تقارير وتحليلات

الجيش اليمني يعلن قرب سيطرة قوات التحالف العربي على مطار الحديدة

قاتلت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران  للحيلولة دون سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية بشكل كامل على مطار مدينة الحديدة التي تحوي الميناء الرئيسي في اليمن، وذلك في إطار هجوم للتحالف تقول الأمم المتحدة إنه قد يتسبب في مجاعة تهدد ملايين السكان.

وبحسب وكالة “رويترز”، يحاول التحالف، الذي تقود الإمارات هجومه على الحديدة، السيطرة على المطار في المدينة شديدة التحصين وطرد الحوثيين من الميناء الوحيد الخاضع لهم على البحر الأحمر.

وقال عبد القادر وهو عامل سابق في مصنع للأسمنت ”الموت والفقر يحاصر الناس. أصبحنا  نخاف الخروج من منزلنا بعد أن وصل القتال إلى المطار ولَم يعد بأيدينا عمل شيء. لا عمل ولا رواتب. نحن في انتظار رحمة الله فقط“.

وقال مصدر بالجيش اليمني الذي يقاتل في صف التحالف وسكان إن قوات برية، تشمل قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار لكنها لم تسيطر عليه.

وقال المتحدث باسم حركة الحوثي محمد عبد السلام لقناة الميادين التلفزيونية التي مقرها لبنان ”ما ينتظر التحالف السعودي معركة استنزاف لا يستطيع أن يصمد فيها… التحالف السعودي لن يستطيع حسم المعركة في الحديدة“.

ووصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن جريفيث إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين مع تنامي المخاوف من أن يقطع القتال شريان الحياة الوحيد للأغلبية العظمى من اليمنيين.

وقد تكون لمعركة الحديدة تداعيات تتجاوز كثيرا المدينة التي يعيش فيها 600 ألف نسمة. وصراع اليمن جزء من حرب إقليمية بالوكالة بين السعودية وإيران.

ووجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي العالمي مع إيران وتقاربه مع كوريا الشمالية ضربة لطهران وجعلها تحت ضغوط للحفاظ على مصالحها في اليمن والدول العربية الأخرى.

وتسبب القتال في إغلاق المدخل الشمالي للحديدة المؤدي إلى صنعاء وإغلاق مخرج رئيسي من المدينة وجعل نقل البضائع من الميناء، وهو الأكبر في اليمن، إلى المناطق الجبلية أكثر صعوبة.

وقال أحد السكان، ويدعى علي عمر، إنه قضى ثلاثة أيام محاصرا مع أسرته في حي المنظر المجاور للمطار بينما القتال محتدم حولهم.

وأضاف بينما كان جالسا الليلة الماضية في المستشفى بجوار ابنه الذي أصيب في ضربة جوية ”نحن وأطفالنا وشيوخنا ونسواننا مبهدلين. مجاعة. ثلاثة أيام لا أكل لا شرب“.

وتابع قائلا إنه قام بإسعافه على حافلة ”لأن الطيران ضرب. هذا لا يجوز. نناشد الأمم المتحدة والصليب الأحمر لفك طريق لنا لنخرج من المأزق الذي نحن فيه“.

*مخاوف من حدوث مجاعة

يعتمد حوالي 22 مليون شخص في اليمن على المساعدات الإنسانية و8.4 مليون منهم معرضون للمجاعة. وفشلت جماعات الإغاثة في مواكبة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن ”وكالات الإغاثة لا يمكنها حاليا الوصول إلى مناطق بجنوب المدينة حيث يوجد على الأرجح مصابون ومتضررون ونازحون مما يجعلنا بلا صورة واضحة عن الاحتياجات“.

ويقول التحالف العربي الذي أطلق عملية الحديدة قبل أربعة أيام إن بإمكانه السيطرة على المدينة بسرعة لتفادي تعطيل المساعدات وإنه سيركز على المطار والميناء وسيتفادى حرب الشوارع في المدينة.

وحذرت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن من أن ما يصل إلى 250 ألف شخص معرضون للخطر على أسوأ تقدير.

وقال ابراهيم شوعي الذي يعمل صيادا ويبلغ من العمر 53 عاما ”لا نريد ان تصل الحرب الى داخل المدينة  يكفي ما نحن فيه من فقر وانعدام الكهرباء والمياه ، نسمع القتال من على مسافة لكن صوت الطائرات وقصف البوارج الحربية ارعبنا وأرعب اطفالنا ولا ندري إلى أين نهرب“.

واتهمت الرياض الحوثيين باستغلال الميناء لتهريب أسلحة إيرانية الصنع من ضمنها صواريخ استهدفت مدنا سعودية، وهو ما تنفيه جماعة الحوثي وطهران.

وإذا طال أمد القتال في الحديدة وتكبد التحالف خسائر بشرية كبيرة وتفجر الغضب من وقوع كارثة إنسانية فإن الأمر قد يصب في صالح الحوثيين. وإذا تم إخراج الحوثيين منها فقد يكون للتحالف اليد العليا في الحرب.

وقدمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أسلحة ومعلومات مخابرات للتحالف. وتنتقد جماعات حقوق الإنسان هذه الدول بسبب ضربات جوية نفذها التحالف وأسفرت عن سقوط مئات القتلى من المدنيين.

وقالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية يوم السبت إن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن إلى جانب القوات الإماراتية.

ويسيطر الحوثيون على معظم المناطق المأهولة في اليمن الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 30 مليون نسمة. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الحرب.

وتدخل التحالف بقيادة السعودية لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة في الخارج وإحباط ما تصفه السعودية والإمارات بمساعي إيران للهيمنة على المنطقة.

وبافتراض هزيمة الحوثيين في الحديدة فإن إحلال السلام عملية مضنية في ظل حرب أهلية معقدة بسبب وجود أطراف أخرى مثل الموالين للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح وانفصاليين جنوبيين وتنظيم القاعدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى