تقارير وتحليلات

النهضة والنداء يتواجهان في الانتخابات البلدية التونسية

يتنافس الحزبان الرئيسيان والحليفان في الحكم؛ حركة النهضة ونداء تونس في انتخابات البلدية التي تجري لأول مرة منذ إسقاط الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، والمزمع إجراؤها في 6 مايو/أيار2018.

و رغم أن كلاً منهما يتبنى استراتيجية مخالفة لنظيره، فإن كليهما يواجه التحديات المنتظرة ذاتها.

من المتوقع أن تعيد الانتخابات ترتيب موازين القوى تمهيداً للانتخابات النيابية القادمة، على الرغم من المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والشك في إمكانية إجرائها بالنظر إلى تأخر إعداد قانون الجماعات المحلية وتأخر تكوين العديد من الهيئات الدستورية.

وبدأ التنافس مع انطلاق الحملة الانتخابية يوم 24 أبريل/نيسان 2018، بين الحزبين الحليفين في الحكم بقاسم مشترك يجمع بينهما، وهو مواجهة حملات المعارضة التي تُحمّلهم مسؤولية الفشل الحكومي والوضع الاقتصادي الصعب.

نجوم الكرة ورجال أعمال في التنافس

ويعول الحزبان على رجال الأعمال وعدد من الأسماء ونجوم الرياضية التي لها رصيد شعبي واسع، لكسب المزيد من أصوات الناخبين، حيث تضمنت قائمة حركة النهضة في محافظة صفاقس اللاعب الدولي السابق للنادي الصفاقسي عصام المرداسي، الذي حصد عدداً من الألقاب في عالم كرة القدم، ونجم كرة الطائرة التونسية السابق شاكر غزال لاعب النجم الساحلي والمنتخب الوطني التونسي الشهير عن قائمة “مساكن” التابعة لمحافظة سوسة، والذي يتمتّع بشعبية كبيرة ويعد من أبرز الوجوه الرياضية البارزة.

ويركّز نداء تونس تنافسه مع غريمه السياسي بمشاركة رؤساء جمعيات رياضية ورياضيين، حيث يرأس قائمة النداء لبلدية تونس الرئيس السابق للنادي الإفريقي “كمال يدير”، الذي تقلد زمام إدارة النادي في الفترة ما بين 2005 و2010، وأعاد للفريق نجاحه إلى أن فاز بلقب بطولة 2008.

من جهة أخرى، ترشّح الرئيس الحالي للنادي الرياضي الصفاقسي، المنصف خماخم، على رأس قائمة نداء تونس في بلدية صفاقس، لينافس عصام المرداسي في البلدية نفسها.

بينما تضمّنت قائمة حركة نداء تونس في سوسة اسم المدير التنفيذي السابق للنجم الرياضي الساحلي، حسين جنيّح، في قائمة يرأسها عضو منظمة الأعراف المعنيّة بالدفاع عن رجال الأعمال.

امرأة على رأس قوائم “النهضة”

سعاد عبد الرحيم، التي تعد رمزاً من رموز حزب حركة النهضة وإحدى أهم النساء التي تعول عليها الحركة في دائرة تونس للفوز في واحدة من أهم البلديات التي تشهد تنافساً شرساً مع “كمال يدير” مرشح نداء تونس والرئيس السابق للنادي الإفريقي، أكثر الأندية شعبية في تونس .

أكدت في تصريح لـ”عربي بوست”، أهميّة السلطة المحليّة في إرساء الديمقراطية التشاركيّة وتأثيرها المباشر على مستوى ونوعية حياة المواطنين، مشدّدة على ضرورة العمل على توفير أحسن الظروف لإجراء هذه الانتخابات.

وتضيف العضو السابق في المجلس الوطني التأسيسي، لـ”عربي بوست”: “مشاركتي تعد انتصاراً لمكانة المرأة التونسية في العملية السياسية والانتخابية، وللمكانة التي تحظي بها المرأة، وفوزي بهذا المنصب سيكون سابقة من نوعها في أول عرس انتخابي بعد سنوات من الظلم والاستبداد” .

من جهته، قال رجل الأعمال الشهير ومرشح قائمة نداء تونس بقرقنة مصطفى الفقراوي، في تصريح لـ”عربي بوست”، إنه قرر الانضمام إلى نداء تونس من أجل الانتصار لقضايا الناس، معتبراً أن “التنافس مع خصومهم السياسيين بشكل أساسي على برنامج محلي”.

تحدٍّ مشترك

ويعمل الحزبان بشكل مشترك في الحكومة، في إطار تحالف براغماتي، لم يبقَ على حاله منذ سنة 2014؛ بسبب المواقف المعارضة من قبل الطرفين لبعضهما. في الأثناء، يعد الحزبان الطرف الوحيد الذي يغطي الدوائر الانتخابية كافة. وقد أصبحت بذلك المنافسة شرسة بين الحزبين.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة سيغماكونساي، والتي نشرتها في شهر يناير/كانون الثاني سنة 2018، تبيَّن أن “نسبة الامتناع عن التصويت ستكون في حدود 61.2 في المائة”. وسيعود هذا العامل بالفائدة على كلا الحزبين القويين في البلاد، لكنه لن يحسم النتيجة بينهما.

ويتوقع المشهد السياسي التونسي أن تحافظ نتائج الانتخابات البلدية على التنافس ذاته القائم منذ انتخابات 2014، بين الحزبين بفارق كبير على خصومهم السياسيين، حيث تحاول حركة النهضة وشريكها الأول في الحكم “نداء تونس” أن يضمنا من خلال هذه الانتخابات موقعاً متقدماً يسمح لهما بتهيئة الأرضية للفوز بالانتخابات النيابية سنة 2019.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى