تقارير وتحليلات

بيع القدس..الأزهر يدعو للخروج وعقد مؤتمر عالمي..الأوروبيون غاضبون والعرب يبحثون رد الفعل..والأمم المتحدة تتمسك بالدولتين

 

ستظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية، حتى بعد القرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

طالب الأزهر الشعوب العربية والإسلامية بالتحرك لنصرة القدس ومنع تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال، ودعا لعقد مؤتمر عالمي عاجل لمناقضة وضع القدس.

وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في بيان له مساء اليوم الأربعاء، ما يعانيه عالمنا العربي والإسلامي من مشكلات وحروب، يجب ألا يكون ذريعة أو عذرا للقعود عن التحرك الفاعل لمنع تنفيذ هذا القرار المجحف وغير المقبول.

ويمثل قرار ترامب اليوم الأربعاء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة صفقة لبيع القدس لإسرائيل.

ودعا شيخ الأزهر هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذه الأمر، كما يعلن فضيلته عن عقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس، بمشاركة  كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذي يمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم .

وحذر الإمام الطيب من التداعيات الخطيرة لإقدام الولايات المتحدة على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها، لما يشكله ذلك من إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تهفو قلوبهم إلى مسرى النبي الأكرم، وملايين المسيحيين العرب، الذين تتعلق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها.

وكانت مصر قد أعربت عن استنكارها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إليها، ورفضها لأية آثار مترتبة على ذلك.

وتلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول بحث تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، في ظل مخالفة هذا القرار لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلاً عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية. وأضاف المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أعرب خلال الاتصال عن رفض مصر لهذا القرار ولأية آثار مترتبة عليه.

العرب والعالم يرفضون صفقة بيع القدس

وتوالت المواقف المنددة بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم الأربعاء، والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث جاءت غالبية التعليقات والمواقف منددة ورافضة له، باستثناء موقف نتنياهو اليتيم، والذي شكر فيه ترامب على هذا القرار.

الأوروبيون غاضبون من بيع القدس

أفاد موقع “فورن بوليسي” بأن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وصل إلى بروكسل، الثلاثاء، وتلقى استقبالا باردا من الحلفاء، حيث قال الموقع الأمريكي إن المسؤولين الأوروبيين غير راضين عن واشنطن.

وأشار موقع “فورن بوليسي” إلى أن فيديريكا موجيريني، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، استغلت الفرصة للتطرق لخيارات سياسة إدارة ترامب، وانتقدت قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة في السياق امتثال طهران للاتفاق النووي.

ماكرون: فرنسا لا تساند قرار ترامب بشأن القدس

ومن جانبه عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رفضه قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، قائلًا “إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده”.

وقال ماكرون، خلال زيارة للجزائر، إن “هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وأكد أن “وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات”، داعيًا “جميع الأطراف إلى الهدوء وضرورة تجنب العنف”.

الأمم المتحدة تمسك بحل الدولتين

وبدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،على أنه “لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين، وأن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة”.

وأكد جوتيريش، بعد أن اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، “تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وأضاف للصحفيين، “في هذه اللحظة المشوبة بالقلق الشديد أود أن أوضح: لا بديل عن حل الدولتين.. لا توجد خطة بديلة.. سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية”.

حماس اعتبرته عدوان صارخ

وفي أول تعليق من الداخل الفلسطيي، قالت حركة “حماس”، إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة هو “عدوان صارخ على الشعب الفلسطيني”.

ودعت حماس، العرب والمسلمين “إلى اتخاذ قرارات لتقويض المصالح الأمريكية في المنطقة”.

وقالت حماس “ندعو منظمة التحرير والرئيس محمود عباس إلى سحب الاعتراف بإسرائيل وإلى إلغاء اتفاقية أوسلو ردًّا على إعلان ترامب”.

الأردن: وضع القدس يتقرر بالتفاوض

وبدورها، رفضت الحكومة الأردنية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مؤكدة أنه “يمثل خرقًا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض”.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، إن المملكة “ترفض القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الاحتلال”. وتابع “نعد جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة”.

وأضاف، أن القرار الذي يستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي “يؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي”.

وشدد المومني، على أن “اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل”.

المغرب استدعى القائم بالأعمال الأمريكي

وفي أول خطوة فعلية ردا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، استدعى المغرب القائم بالأعمال الأميركي.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم استدعاء القائم بالأعمال “للإعراب عن قلق المملكة العميق بشأن القرار”، علما بأن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، يترأس لجنة القدس.

وجاء في بيان نشرته الوكالة، أن وزير الخارجية المغربي أكد مجددا الدعم المستمر والتضامن الكامل للمملكة مع الشعب الفلسطيني،  حتى يستعيد حقوقه المشروعة.

وكان ترامب قد أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء الإجراءات لنقل السفارة من تل أبيب إلى المدينة، في خطوة أثارت موجة من الغضب والتنديد حول العالم.

تركيا: قرار “غير مسؤول

ومن جهتها، نددت وزارة الخارجية التركية بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بوصفه “غير مسؤول”، ودعت واشنطن لـ”إعادة النظر في هذا التحرك”.

وقالت الخارجية في بيان “ندين هذا البيان غير المسؤول من الإدارة الأمريكية… بأنها تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس”.

وأضافت، “ندعو الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في هذا القرار المعيب، الذي قد يؤدي إلى نتائج سلبية للغاية وتفادي الخطوات غير المحسوبة التي ستضر بالهوية المتنوعة ثقافيًا والوضع التاريخي للقدس.”

إيران: القرار الأمريكي انتهاك للقرارات الدولية

أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية، أن إيران “تندد بشدة” بقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.

وقال بيان للخارجية نشره الإعلام الرسمي الإيراني، إن “الإجراء الأمريكي انتهاك للقرارات الدولية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى