تقارير وتحليلات

الإمارات: التحالف العربي يسيطر على مساحات كبيرة من مطار الحديدة

قال مصدر عسكري يمني ووكالة الأنباء الإماراتية وسكان محليون إن قوات عربية تتبع التحالف الذي تقوده السعودية اقتحمت مطار مدينة الحديدة يوم الثلاثاء وسيطرت على مساحات كبيرة من المجمع في معارك مع الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وقال سكان بالمدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأحمر إن المعارك تستعر على الطريق الساحلي الواصل بين المطار ووسط المدينة المكتظ بالسكان مشيرين إلى أن طائرات هليكوبتر أباتشي تابعة للتحالف المدعوم من الغرب تقدم دعم جويا.

وبحسب وكالة
رويترز”، ستمثل السيطرة على المطار مكسبا مهما للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اللتان تعهدتا بهجوم سريع على المدينة لتفادي تعطيل المساعدات التي تصل عبر الميناء الرئيسي بالبلاد.

وقال ساكن يقطن قرب الشريط الساحلي لرويترز عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه ”نستطيع سماع المدفعية وقذائف المورتر ونيران متفرقة من مدافع رشاشة. الحوثيون يستخدمون دبابات“.

وأضاف ”المياه قطعت عن كثير من القطاعات قرب منطقة الكورنيش لأن الحوثيين حفروا خنادق وقطعوا المياه. يفر الكثير من الناس من هذه المناطق ويتجهون إلى قلب المدينة“.

وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران صاروخا استهدف منشأة لشركة أرامكو السعودية النفطية في منطقة عسير بجنوب المملكة وذلك حسبما قالت قناة المسيرة التلفزيونية ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعتان للجماعة يوم الثلاثاء.

وقال مسؤول في الشركة إن منشآتها آمنة وتعمل بشكل طبيعي.
واتهمت وسائل إعلام رسمية سعودية وإماراتية الحوثيين بقصف مناطق المدنيين. وقال سكان إن دبابات الحوثيين تستهدف قوات التحالف.

وشن التحالف المدعوم من الغرب الهجوم على الحديدة يوم 12 يونيو حزيران بهدف تغيير الموازين في حرب بالوكالة بين السعودية وإيران فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وقال مصدر عسكري يمني مناهض للحوثيين لرويترز ”لقد اقتحموا مطار الحديدة“.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن قوات التحالف سيطرت على مساحات واسعة من مجمع المطار. وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن طائرات التحالف نفذت منذ الصباح أكثر من 40 ضربة على المطار.

وأسفر تصاعد القتال عن إصابة ونزوح عشرات المدنيين وعرقل عمل جماعات الإغاثة في إرسال مساعدات حيوية لملايين اليمنيين عبر الميناء المطل على البحر الأحمر.

سببت معارك الثلاثاء حالة من الذعر بين السكان.
وقالت إيمان (37 عاما) وهي أم لاثنين وهي تغالب دموعها ”طفلاي مرعوبان. المعارك وصوت الانفجارات في كل مكان ونحن محبوسون في منزلنا بحي الربصة من دون مياه… ما الذي فعلناه لكل ذلك؟“

وذكر محمد شرف (44 عاما) وهو موظف حكومي أنه أرسل أسرته بالكامل إلى العاصمة صنعاء قبل عدة أيام وأنه يستعد للرحيل أيضا. وقال ”الموت والدمار في كل أنحاء المدينة“.

وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي الهجوم إلى تفاقم أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم والأكثر حاجة للتدخل العاجل حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات كما أن هناك 8.4 مليون على شفا المجاعة.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش 600 ألف شخص داخل وحول الحديدة، وقد تخلف المعارك ما يصل إلى 250 ألف قتيل إذا تطورت الأحداث بشكل سيئ.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن ميناء الحديدة ظل مفتوحا يوم الثلاثاء فيما سارع البرنامج بتفريغ حمولة ثلاث سفن تحمل ما يكفي من الغذاء لستة ملايين شخص لمدة شهر.

وتقول الدول العربية إن هدفها هو السيطرة على المطار والميناء وتفادي القتال في الشوارع في وسط المدينة.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تصريح لرويترز ”نحن ننتظر أن يدركوا (الحوثيون) الضربة العسكرية والنفسية التي تلقوها في المطار… نمنحهم بعض الوقت حتى يقرروا ما إذا كانوا يرغبون في إنقاذ المدينة… والانسحاب“.

ويبدو أن الدبلوماسية الهادفة لحقن الدماء قد أصيبت بالجمود.
وعاد مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إلى صنعاء يوم السبت بعد أربعة أيام من بدء هجوم الحديدة بهدف وقف القتال لكن شهودا ذكروا أن جريفيث غادر صنعاء يوم الثلاثاء دون أن يدلي بتعقيب تاركا التساؤلات عن أي تقدم دون أجوبة.

ونفى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي أن تكون المحادثات مع جريفيث تركزت على تسليم الميناء وقال ”هذا الطلب غير واقعي“.

وقال لرويترز عبر الهاتف ”لقد ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط“.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح للصحفيين إن جريفيث سيتوجه إلى مدينة جدة السعودية للاجتماع مع مسؤولي التحالف والحكومة اليمنية.

كان التحالف الذي تقوده السعودية قد تدخل في حرب اليمن عام 2015 من أجل الإطاحة بالحوثيين وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة حاليا خارج البلاد وإحباط ما تراه الرياض وأبوظبي طموحات من جانب إيران لبسط هيمنتها في المنطقة.

 

ومن شأن خسارة الحديدة أن يوجه ضربة قوية للحوثيين حيث ستقطع خط الإمداد الرئيسي عنهم، وقد ترجح أيضا كفة التحالف العسكري المدعوم من الغرب والذي فشل حتى الآن في هزيمة الحوثيين في حرب أودت بحياة عشرة آلاف شخص رغم تفوقه في التسلح والقوة العسكرية.

وينفي الحوثيون الذين يسيطرون على معظم المناطق المأهولة بالسكان في البلد البالغ عدد سكانه نحو 30 مليون نسمة أن يكونوا عملاء لإيران. ويقولون إن حركتهم تجسد انتفاضة شعبية ضد الفساد وتهدف إلى حماية اليمن من الغزو الأجنبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى