وحدهم هم من يقرر كيف تسير الأمور الآن، ومتى يمكن تخفيف القيود، وكيف، بل نحن جميعا نملك هذا في يدنا من خلال صبرنا وانضباطنا، وخاصة الآن بعدما وصل الأمر إلى أصعب درجاته بالنسبة لنا”.

وأضاف شتاينماير: “إن تفشي كورونا ليس حربا، وإن الدول والجنود لا يواجهون بعضهم، بل على العكس، هذا اختبار لإنسانيتنا، ويؤدي إلى ظهور الجانب الأفضل والأسوأ عند الفرد. دعونا نظهر أفضل ما لدينا”.

وأشار إلى أنه تأثر كثيرا بالجهود المبذولة في ألمانيا خلال الأسابيع الأخيرة، محذرا من أن “الخطر لم ينته بعد”.

صحيفة فيلت الألمانية نبهت إلى أن هذا الخطاب فريد من نوعه وأن هذه هي المرة الأولى التي يتجاوب فيها رئيس اتحادي ألماني مع حدث آني بهذه الطريقة.

الرئيس الألماني اختار طريقا مغايرا عن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال في كلمة تلفزيونية نادرة: “هذا الوباء العالمي ليس حربا. الأمم لا تقف بوجه أمم أخرى، والجنود لا يواجهون جنودا آخرين. إنه اختبار لإنسانيتنا”. وبذلك يتخذ شتاينماير موقفا يتعارض مع موقف ماكرون الذي أعلن في كلمة تلفزيونية في منتصف آذار/مارس أن بلاده “في حرب” على الوباء معلنا فرض حجر منزلي عام على الفرنسيين.

وأضاف متوجها إلى الألمان أن أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد “تظهر أفضل ما في الناس وأسوأ ما فيهم. دعونا نظهر للآخرين أفضل ما لدينا”. وتابع: “أرجوكم، أظهروا ذلك أيضا في أوروبا” لأن ألمانيا لن تتمكن من “الخروج من الأزمة قوية وسليمة” إذا لم يكن جيرانها “هم أيضا أقوياء وسليمون”.

وقال: “نحن الألمان لسنا مدعوين فقط لإظهار تضامن في أوروبا، بل نحن ملزمون بذلك”، في وقت تحيي أوروبا هذه السنة الذكرى الـ75 للحرب العالمية الثانية والانتصار على النازية.

صحيفة بيلد التي نقلت أيضا كلمة الرئيس الألماني قالت إن شتاينماير نجح في مخاطبة الأمة بأكملها، وإنه خرج من الخطاب التقليدي الخاص بعيد الفصح، وأوردت الصحيفة مقطعا من كلمته: “في هذه الأوقات، في عيد الفصح، وعندما يحتفل في جميع أنحاء العالم بانتصار الحياة على الموت، علينا أن نقصر أنفسنا في بيوتنا حتى لا يسود المرض والموت على الحياة”.

وشدد الرئيس الألماني على وجوب التضامن أيضا في البحث عن لقاح، وقال: “علينا أن نحرص في إطار تحالف عالمي على أن تتمكن الدول الأكثر فقرا وهي الأكثر عرضة، من الحصول عليه أيضا”.

وأشاد بـ “الدعائم الخفية” للمجتمع الألماني، ذاكرا عاملات الصناديق في المحلات وسائقي الحافلات والشاحنات والخبازين والمزارعين وجامعي النفايات.

وقال: “الخطر لم يتبدد بعد. لكن بإمكاننا القول منذ اليوم إن كل واحد منكم بدّل حياته بشكل جذري، كل واحد منكم أنقذ أرواحا وينقذ المزيد من الأرواح كل يوم”.

من جهته أعرب وزير الصحة الألماني ينس شبان عن تفاؤله بأن بلاده ستتجاوز بشكل جيد المرحلة الحالية لتفشي وباء كورونا.

وقال شبان لقناة البث المباشر لصحيفة “بيلد” الألمانية الشهيرة الأحد: “وصلنا إلى هذه المرحلة بشكل جيد معا… إذا مر بنا عيد الفصح أيضا على هذا النحو، سنكون قد اجتزنا هذه الديناميكية الأولى (للفيروس) معا، وسوف يتعلق الأمر بعد ذلك بكيفية العودة تدريجيا”.

وذكر الوزير الألماني شروطا ملموسة لعودة الاقتصاد إلى سابق عهده، حيث قال: “إذا أظهرت لنا قطاعات محددة أنه يمكنها تنفيذ قواعد النظافة والرعاية الصحية والتباعد، سيمكن لها حينئذ البدء من جديد في العودة إلى مسار الحياة اليومية”. وفي المقابل، قال شبان بأن الأمر سيكون صعبا بالنسبة لعودة المدارس ورياض الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى