تقارير وتحليلات

جوجل مابس يكشف مصادفة سر عسكري

تعقد تايوان الآن محادثاتٍ مع شركة جوجل  للاتفاق على تشويش صورٍ مُلتقطة لأكثر مواقعها العسكرية حساسية والتي كُشِفت للعامة مصادفةً من خلال أحدث خرائط جوجل ثلاثية الأبعاد.

حسب صحيفة “ديلي ميل” كشفت صورٌ ملتقطة بالأقمار الصناعية معروضةٌ  ضمن خدمة الخرائط ثلاثية الأبعاد الجديدة من جوجل موقع وبُنيان قاعدة الدفاع الصاروخي السرية لصواريخ «باتريوت» في مقاطعة شينبين (Xindian) بمدينة تايبيه الجديدة والواقعة على جزيرة تايوان ذات الحُكم الذاتي، بتفاصيل دقيقة وصلت إلى حد أنواع القاذفات ونماذج الصواريخ.

ووفقاً لوسائل الإعلام في تايوان، فإنَّ البنية التحتية الدفاعية في مكتبي الأمن القومي والاستخبارات العسكرية كذلك قد كُشِفت بأدق تفاصيلها.

وبحسب تقرير وكالة Central News Agecy الرسمية التايوانية، فقد أُفشيَت معلومات المنشآت المذكورة بعد أن دشَّنت جوجل الخدمة الجديدة الأربعاء، 13 فبراير لتتضمَّن مسحاً ثلاثي الأبعاد لأربع مدن كبرى في تايوان، وهي: تايبيه، وتايبيه الجديدة، وتاويون، وتاي شانغ.

وقال وزير دفاع تايوان إنَّ فريق عملٍ قد تشكل للتعاون مع جوجل سعياً لتفعيل التعديلات اللازمة لحماية الأمن القومي والمواقع السرية من استهداف بكين في حال حدوث نزاعٍ بين الدولتين عبر مضيق تايوان.

وفي محاولة لطمأنة العامة بأنَّ هذه الإفشاءات لن تؤثر على العمليات العسكرية في تايوان قال الوزير: «في الواقع، إنَّ موقع البنية التحتية الدفاعية في وقت السلم لن يكون هوَ ذاته في وقت الحرب».

وصاروخ باتريوت هو نظامٌ صاروخي أرض-جو يسهل نقله. ويستخدمه في المقام الأول جيش الولايات المتحدة وعددٌ من الدول الحليفة لها.

يمنع قانون فورت (Fort Act) في تايوان الشركات التقنية أمثال جوجل وآبل من كشف مواقع القواعد العسكرية الكُبرى في الجزيرة. لكنَّ القانون لا يتضمَّن جميع المواقع العسكرية ومنها منشأة الواقعة في Xindian.

اعترف وزير الدفاع بأنَّ تايوان ليست البلد الوحيد الذي يواجه تهديداً للأمن القومي في مواجهة تكنولوجيا الأقمار الصناعية التُجارية المتقدِّمة والدقيقة.

كذلك ليست هذه المرة الأولى التي تطلب فيها تايوان من جوجل تعديلاتٍ بخرائطها.

عام 2016، اضطرت وزارة الدفاع أن تطلب من جوجل أن تشوِّش جزءاً من جزيرة تايبيغ المعروفة باسم إيتو أبا الواقعة ببحر الصين الجنوبي، ظهر فيه 4 منشآتٍ عسكرية جديدة شُيِّدت على ساحلها الغربي.

ما زالت الصين تعدُّ تايوان جزءاً من أرضها يجب توحيده، مع أنَّ الجانبين قد حُكما بشكلٍ منفصل منذ نهاية الحرب الأهلية في 1949.

كذلك شهدت العلاقات بين تايبيه وبكين بدايةً متعثرة لعام 2019 بعد أن ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ الشهر الماضي خطاباً محرضاً للحرب وصف فيه توحيد جزيرة تايوان مع الصين بالأمر «الحتمي».

وقد قالت بكين إنَّها لن تتردد في استخدام القوة إذا أعلنت تايبيه استقلالها الرسمي، أو في حال حدوث تدخلٍ خارجي، ويتضمَّن ذلك تدخُّل الولايات المتحدة، وهي أقوى حلفاء تايوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى