تقارير وتحليلات

اعتداء على محلات لاجئين سوريين في لبنان

أقدم عشرات الشبان في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا شرقي لبنان على الاعتداء على محال تجارية يملكها لاجئون سوريون داخل البلدة، وذلك بعد مظاهرة نفذت في شوارع البلدة “احتجاجا على التواجد السوري ومزاحمة اليد العاملة السورية للبنانيين”.

وتظهر لقطات مصورة عشرات الشبان يعمدون إلى تكسير محلات يديرها سوريون في البلدة، عبر رشقها بالحجارة والأدوات الحادة، بالتزامن مع كيل للشتائم والعبارات النابية بحق السوريين واللاجئين مطالبين إياهم بالرحيل.

ويسجّل هذا الحادث للمرة الأولى بين لاجئين سوريين ولبنانيين في عرسال منذ اندلاع الأزمة السورية.

ويؤكد مسؤولون محليون في البلدة “أن ما حصل لا يعبر عن عرسال، البلدة التي احتضنت عشرات الآلاف من السوريين منذ أكثر من 7 سنوات، وما حصل يتحمل مسؤوليته مجموعة من الشبان والمندسين” على حد تعبيرهم.

ونفى تيار المستقبل، الشائعات التي تحدثت عن اعتداء من شباب ينتمون إليه على اللاجئين السوريين في عرسال.

وأكد تيار المستقبل، الذي يرأسه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أن “هذه الأخبار عارية عن الصحة، ولا وظيفة لها سوى التحريض المشبوه ومحاولة إثارة الفتنة بين أهلنا في عرسال والنازحين السوريين، وقضية الاعتداء باتت في عهدة الأجهزة الأمنية المعنية، التي قامت بتوقيف بعض المعتدين الذين تبين أنهم من أصحاب الشبهات والسوابق الذين لا علاقة لـ”تيار المستقبل” بهم لا من قريب ولا من بعيد”.

وتتكرر الحوادث بين اللاجئين السوريين واللبنانيين في مناطق عدة من البلاد في السنوات الأخيرة، وصلت إلى أعمال عنف.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين في بلدة عرسال خلال السنوات الماضية حوالي 100 ألف لاجئ، بقي منهم أقل من 50 ألفا بعد مغادرة الآلاف منهم على دفعات.

وشهدت عرسال في أغسطس 2014 اشتباكات مسلحة بين عناصر من داعش وجبهة النصرة والجيش اللبناني أفضت إلى مقتل العشرات وخطف عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وعام 2017، نفذ الجيش اللبناني عملية عسكرية منفصلة عن تلك التي قام بها حزب الله ضد داعش والنصرة في جرود عرسال والقاع، أدت إلى ترحيل مئات المقاتلين إلى الداخل السوري بعد صفقة أبرمت مع التنظيمين الإرهابيين.

ويعاني آلاف اللاجئين في عرسال من أوضاع صعبة خلال فصل الشتاء، نتيجة البرد الشديد وعدم توفر الخدمات اللازمة كالتدفئة وتدعيم الخيام وحمايتها من البرد.

بدورهم يعاني اللبنانيون في البلدة من صعوبات اقتصادية واجتماعية، لبعدها الجغرافي ولعدم اكتراث الأجهزة الرسمية لتنمية مناطق الأطراف في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى