تقارير وتحليلات

تعرف علي طقوس رمضان في نيوزيلندا

مرَّ شهران الآن على هجمات كرايستشيرش الإرهابية، ولا تزال الشرطة تتواجد كل مساء خارج المساجد في أنحاء نيوزيلندا خاصة في شهر رمضان، حيث يصوم المسلمون 12 ساعة (من الخامسة والنصف صباحاً حتى الخامسة والنصف مساءً).

وفي مساء رمضان، يتدفق إلى مسجد عُمر، الذي تحيطه الأشجار ويقع في ضاحية ماونت روزكيل بمدينة أوكلاند، نحو 300 شخص من 30 جنسية مختلفة؛ إذ يبدو أن واقعة إطلاق النيران في المسجد شهر مارس 2019 عزَّزت أعداد المصلين، ولم تقوِّضها.

زيادة أعداد المسلمين في المساجد بعد الهجمات

قال حنيف باتيل، عضو مجلس الأمانة الذي يدير المسجد: «لا يزال الأشخاص يشعرون بالراحة هنا. في الواقع، نجد مزيداً من الأشخاص يترددون على المسجد أكثر من قبل».

أخذ باتيل فريق موقع Stuff النيوزيلندي في جولة بالمسجد ليريهم كيف يكون اليوم الرمضاني بالمسجد، بدءً من أماكن الوضوء وحتى الطابق الثاني حيث تقام الصلاة، ويجلس المصلون يتعبدون انتظاراً للمغرب.

وقت الإفطار، وُضِعَت أطباقٌ من لحم الضأن الحار بالكاري، والتمر، والسلطة على أغطية بلاستيكية على الأرض، وجلس المسلمون ينظرون إلى الطعام في انتظار أن يرفع المؤذن الأذان.

وشرعوا في تناول الطعام، بادئين بالتمر وأعقبوه بشراب الفالوده (مخفوق لبن وردي اللون على الطريقة الفارسية)، وسادت الأجواء روح مرحة وأخوية.

الضباط يحرسون المسلمين ويشاركونهم الإفطار أيضاً

كان الطعام مزيجاً من الأطباق الصومالية والأفغانية والهندية والباكستانية. وحتى ضباط الشرطة الذين كانوا يتولون الحراسة لم يستطيعوا مقاومة الدخول وتناول الطعام.

وقال أحد الضباط بمرح: «هذا على الأرجح أقصى ما يمكن أن أتناوله من طعام حار. إذا تناولت المزيد فستنهمر دموعي».

ثم انسحب الضباط إلى سيارة الدورية مرة أخرى، حيث يتمركزون حتى العاشرة مساءً.

وعقب تناول الطعام يتحول المسجد سريعاً من قاعة طعام إلى ساحة صلاة مفتوحة. وبدأ رجل يحمل مكنسةً كهربائية يتعامل بالفعل مع حبات الأرز المتناثرة على الأرض.

ويتجوَّل الكثير من المصلين عائدين إلى منازلهم لتناول العشاء، قبل أن يعودوا مرة أخرى للمسجد لأداء الصلاة في السابعة مساءً.

كومة ورود أمام المسجد حزناً على ضحايا كرايستشيرش

ولا تزال هناك على جانبي الطريق أمام المسجد كومة من الورود التي وضعها المُعزَّون، بعد أن قُتِل 51 شخصاً بإطلاق النار في هجومٍ على مسجدين في كرايستشيرش في مارس 2019.

ويقول باتيل، بينما يقف في ساحة ركن السيارات: «لا يزال الأشخاص يأتون (إلى المسجد) ويضعون الزهور».

وأضاف: «يأتون إلى هنا لرؤيتنا، ويتساءلون: هل أنت بخير؟».

ينهي محرر الموقع النيوزيلندي تقريره بالقول: «كأنه لم يكتفِ بإطعامنا، أعطانا باتيل مزيداً من لحم الضأن بالكاري في وعاء للطعام الجاهز، وعلبة من الفالوده، والتمر، وكتيبات عن الدين الإسلامي».

وأضاف: «نتعجَّب دوماً مِمَّا يمكن أن يحدث لك بينما تصلي. لكن هذا لن يمنع الناس من أداء الصلاة، بل دفعهم لفعل المزيد. فلن ندعهم ينتصرون».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى