تقارير وتحليلات

المخابرات البريطانية تعدّل هواتف لاعبي المنتخب الإنجليزي خوفاً من الـ “هاكرز” الروس

عملت مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية على إحاطة لاعبي المنتخب الإنجليزي بكيفية حماية بياناتهم وممتلكاتهم الشخصية أثناء فترة مُكوثهم في روسيا.

وقد مُنح الفريق المشارك في نهائيات كأس العالم 2018، توجيهات تتعلق بالمشاكل الأمنية على غرار الطريقة المناسبة لإخفاء ممتلكاتهم في غرف الفندق الخاصة بهم. وفور وصول اللاعبين إلى مقر تدريباتهم للتحضير لمبارياتهم البارحة، تم الكشف عن تفاصيل هذه التعليمات، التي تمحورت بالأساس حول الأمن السيبراني.

امتنع رؤساء الاستخبارات هذه المرة عن منح اللاعبين هواتف وقتية وقابلة للرمي – التي يمكن التخلص منها بعد انتهاء مشاركة اللاعبين في كأس العالم -. وعوضاً عن ذلك، عمدوا إلى إضافة تطبيق جديد إلى هواتف بعثة المنتخب وأجهزتهم، ستتم إزالتها بمجرد عودتهم من روسيا. كما نُصِح اللاعبون بعدم الوصول إلى حساباتهم المصرفية عبر الإنترنت أثناء سفرهم، فضلاً عن تجنب أي نشاط إلكتروني من شأنه أن يتسبب في إحراجهم في حال تم نشره على الملأ.

وصدرت هذه النصائح عن المركز الوطني للأمن الإلكتروني التابع لمكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، الذي استضاف ندوة تُعنى بهذا الشأن في مقر اتحاد كرة القدم في سانت جورج بارك. خلال الأشهر الأخيرة، برزت العديد من التحذيرات من الهجمات الإلكترونية الصادرة عن البلدان الأجنبية، خاصةً روسيا. وكان رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني الذي يعرف باسم “المكتب الخامس”، آندرو باركر، قد حذر من تعرض أوروبا إلى نشاط عدائي مستمر قد تشنه العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، التي كانت بمثابة “البطل الرئيسي”.

وقال باركر إن “عقيدة الدولة الروسية الحالية المتمثلة في التلاعب بوسائل الإعلام وممارسة التضليل والتشويه على مواقع التواصل الاجتماعي بواسطة عدة أشكال جديدة وقديمة من التجسس، فضلا عن شن هجمات سيبرانية ذات مستوى عالي وتوظيف القوة العسكرية بهدف القيام بالأعمال الإجرامية، هو ما يشار إليه هذه الأيام بعبارة (التهديدات الهجينة)”.

الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم طلب من اللاعبين والطاقم المصاحب أن يقوموا بإيداع هواتفهم لدى المركز الوطني للأمن الإلكتروني ليتم فحصها قبل رحيلهم. علاوةً على ذلك، نوه الاتحاد بضرورة حفظ الأمتعة الخاصة بهم في أماكن آمنة داخل غرفهم. ولم تقتصر هذه النصائح على بعثة المنتخب فقط، لتشمل المشجعين الإنكليز، الذين وُجّهت إليهم نصائح بتقليل العتاد التكنولوجي قدر الإمكان وتجنب الأماكن العامة التي تقدم اتصال Wi-Fi مجاني، أو الاتصال Wi-Fi الفنادق التي سينْزلون فيها.

وأشار الاتحاد الانكليزي لكرة القدم إلى ضرورة اطلاع المشجعين على نصائح وتوجيهات السفر التي تقدمها وزارة الخارجية البريطانية في موقع Be On The Ball الخاص بكأس العالم لكرة القدم لسنة 2018. ومن جانبه، صرح المدير العام للمركز الوطني للأمن الإلكتروني، Ciaran Martin، أن روسيا هي العدو الأكثر عدائية في مجال الأمن السيبراني، مما يجعل عرقلة نشاطها التجسسي أولوية قصوى بالنسبة للمركز الوطني للأمن الإلكتروني.

في الماضي، كان نجوم الرياضة البريطانية، بما في ذلك السير برادلي ويغينز، عرضة لممارسات قراصنة الإنترنت الروس. وفي سنة 2016، انتقم المهاجمون الإلكترونيون لحظر فريق سباقات المضمار والميدان الروسي من المشاركة في فعاليات الأولمبياد الصيفية في ريو دي جانيرو البرازيلية بسبب مسألة المنشطات التي كانت ترعاها الدولة. فضلا عن ذلك، تنامت المخاوف بشأن حصول المتسللين على البيانات الطبية الخاصة بأكثر من 360 رياضياً بريطانياً شاركوا في الألعاب، ونشْرهم لهذه المعلومات على الإنترنت.

في وقت سابق، أكد متحدث باسم مركز الوطني للأمن الإلكتروني أن الهيئة الاستخباراتية كانت تقدم “نصيحة أمنية متخصصة في مجال الأمن السيبراني” إلى اتحاد كرة القدم الإنكليزي قبل شد اللاعبين الرحال نحو روسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى