تقارير وتحليلات

الكلمة الكاملة للأمين العام لجامعة الدول العربية في المؤتمر الـ31 للاتحاد الأفريقي

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط عن امتنانه بالمشاركة في الجلسة الأفتتاحية للدورة الحادية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي في نواكشوط، بحضور فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وفخامة الرئيس بول كاجامي، ومعالي السيد موسى فقي، وأصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات.

وقال أبو الغيط ” يشرفني كثيراً أن أشارك مرة أخرى في أعمال قمتكم الأفريقية ممثلاً لجامعة الدول العربية، وأن أجدد أمامكم رغبتها الأكيدة في تمتين الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين دولنا وشعوبنا العربية والأفريقية، والتزامها الأصيل بالارتقاء بمستوى تعاونها وتنسيقها مع الاتحاد الأفريقي في كل ما من شأنه أن يحقق آمالنا ويصون مصالحنا المشتركة؛ أقول ذلك ونحن نتجمع هنا في موريتانيا، الدولة العربية الأفريقية العضو الفاعل في الجامعة والاتحاد الأفريقي، المكان الذي تتلاقي فيه الجغرافيا العربية والأفريقية، والموقع الذي تنصهر فيه الحضارتان العربية والأفريقية”.

وأعرب أبو الغيط عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به أخي رئيس المفوضية لدفع علاقات التعاون العربي الأفريقي في كافة ميادين ومجالات العمل التي تجمعنا، وإخلاصه في تعظيم نتائج وفوائد نشاطنا التكاملي المشترك.

وتابع الأمين العام للجامعة العربية: لقد قطعنا بالفعل شوطاً طويلاً في طريق تحقيق الأهداف التي انطلقت عليها الشراكة العربية الأفريقية منذ تأسيسها عام 1977، ونجحنا معاً في توظيف إمكانياتنا الجماعية وجهودنا التراكمية لجعل هذه الشراكة الأكثر خصوصية، إن لم تكن الأكثر تميزاً، بين سائر أطر التعاون التي تجمع منظمتينا بشركائها الآخرين؛ وإذ أعدكم بأننا سنواصل جهودنا الدؤوبة وعملنا المؤسسي مع مفوضية الاتحاد الأفريقي في هذا الاتجاه ، وتخطي أية عقبات قد تقف أمام تنفيذ مقررات قممنا السابقة وخطط العمل التي اعتمدتها، فإنني أود أن أعرض بإيجاز لعدد من النقاط والمحاور التالية:

أولاً:
إننا نظل في الفضاء المشترك بين العالم العربي والقارة الأفريقية نواجه جملة من الأزمات والتحديات المشتركة التي تهدد أمن وسلامة دولنا واستقرار مجتمعاتنا، وهو ما يحتم علينا أن نضاعف من جهودنا المشتركة ومساعينا السياسية المتناسقة لتسوية هذه النزاعات، ومعالجة جذور الأسباب التي تؤدي إلي نشوب بؤر التوتر التي تساهم في إذكائها وامتداد نطاقها.

ثانياً:
إن التوصل إلي حل شامل للأزمة في ليبيا على وجه التحديد يمثل هدفاً مشتركاً وأولوية متقدمة لمنظمتينا، إذ أن كلاً من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي تتحمل مسئولية أصيلة في مرافقة الأشقاء الليبيين بغية استكمال المسار السياسي وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي؛ وأدعو هنا إلي تكثيف عملنا التكاملي مع الاتحاد الأفريقي ولجنته رفيعة المستوى دعماً لهذه المسيرة … وتشجيعاً لخطوات توحيد مؤسسات الدولة الليبية، ومساندةً لعملية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المنتظرة عندما تتوافر الظروف المواتية لتنظيمها ومراقبتها؛ كما أجدد تطلعنا لمواصلة التعاون مع الاتحاد الأفريقي في إطار المجموعة الرباعية، التي تجمعنا مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي توافقنا على عقد اجتماعها القادم تحت استضافة الاتحاد الأفريقي بمقر المفوضية في أديس أبابا.

ثالثاً:
نحن مطالبون أيضاً بتعزيز التعاون فيما بيننا دعماً للصومال ولجهود الحكومة الفيدرالية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار على كامل أراضيها، ولا يفوتني هنا أن أشيد مجدداً بالدور الأمني والعسكري الهام الذي تضطلع به بعثة الأميصوم الأفريقية وبتضحيات قواتها في سبيل القضاء على تهديد حركة الشباب الإرهابية؛ كما أجدد حرصنا على العمل مع الاتحاد الأفريقي دعماً لجمهورية القمر المتحدة، وللحوار الوطني الهام الذي شهدته، ولكل ما من شأنه أن يحافظ على استقرارها ووحدتها الوطنية ورفاهية شعبها.

رابعاً:
ستظل الجامعة العربية مساندة لكل جهد يقوم به الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء لحفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية، إذ نشيد على وجه الخصوص بدورها القيادي في تشجيع الأشقاء في جنوب السودان على تنفيذ اتفاقية وقف العدائيات العسكرية الموقعة في ديسمبر الماضي ورعاية مفاوضات تنشيط اتفاقية السلام الموقعة عام 2015 والتي أفضت كلها إلي التوقيع في الخرطوم على الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، كما نتضامن مع جمهورية مالي والدول المشاركة في القوة العسكرية الخماسية لإحلال الأمن ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ونحيي كثيراً التزام اتحادكم ومجلس السلم والأمن الأفريقي بإنفاذ مبادرة إسكات البنادق في ربوع القارة بحلول عام 2020.

خامساً:
هناك جملة من الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تسعى منظمتانا إلي تحقيقها، ولكل منا رؤيته وخططه واستراتيجياته بشأنها … لكنني أقدر صادقاً أن بوسعنا إقامة مزيد من الاتساق والتكامل فيما بيننا بغية تنفيذها، إذ أن أهدافنا تعد في مجملها متشابهة، واهتماماتنا في المنظومة الدولية تكاد تكون متطابقة، وهو ما ينحسب على سبيل المثال على برامجنا المتعددة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 ، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي شرعتم في إنشائها.

سادساً:
أجد لزاماً علي أن أعبر مجدداً عن عميق تقديرنا لموقف الاتحاد الأفريقي الثابت دعماً للقضية الفلسطينية، وهو ما يجسد أعلى مستويات التضامن المتبادل الذي عاهدناه فيما بيننا منذ أن كافحت شعوبنا ضد الاستعمار وتحررنا من الاحتلال الأجنبي لأراضينا، إذ نثمن عالياً الإعلانات المبدئية التي تصدر عن قممكم رفضاً للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني ، ونحيي الدول الأفريقية على وقوفها مع دولة فلسطين في المحافل الدولية ودعمها لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأخرها تلك الخاصة بالقدس وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ونشكر بصفة خاصة السيد رئيس المفوضية على تصريحاته الشجاعة التي تعكس عن حق الثوابت الأفريقية التي حافظت دون شك على التزام المجتمع الدولي بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وأكد أبو الغيط لأصحاب الفخامة السيدات والسادة بإنه علي يقين من أن جهودكم المقدرة، وتلاحمها مع جهود وإرادة أشقائكم القادة العرب، سوف تمكننا سوياً من تحقيق مزيد من الإنجازات في سبيل الارتقاء بمستوى الشراكة العربية الأفريقية إلي المستويات الأعلى التي نطمح إليها، وعلى نحو ينعكس بشكل مباشر على مصالح دولنا وحكوماتنا، ويعود بمنفعة ملموسة تخدم مجتمعاتنا وتشعر بها شعوبنا؛ وأؤكد لكم باسم جامعة الدول العربية على أننا سنواصل العمل، بكل الجهد والإخلاص، للوصول إلي هذه الغاية، ومتابعة تنفيذ كل ما صدر عن القمة العربية الأفريقية الأخيرة في مالابو من مقررات، واستكمال التحضير لانعقاد قمتنا الخامسة المشتركة بالرياض العام القادم، وشكرا لفخامة الرئيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى