تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

النظام السوداني يواجه أزماته بالقفز في الهواء..سفيره بمصر يهدد بإعلان الحرب ضد القاهرة..ويتحدث عن انقلاب عسكري ضده ويوقع اتفاق دفاع مشترك مع تركيا

 

هدد سفير السودان في مصر عبدالمحمود عبدالحليم، بإعلان الحرب ضد مصر، وذلك في تصريحات لصحف سودانية من الخرطوم بعد أن استدعته وزارة الخارجية للتشاور الأسبوع الماضي.

وأكد عبدالمحمود في لقاء مع رؤساء تحرير صحف سودانية، اليوم السبت، على استعداد بلاده اتخاذ بلاده لخطوات “أشد عنفا” ضد مصر، موضحا أن هنالك تطورات مهمة في الأيام القليلة القادمة في هذا الإطار.

وقال السفير السوداني في مصر المستدعى إلى الخرطوم :”نحن في بداية مسلكنا الدبلوماسي الذي يبدأ باستدعاء السفير للتشاور ثم لك أيضا أن تسحب سفيرك ولن يعود، وثالثا أن تطرد سفير الدولة المعنية، والرابع أن تقطع العلاقات الدبلوماسية والخامسة أن تعلن الحرب”.

وأضاف “نحن في بداية الخطوات الدبلوماسية، ومن الضروري وجود خطة لوضع العلاقات مع مصر في إطارها الصحيح، مشيرا إلى أن الخرطوم تريد أن تضع هذه العلاقات في إطارها الصحيح بحل القضايا والمشاكل العالقة.

سفير السودان : الخلافات العربية دفعت أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وماذا ستفعل بفلسطين أيضا

أزمات تعصف بنظام البشير

يأتي هذا في الوقت الذي يعاني فيه نظام الرئيس عمر البشير مشكلات داخلية طاحنة تكاد تعصف به، منها مظاهرات الخبز وأزمة إقليم دارفور وتشكيل المعارضة بالخارج لحكومة ظل، وكذلك مشاكل مع جارته ارتيريا انتهت بإغلاق الحدود بين البلدين.

ودائما ما يثير البشير خلافاته مع مصر وقضية حلايب وشلاتين كلما واجه انتقادات داخلية وعصفت به الأزمات وهي محاولة مستمرة من جانبه للهروب من الانتقادات.

قطر تكشف انقلاب مزعوم

وكانت اخر أزمات البشير التي تم الكشف عنها محاولة انقلاب ضده أدت لاعتقال مسؤولين عسكريين وامنيين وفي قطاعات أخرى بالبلاد.

وكانت صحيفة تابعة لقطر قد نشرت تقريرا عن إحباط البشير انقلابا عسكريا ضده، نقلا عن من وصفتهم بمسؤولين مقربين من الرئيس.

مصر وارتيريا.. قفزة عسكرية استراتيجية لإحكام القبضة على شرق أفريقيا ورسالة لتحالف السودان واثيوبيا المتخبط

وبحسب الصحيفة القطرية، فقد كشفت مصادر سودانية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أن “الخرطوم أوقفت عناصر سودانية في عدد من المؤسسات والجهات المختلفة، وفتحت تحقيقاً معهم بعد توجيه اتهامات لهم بالعمالة لدولة خارجية، والتخطيط لإثارة القلاقل، وقلب نظام الحكم”.

لافتة إلى أنه “من بين الموقوفين أمنيون وعسكريون، بعضهم كان فتح خطوط اتصالات مع دولة خليجية”، على حد وصف المصادر.

وجاءت تصريحات الرئيس السوداني، عمر البشير، يوم الخميس الماضي التي ظهر فيها مرتديا زيا عسكريا من مدينة سنجة بولاية سنار (جنوب شرقي)، لتعزز المعلومات عن تهديدات يتعرض لها السودان، بعدما أعلن وهو يرتدي بزته العسكرية أن قوات بلاده “مستعدة لصدّ عدوان المتربصين والمتآمرين والمتمردين”.

وكرر البشير حديثه بالقول إن “المجاهدين جاهزون للفوز بالشهادة والدفاع عن وطنهم”. ودعا إلى إحياء ما وصفها بـ”فضيلة الجهاد”. وردد شعار: “جاهزين جاهزين لحماية الدين”. وهو شعار قديم كان يُردد عقب وصول البشير إلى الحكم، عام 1989.

تهديدات من مصر وارتيريا

الأسباب الحقيقية وراء استدعاء السودان سفيره في القاهرة..مصر تقيم الموقف للرد على البشير

جاءت تلك التطورات بعد تصريحات من مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، الأسبوع الماضي عقب اجتماع المكتب القيادي للحزب، أن “بلاده تتحسب لتهديدات أمنية من جارتيها مصر وإريتريا، بعد تحركات عسكرية للدولتين في منطقة ساوا الإريترية المتاخمة لولاية كسلا السودانية (شرق)”.

وأضاف “لا نرغب أن يكون بيننا وبين جيراننا مشاكل في المستقبل بل نريد تعاوناً مع كل دول الجوار وكل العالم”.

وكشفت المصادر السودانية في الحزب الحاكم في الخرطوم، أن “اجتماع المكتب القيادي للحزب، يوم  الأربعاء الماضي، شهد حالة غضب واسعة ضد النظام المصري”، مؤكدة “توافر تفاصيل كاملة للمؤامرة ضد السودان بالتعاون مع بعض دول الجوار”.

وأفادت المصادر التي حضرت الاجتماع، بأن “عدداً كبيراً من قيادات المكتب، أكد أن هناك مؤامرة مصرية إماراتية بمشاركة من دولة إريتريا لاستهداف السودان”، مشددة على أن “السودان لديه استعداد كامل لمواجهة تلك الأزمة”.

وبدا واضحاً خلال الأيام القليلة الماضية أن الأزمة التي تشهدها العلاقات السودانية المصرية، والتي بلغت حد استدعاء الخرطوم سفيرها من القاهرة، بدأت تأخذ شكلاً إقليمياً أيضاً بتقاطعها مع أطراف أخرى مثل تركيا من جهة والإمارات والسعودية من جهة أخرى، وتأخذ طريقها نحو مزيد من التصعيد.

اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا

وفي محاولة للبحث عن حلفاء جدد، كشفت مصادر سودانية مطلعة لصحيفة قطرية أن هناك اتجاه من النظام السوداني لتوسيع حجم التعاون مع تركيا خلال الفترة المقبلة، وبدء مشاورات غير معلنة لعقد اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.

وذلك بعد فترة وجيزة من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السودان وإعلانه عن تخصيص جزيرة سواكن لتركيا لكي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى