تقارير وتحليلات

بريطانيا ليست لديها خطط لضربات جديدة علي سوريا

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأحد إنه لا خطط حاليا لشن هجمات صاروخية جديدة على سوريا وإن بريطانيا ستبحث اتخاذ مزيد من الإجراءات في حالة لجوء الرئيس السوري بشار الأسد مرة ثانية لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.

ودعم جونسون، الذي كان يوما غريما سياسيا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، قرارها بالانضمام للولايات المتحدة وفرنسا في ضرب منشآت للأسلحة الكيماوية في سوريا يوم السبت قائلا إنه كان تصرفا صائبا.

لكن رئيسة الوزراء ربما لن تجد مثل هذا الدعم عندما تواجه يوم الاثنين البرلمان الذي لا يزال بعض أعضائه غاضبين من اتخاذ ماي لهذا الإجراء العسكري دون الرجوع إليهم في عملية باتت تقليدا في بريطانيا.

وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن توجيه ضربات ناجحة إلى ثلاثة مواقع في سوريا كان رسالة من العالم بأنه فاض الكيل لكنه اعترف في الوقت ذاته بأنه لا يمكنه التأكد مما إذا كان الأسد لا يزال محتفظا بأسلحة كيماوية.

وقال لبرنامج (أندرو مار شو) ”ليس هناك اقتراح على الطاولة حاليا بشن المزيد من الهجمات لأن نظام الأسد ليس من الغباء لشن هجوم كيماوي آخر“.

وأضاف أن بريطانيا ستبحث ”الخيارات“ مع حلفائها إذا استخدم الأسد أسلحة كيماوية مرة أخرى ضد شعبه.

* مسألة التوقيت
وقال جونسون إنه كان على ماي وحكومتها التحرك سريعا بشأن سوريا لذا كان من الصعب استدعاء البرلمان من عطلته مضيفا أنه كان هناك الكثير من السوابق التي أنجز فيها الأمر على هذا النحو.

ومن المقرر أن تدلي ماي يوم الاثنين ببيان عن مشاركة بريطانيا في الضربات على سوريا أمام مجلس العموم لكن أعضاء من المعارضة اتفقوا على الدعوة لجلسة ذات أهداف أكثر تحديدا وربما يتم خلالها إجراء تصويت على هذا الإجراء العسكري بأثر رجعي.

ولدى سؤاله عما إذا كان سيدعم إجراء تصويت في نهاية جلسة يوم الاثنين رد جيرمي كوربين زعيم حزب العمال على (بي.بي.سي) قائلا ”نعم سأفعل لأنني أعتقد أن البرلمان كان ينبغي أن تكون له كلمة فيما جرى وأن رئيسة الوزراء كان يمكنها فعل ذلك بسهولة شديدة“.

وأضاف كوربين، الذي تساءل عن الأساس القانوني لقرار الانضمام للضربات واتهم ماي بأنها كانت مجرد تابعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن التصويت من شأنه تحديد الاستراتيجية المستقبلية بشأن سوريا التي أودت الحرب المستمرة فيها منذ سبع سنوات بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

وقالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا إن تهميش البرلمان كان ”خطأ فادحا“ بينما اتهمت كارولين لوكاس زعيمة حزب الخضر ماي بتحديد موعد الضربات ”لتجنب نقاش في البرلمان“ واصفة ذلك بأنه أمر ”شائن“.

ووصفت واشنطن وباريس ولندن الضربات الجوية بأنها كانت ناجحة لكن جونسون اعترف بأنه لا يعلم ما إذا كان الأسد لا يزال يملك أسلحة كيماوية. وأضاف أن الوضع في سوريا سيجري مراقبته بصفة يومية.

وتشير استطلاعات رأي إلى أن غالبية البريطانيين لا يزالون يشعرون بالخوف من حرب العراق وأنهم لا يدعمون الإجراء العسكري. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (سيرفيشن) بعد الضربات على سوريا أن 40 في المئة من 2060 شخصا شملهم الاستطلاع عارضوا العملية في حين عبر نحو 36 في المئة منهم عن تأييدهم لها.

كما تشعر بريطانيا بالقلق من أي إجراء انتقامي محتمل من موسكو التي اتهمتها ماي بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا الشهر الماضي بغاز أعصاب.

وقال جونسون إن بريطانيا ستتخذ كل التدابير الوقائية الممكنة في مواجهة أي هجمات إلكترونية روسية لكنها ستواصل في الوقت ذاته الحوار مع موسكو.

وقال جونسون لتلفزيون (سي.إن.إن) ”كانت مهمة ناجحة… أتمنى أن تكون رادعا له (الأسد) وأتمنى بكل وضوح أن تعني أن الشعب السوري لن يتعرض لمعاناة إنسانية أخرى جراء استخدام الأسلحة الكيماوية“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى