تقارير وتحليلات

الجهود المصرية تقرب حماس وإسرائيل من عقد صفقة لوقف إطلاق النار

قالت صحيفة “هآرتس” العبرية ان الضغوطات المصرية والمساعدات القطرية تقرب إسرائيل وحماس من عقد صفقة في قطاع غزة، وقد تكون حماس حريصة بشكل خاص على التوصل إلى اتفاق لتخفيف آلامها الاقتصادية.

وأشادت الصحيفة بالجهود المصرية التي جعلت الأحداث تسير بالاتجاه الصحيح بدلاً ما كانت تسير بالاتجاه الخاطيء، وساعدت الضغوطات المصرية علي كلا الجانبين إلي انحفاض أعمال العنف علي الحدود وتمكن المصريون بالمساهمة في احداث هدوء بقطاع غزة للمرة الأولي منذ شهور.

وأوضحت الصحيفة أن التخفيض التدريجي في العنف يسمح لاتخاذ تدابير لتحسين الاقتصاد في غزة، وستساهم قطر بدفع رواتب الموظفين في غزة، وسيتراجع الجهاد الإسلامي علي الحدود ومن المحتمل أيضًا أن تتوقف السلطة الفلسطينية عن محاولة إحباط الصفقة في غزة، و كل هذا يفسر استعداد الحكومة الإسرائيلية لمواصلة سياسة ضبط النفس رغم أنها قد تلحق ضرراً سياسياً.

وتشيد الصحيفة بالخطوة المصرية التي تعد غير معتادة بذهاب مسؤولي المخابرات المصرية برئاسة كبار الضباط إلي غزة وقيامهم بدوريات في مواقع المظاهرات، بجانب زيارة مسؤول مصري إلي إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلي نشر حماس قوات الأمن على بعد مئات الأمتار إلى الغرب من السياج الحدودي لمنع المتظاهرين من الاقتراب منه، ومن الواضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي يمارس قدرا أكبر من ضبط النفس، وعلى غير المعتاد خلال الأشهر العديدة الماضية ، لم يقتل أي فلسطيني ولم يصب إلا عدد قليل من نيران القناصة ، رغم أن العشرات كانوا يعانون من استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وأضافت الصحيفة أن يوم الأحد من المقرر أن تجتمع جميع الفصائل الفلسطينية في غزة لمناقشة المقترحات المصرية، وقد تكون رغبة حماس الواضحة في التوصل إلى اتفاق مرتبطة أيضاً بحقيقة أن الجهاد الإسلامي تحداها بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل قبل أسبوع ، وبعد ذلك من خلال تنظيم مظاهرات خارج منازل كبار مسؤولي حماس، إذا لم تقم حماس بإبرام صفقة في وقت قريب ، فقد تفقد السيطرة على الأحداث.

وفي الوقت الحالي ، لا يعارض الجهاد الإسلامي بشكل صريح الاتفاقية الناشئة، رغم موقفها السابق من رفض أي صفقة مع إسرائيل، والآن يجري الاتفاق علي وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة سنوات، مما يؤدي إلي تخفيف العنف والسماح باتخاذ تدابير أكثر أهمية لتحسين اقتصاد غزة ، بما في ذلك توسيع مناطق الصيد ، وفتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر ، والسماح لمزيد من الفلسطينيين بدخول إسرائيل.

لقد أثار الفلسطينيون مرة أخرى فكرة قديمة حيث سمح لخمسة آلاف من سكان غزة بالعمل في مجتمعات إسرائيلية بالقرب من غزة، وقد أثير هذا الاقتراح بعد حرب غزة عام 2014 ، ولكن تمت معارضته بشدة من قبل جهاز الأمن العام “الشاباك” خوفًا من أنه سيتم استغلاله لتنفيذ هجمات إرهابية، وبالتالي من الصعب تصديق أنه سيتم تنفيذه الآن ، وبالتأكيد ليس في المرحلة الأولى للاتفاقية، وجزء من الاتفاق يتضمن مشاريع للبنية التحتية مثل إنشاء ميناء ومطار وسيحدث ذلك في وقت لاحق.

بينما قطر برزت كلاعب رئيسي لأي صفقة تعتمد علي التمويل، توفير الوراتب للموظفين وتمويل الخدمة المدنية في غزة وشراء الوقود للقطاع لفترة طويلة من الزمن،و قد يكون القطريون يأملون في جني فائدة إضافية من هذا بعد مقاطعتها من السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقد تساعد مساعدة قطر في غزة في دفع الولايات المتحدة وأوروبا للضغط علي السعوديين الذين يعانون بالفعل من عواقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لحل الخلاف الذي أدى بهم إلى فرض الحصار.

لقد استخلص جيش الدفاع الإسرائيلي ثلاثة استنتاجات رئيسية من أحداث نهاية الأسبوع الماضي. أولاً : عندما تريد حماس ذلك ، يمكنها إيقاف العنف، ثانياً ، حماس مهتمة حقاً باتفاق في الوقت الحالي، وثالثاً: هناك الآن فرصة لإعادة الوضع على طول حدود غزة إلى ما كان عليه قبل 30 مارس ، عندما بدأت مظاهرات مسيرة العودة، ما يجعل المجتمع الدولي يتعامل مع حماس كشريك شرعي بدلاً من المطالبة من السلطة الفلسطينية القيام بإي شيء في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى