تقارير وتحليلات

خرائط جوجل تُظهر المكان الدقيق الذي غرقت فيه سفينة تيتانيك

كشفت إحداثيات خرائط جوجل كشفت عن الموقع الدقيق لحطام سفينة تيتانيك، وهو موقع شبحي يُميِّز إحدى أخطر الكوارث البحرية في التاريخ، وفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية

خرائط جوجل تكشف مكان تحطُّم سفينة تيتانيك

حيث غرقت سفينة الركاب البريطانية بشمال المحيط الأطلسي في 14 أبريل من عام 1912؛ وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخصٍ من الركاب وأفراد الطاقم.

والسفينة -التي وُصِفت بأنَّها غير قابلة للغرق- غرقت بعد اصطدامها بجبلٍ جليدي في رحلتها الأولى من مدينة ساوثهامبتون الإنجليزية إلى مدينة نيويورك الأمريكية، حيث كانت هي الأكبر بالعالم آنذاك، وصنعتها شركة هارلاند آند وولف في العاصمة الأيرلندية الشمالية بلفاست.

والآن، تتيح إحداثيات خرائط جوجل لجميع مستخدمي الإنترنت رؤية المكان الدقيق الذي وقعت فيه تلك المأساة، والذي يكشف عن مدى قرب تيتانيك من وجهتها النهائية قبل غرقها.

وما على من يبحث عن المكان الدقيق لغرق السفينة، سوى فتح تطبيق خرائط جوجل، وكتابة الإحداثيات التالية: 41.7325° شمالاً و49.9469° غرباً.

خاصة أنه كانت هناك معوقات تحول دون اكتشاف مكان الغرق
حيث إن المشكلة كانت تكمن في أنَّ الحطام يقع على بُعد نحو 3600 متر تحت سطح البحر، حيث يصل ضغط المياه إلى 442 وحدة ضغط جوي.

وقد جرت أول محاولةٍ ناجحة للعثور على السفينة منذ أكثر من 30 عاماً في سبتمبر من عام 1985، حين اكتشفت بعثةٌ فرنسية أمريكية بقيادة روبرت بالارد أنَّ السفينة قد انشطرت إلى جزأين قبل أن تغرق، وربما يكون ذلك قد حدث على السطح أو بالقرب منه.

ويقع الجزآن المنفصلان على بُعد نحو نصف كيلومتر من بعضهما، عند جبل تيتانيك البحري قبالة ساحل نيوفاوندلاند.

ويقع موقع الغرق الدقيق على بُعد نحو 21.2 كيلومتر من الإحداثيات التقريبية التي أرسلها مشغِّلو راديو تيتانيك في ليلة غرقها.

بيد أنَّ الأمر الأكثر مأساوية هو أنَّ السفينة كانت على بُعد 1150 كيلومتراً فقط من ميناء هاليفاكس، و2011 كيلومتراً من نيويورك.

وكان من المقرر أن ترسو السفينة في نيويورك صباح يوم 17 أبريل من عام 1912، أي بعد ثلاثة أيام فقط من وقوع الكارثة.

وكانت السفينة قد غرقت بعد أن اصطدمت بجبل من الثلج

ويُذكَر أنَّ مُراقب السفينة الذي كان يُدعى فريدريك فليت، رصد الجبل الجليدي أمام تيتانيك في أواخر يوم 14 أبريل، وحذَّر الطاقم.

وصحيحٌ أنَّ البحَّار المُساعد ويليام مردوخ أمر بإدارة دفة السفينة لتجنُّب الجبل الجليدي، لكنَّ الأوان كان قد فات بالفعل.

إذ اصطدم جانب السفينة الأيمن بالجبل الجليدي؛ وهو ما أدى إلى انبعاج الهيكل، والتواء اللحامات وفصلها.

وسرعان ما بدأت مقدمة السفينة تغرق أولاً، وهو ما أثار الذعر على متنها.

وعلى نحوٍ مأساوي، لم تكن قوارب النجاة كافية إلَّا لنقل نصف الركاب، ولم يكن أفراد الطاقم مُدرَّبين تدريباً كافياً على الإخلاء.

ويُعتقد أنَّ ما لا يقل عن 1500 شخص قد لقوا حتفهم بالكارثة، في حين يُقدَّر عدد الناجين بنحو 710 أشخاص، وقد نُقِلوا آنذاك إلى نيويورك على متن سفينة «آر إم إس كارباثيا».

وكانت هناك محاولات للبحث عن السفينة، لكنها كانت غطاء لأمور أخرى

واتضح لاحقاً أنَّ محاولة البحث الناجحة في عام 1985 عن سفينة تيتانيك كانت مجرَّد غطاء لمهمة العثور على غواصاتٍ نووية مفقودة.

وهذا وفقاً لما ذكره ضابط البحرية الأمريكية المتقاعد روبرت بالارد، الذي قاد بنجاحٍ رحلةً استكشافية تحت الماء لتحديد موقع السفينة الغارقة في عام 1985.

ففي أثناء حديثه إلى شبكتي CNN وCBS عن الأحداث التي رُفِعَت السرية عنها، كشف بالارد أنَّ بعثته كانت جزءاً من عمليةٍ عسكرية أمريكية سرية.

وذكر بالارد أنَّ كان مُكلَّفاً العثور على الغواصتين النوويتين USS Thresh وUSS Scorpion اللتين غرقتا في ستينيات القرن الماضي.

وأضاف بالارد أنَّ البحث عن تيتانيك كان تمويهاً مثالياً، وقال: «لم يكونوا يريدون أن يعرف العالم ذلك، لذا كان عليَّ تأليف قصةٍ تمويهية».

بيد أنَّ هذه لم تكن مؤامرةً بالكامل، إذ كان بالارد يريد بالفعل العثور على تيتانيك، لكنَّه لم يستطع الحصول على تمويلٍ من أجل الحملة الاستكشافية باهظة الثمن.

وفي نهاية المطاف، عرضت البحرية الأمريكية التكفُّل بالأموال، لكن بشرطٍ واحد كبير: وهو أنَّ بالارد يجب أن يقتفي أثر الغواصتين قبل أن يتمكن الروس -الذين كانوا آنذاك خصماً رئيسياً للولايات المتحدة في الحرب الباردة- من العثور عليهما.

وقال بالارد: «كنا نعرف مكان الغواصتين. وما أرادوه مني هو العودة إليهما وتجنُّب التتبع من جانب الروس، لأننا كنا مهتمين كذلك بالأسلحة النووية التي كانت موجودة بغواصة USS Scorpion، وتأثير المفاعلات النووية في البيئة».

وقال إن المهمة كانت «سرية للغاية»، ومخفية عن عامة الناس.

وأضاف: «فقلت: حسناً، دعونا نقُل للعالم إنني أقتفي أثر سفينة تيتانيك».

مثل البحث عن غواصات نووية

ولسوء الحظ بالارد، استغرق الجزء السري من المهمة وقتاً أطول من المتوقع. فبعد العثور على غواصة USS Scorpion، لم يكن متبقياً سوى 12 يوماً للعثور على سفينة تيتانيك.

لكنَّ بحثه عن الغواصتين النوويتين أكسبه بعض الخبرة المفيدة.

إذ قال: «تعلمت شيئاً من البحث عن غواصة USS Scorpion أرشدني إلى كيفية العثور على تيتانيك: وهو البحث عن آثار الحطام».

وبالفعل تمكَّن في النهاية من العثور على تيتانيك، ولم يكن متبقياً سوى أربعة أيام لتصوير الحطام، لأنَّ السفينة التي استخدمها كان من المقرر أن يستأجرها شخصٌ آخر.

وقال: «استغرق آخرون 60 يوماً ولم يعثروا عليها. لكنني تمكَّنت من فعل ذلك في ثمانية أيام».

وذكر بالارد أنَّه شعر بالحماسة فور اكتشافه حطام السفينة، لكنَّه سرعان ما أُصيب بكآبة.

إذ قال: «أدركنا آنذاك أننا نرقص على قبر أشخاصٍ آخرين، لذا شعرنا بالحرج… تغيَّرت حالتنا المزاجية فوراً كأنَّ شخصاً ما، ضغط على زر تشغيل الضوء ثم أطفأه! لذلك تحلَّينا بالرصانة والهدوء والاحترام، وتعهدنا بألَّا نأخذ أي شيء من تلك السفينة، وأن نعاملها باحترامٍ كبير».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى