تقارير وتحليلات

«النهضة» تحذر من محاولة أطراف أجنبية التأثير على نتائج الانتخابات التونسية

حذرت حركة النهضة التونسية من محاولة «أطراف أجنبية» التدخل في شؤون البلاد بهدف التأثير على نتائج الانتخابات المقبلة، في وقت تواصلت فيه ردود الفعل حول حديث رئيسها، راشد الغنوشي، عن الشخصية المطلوبة (أو العصفور النادر كما سمّاه) الذي تنوي الحركة دعمه في الانتخابات الرئاسية.
وفي بيان أصدرته الأربعاء، حذرت حركة النهضة من «خطورة مساعي بعض الأطراف الأجنبية التدخل في الشأن الداخلي لتونس، وذلك عقب ما تم إعلانه من أن إدارة بعض المواقع الاجتماعيّة قامت مؤخرا بحظر عشرات الحسابات والصفحات نظرا لإدارتها وتمويلها إشهاريا من قبل شركات أجنبية بقصد التأثير على سير الانتخابات التونسية وإرباك المشهد السياسي».

ودعت الحركة جميع التونسيين إلى «مضاعفة اليقظة لإحباط هذه المحاولات المشبوهة وعدم الانجرار وراء الدعايات المضللة». كما عبّرت عن «استعداها للانخراط في كل مبادرة أو مدونة سلوك من شأنها ضمان المنافسة الشفافة والانتخابات النزيهة والمسؤولة وتدعم التعددية والتنوع وترتقي بمستوى الحملات الانتخابية بعيدا عن الشعبويّة وتوظيف وسائل غير مشروعة».
من جانب آخر، أثار تصريح لرئيس الحركة، راشد الغنوشي، حول الشخصية التي ستدعمها النهضة في الانتخابات الرئاسية، الجدل في الساحة السياسية والإعلامية، حيث دخلت وسائل إعلام وصفحات اجتماعية في نطاق «التخمين» حول هوية الشخصية المقصودة، على اعتبار أن الغنوشي لم يوضح هويتها.
وكان الغنوشي قال في مقابلة مع قناة «فرانس 24» إن حركة النهضة لن تقاطع الانتخابات الرئاسية، كما حدث في 2014، مضيفا «النهضة هي الآن الحزب الأكبر في البرلمان والبلديات، ومن غير المناسب للديمقراطية التونسية أن يقف الحزب الأكبر في البلاد على الحياد».
وأوضح أكثر بقوله «لم نحدد موقفنا من الانتخابات الرئاسية، لكن الموقف الوحيد حتى الآن هو أننا سنشارك، وربما سندعم شخصية نهضوية أو توافقية. المفضل لدينا أن نجد مرشحا توافقيا، ولكن حتى الآن لم نعثر عن هذا العصفور النادر».
وأطلق تصريح الغنوشي سلسلة طويلة من التأويلات حول هوية «العصفور» المقصود، حيث استبعد عماد الدائمي، نائب رئيس حزب الحراك، دعم حركة النهضة لرئيس الحزب والرئيس السابق، منصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن المرزوقي «غير معني بهذا التصريح لأنه ليس من فصيلة الدواجن أو العصافير، كما أن حزب الحراك سيتجه إلى جميع التونسيين، بدون استثناء».
فيما أشار غازي الشواشي، الناطق باسم حزب التيار الديمقراطي، إلى أن حزبه «لا يمتلك عصفورا أو كومبارس كي يؤدي دور رئيس الجمهورية، بدعم من حركة النهضة»، مشيرا إلى أن الحزب لديه مرشح وحيد هو أمينه العام، محمد عبّو، الذي قال إنه سيكون مرشحا لجميع التونسيين.
ولجأ عدد من النشطاء إلى التخمين الممزوج بالتهكّم، حيث تداول بعضهم فيديو قصيرا لنبيل القروي، صاحب قناة نسمة والمرشح للانتخابات الرئاسية، يشيد فيه بمصداقية الغنوشي، حيث يقول إنه اكتشف بعد التعامل مع الغنوشي أنه «إنسان وطني لا تهمه إلا مصلحة تونس، كما أنه يتمتع بمصداقية عالية وخاصة أنه نفذ كل ما قاله. فحين قال سنخرج من الحكم بدون شروط فعل ذلك، وكذلك الأمر فيما يتعلق بكتابة دستور متوازن وإلغاء قانون العزل السياسي»، في إشارة إلى أن القروي قد يكون «العصفور النادر» الذي تحدث عنه الغنوشي.
وعلّق رضوان المصمودي، الباحث المقرّب من النهضة حول الفيديو بقوله «كلمة صدق قالها نبيل القروي في راشد الغنّوشي وحركة النهضة: نجاح تونس بنجاح النهضة. الغنوشي رجل صاحب كلمة ولديه رأي وصدقية ووطنية».
فيما ذهب آخرون للحديث عن احتمال دعم الحركة لشخصيات سياسية أخرى، أبرزها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وكمال مرجان رئيس حزب المبادرة، وغيرها.
يُذكر أن حركة النهضة اختارت الحياد في الانتخابات الرئاسية السابقة، وهو ما أدى لاحقا – حسب بعض المراقبين – إلى فسح المجال أمام الباجي قائد السبسي للفوز برئاسة الجمهورية على حساب منصف المرزوقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى