تقارير وتحليلات

الأوبزرفر: على إسرائيل أن تقول وداعاً لنتنياهو فلم يعد لديه أجوبة للقضايا الكبرى

قالت صحيفة “الأوبزيرفر” في افتتاحيتها إن منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة ثانية يعتبر تهديداً لإسرائيل. وقالت إن محاولات نتنياهو الحصول على ولاية جديدة باتت مع قرب موعد الانتخابات يوم الثلاثاء، تتسم باليأس والانقسام. وأضافت أن بيبي كما يعرف لم يكن أبداً خائفاً من اللعب بقذارة. وهو يقوم بالدور نفسه مع محاولته وحزب الليكود المتطرف الحصول على 61 مقعداً تعطيه الفرصة لزيادة مدة حكمه كأطول رئيس وزراء لإسرائيل.
وتضيف الصحيفة أن معرفة أساليب نتنياهو لا تجعلها أكثر قبولاً أو أنها ليست لطخة في جبين الديمقراطية الإسرائيلية.

وأشارت إلى رسالته التي بعث بها الأسبوع الماضي عبر صفحته على “فيسبوك” والتي حذر فيها من “العرب الذين يريدون تدميرنا جميعاً – النساء والأطفال والرجال”، في إشارة للفلسطينيين في داخل إسرائيل ويشكلون حوالي 900.000 صوت من ستة ملايين ناخب. وحاول نتنياهو إبعاد نفسه عن الرسالة زاعماً أنها من عمل “موظف صغير” بدون علمه. وبناء على ماضيه فلن يصدقه أحد. فقد تخلى نتنياهو في الأسابيع الأخيرة من الحملات الانتخابية عن جهوده للحصول على دعم ناخبي الوسط المعتدلين وركز حملته على القاعدة اليمينية المتطرفة.

وترى الصحيفة أن رسالته على فيسبوك هي صورة عن التخويف ونشر الذعر. ويقول نقاده إنه تفوق في الحملة الأخيرة على نفسه وأدار كما قال المعلق في صحيفة “هآرتس” يوسي فيرتر: “أقبح وأكثر حملة انتخابية عنصرية”. وكتب أن “الهبوط إلى قاع المجاري وعمق المستنقع جاء من القمة”.

ورفض آخرون ما زعمه نتنياهو من أن أحزاب المعارضة تقوم بسرقة الأصوات، وكذا محاولاته الصارخة لاستفزاز الناخبين العرب في إسرائيل، ومحاولاته وضع كاميرات في مراكز الاقتراع. وإذا ابتعدنا عن سياسة المجاري كما تقول الصحيفة، فإن الموقف الذي تبناه نتنياهو وقادة الليكود من القضايا الكبرى التي تواجه إسرائيل تثير القلق أيضاً. ففي الأسبوع الماضي زاد من وعده الذي قطعه على نفسه في  أبريل، بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وبدلاً من الوفاء بوعده بإنهاء الحصار ضد غزة تعهد بحرب جديدة ضد حماس.

ومهما كان الطريق الذي سيتخذه الرجل الذي يقدم نفسه على أنه “مستر أمن” فإنه يهدد أمن وسلامة إسرائيل. والأمر نفسه ينسحب على العملية السرية التي يقوم بها ضد إيران وحلفائها في سوريا والعراق ولبنان. ويعتقد نتنياهو أن ترامب يدعمه في تصعيده الخطير ولكن عليه أن يفكر مرة ثانية و”لا يمكن الثقة بترامب” فهو يفكر الآن بقمة سلام مع الرئيس الإيراني في نيويورك هذا الشهر.
و”لا يريد ترامب حرباً غير شعبية مع إيران وهو يحاول تأمين ولاية رئاسية ثانية له. وكما أظهر هذا الصيف عندما ألغى غارة جوية ضد إيران انتقاماً لإسقاط طهران طائرة أمريكية بدون طيار، ولا يمكن لإسرائيل التعويل عليه لو اشتدت حرارة المواجهة”.

وبالمثل فإن “صفقة القرن” التي سيكشف عنها ترامب بعد الانتخابات الإسرائيلية ليست عملية ولن تحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويجب والحالة هذه على نتنياهو عدم التظاهر بغير ذلك، لأن الصفقة متحيزة لصالح إسرائيل.

وترى الصحيفة أن بيني غانتس، زعيم تحالف “أزرق أبيض” لا يمثل بديلاً يدعو للأمل عن نتنياهو. فكقائد سابق للجيش يحمل مواقف متشددة من غزة والضم. ومن أجل تشكيل حكومة فهو يحتاج إلى التحالف مع الأحزاب الصغيرة والأحزاب اليسارية وربما القائمة العربية المشتركة. وهذه القائمة تستطيع الحصول على 10 مقاعد حالة فشلت أساليب الاستفزاز التي يقوم بها نتنياهو ضد الناخب العربي. وربما كان بيد أفيغدور ليبرمان زعيم إسرائيل بيتنا ميزان القوة، وهو مثل غانتس يريد حكومة وحدة وطنية ولكنها تستبعد رئيس الوزراء الحالي. وهذا أمر منطقي لأن سياسة نتنياهو المتطرفة مضرة جداً ولا يملك أجوبة على التحديات الكبرى التي تواجه إسرائيل وربما كان لدى آخرين أجوبة أفضل، وربما كانت هذه اللحظة لإخراج نتنياهو الذي تلاحقه محاكمات الفساد ويحتاج لقضاء مزيد من الوقت مع المحامين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى