تقارير وتحليلات

روحاني يلمح إلى تعطيل شحنات النفط في الخليج العربي

بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني يُهدد، اليوم الثلاثاء 3 يوليو 2018، بتعطيل شحنات نفط الدول المجاورة، إذا مضت واشنطن قدماً في سعيها لدفع جميع الدول إلى وقف مشترياتها من النفط الإيراني.

والتصريحات التي نُشرت على موقع الرئاسة، الثلاثاء، وكرَّرها جزئياً خلال مؤتمر صحفي في سويسرا في وقت لاحق، تحتمل أكثر من تفسير. وحين سئل روحاني إذا كان ينوي التهديد، أحجم عن التوضيح.

وسبق أن هدَّد مسؤولون إيرانيون بغلق مضيق هرمز، وهو طريق رئيسي لشحن النفط، رداً على أي عمل عدائي أميركي تجاه إيران.

روحاني لترمب: «إذا كنتم تستطيعون وقف صادراتنا النفطية فافعلوا وسترون نتيجة ذلك»

ونقل الموقع عن روحاني قوله، مساء أمس الإثنين، خلال زيارة لسويسرا: «زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة».

وحين سُئل خلال مؤتمر صحفي في برن، في وقت لاحق من اليوم، إذا كانت التعليقات تمثل تهديداً بالتدخل في شحنات الدول المجاورة، أجاب قائلاً: «افتراض أن إيران ستُصبح المنتج الوحيد غير القادر على تصدير نفطه افتراض خاطئ… الولايات المتحدة لن تستطيع أبداً قطع إيرادات إيران من النفط».

جاءت تصريحات روحاني في الوقت الذي تُخطط فيه إيران لعقد اجتماع في وقت لاحق هذا الأسبوع، مع وزراء خارجية القوى العالمية الخمس، التي ما زالت تشارك في الاتفاق المبرم عام 2015، والذي وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، في مايو/أيار الماضي، وتقول إنها تعتزم الآن فرض عقوبات أشد. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة طلبت من الدول وقفَ جميع واردات الخام الإيراني، من نوفمبر/تشرين الثاني، مستبعداً أن تمنح واشنطن أي استثناءات.

وقال روحاني أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في سويسرا: «إذا كنتم (أيها الأميركيون) تستطيعون، فافعلوا، وسترون نتيجة ذلك».

وقالت طهران، إن وزير خارجيتها سيلتقي مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في فيينا، يوم الجمعة؛ لبحث سبل الإبقاء على الاتفاق النووي.

وإيران ثالث أكبر مصدِّر للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتصدِّر نحو مليوني برميل من الخام يومياً.

السعودية تؤكد مجدداً استعدادها لزيادة إنتاجها من النفط

وأكّدت السعودية، الثلاثاء، أنها على استعداد لزيادة إنتاجها من النفط «عند الحاجة»، عبر «استخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياطية»، التي تُقدَّر بنحو مليوني برميل، وذلك بهدف المحافظة على استقرار السوق، حسبما أعلن مجلس الوزراء.

وقال المجلس في جلسته الأسبوعية، إن المملكة «على استعداد (…) لاستخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياطية عند الحاجة، للتعامل مع أي متغيرات مستقبلية في معدلات العرض والطلب على البترول، وبالتنسيق مع الدول المنتجة الأخرى».

وأضاف -بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية- أن «أحد أهم أهداف سياسة المملكة البترولية، هو السعي دوماً لتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق البترول، وبالتنسيق والتشاور مع الدول المنتجة الأخرى، وكذلك الدول المستهلكة الكبرى».

وجاء التأكيد السعودي بعد قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وافق على طلبه زيادة إنتاج النفط.

وكتب ترمب في تغريدة «تحدَّثت للتو إلى الملك السعودي سلمان، وشرحت له أنه بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط، ربما حتى مليوني برميل للتعويض».

وأضاف: «الأسعار مرتفعة للغاية! وقد وافق».

وذكر البيت الأبيض في وقت لاحق، أن الملك سلمان أبلغ الرئيس الأميركي أن المملكة تملك القدرة على إنتاج مليوني برميل إضافي من النفط يومياً، لاستخدامها في حال الضرورة، لضمان توازن الأسواق.

وخلال جلسة مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، أَطْلع الملك سلمان أعضاءَ الحكومة على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقَّاه من ترمب، و»ما جرى خلاله من تأكيد الزعيمين على ضرورة بذل الجهود للمحافظة على استقرار أسواق النفط»، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، طلبت الثلاثاء الماضي، من جميع الدول، وبينها الصين والهند، المستوردتان الكبيرتان للنفط الإيراني، بوقف استيراد النفط الإيراني، بحلول الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تحت طائلة التعرض للعقوبات الأميركية، التي قرَّرت واشنطن إعادة فرضها بعد خروجها، في مايو/أيار الماضي من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، الموقَّع عام 2015.

إيران: سنقوم بما يلزم لإفشال الاتفاق بين الرياض وواشنطن

والأحد، أكدت إيران عزمَها على «إفشال» الخطة الأميركية لمنعها من بيع نفطها في الخارج، وحذَّرت السعودية من السعي للحلول مكانها في السوق النفطية.

وقال إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الإيراني الرسمي: «بالتأكيد سنقوم بما يلزم لإفشال هذا الطرح الأميركي، القائم على محاصرة النفط الإيراني».

وأضاف: «في هذه المواجهة، فإن أي دولة تريد أخذ مكان إيران في السوق النفطية، ستكون كمن يرتكب الخيانة العظمى بحق الأمة الإيرانية (…)، وستدفع بالتأكيد يوماً ثمنَ هذه الخيانة».

وكانت إيران والسعودية قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية عام 2016، وهما تتواجهان بشكل غير مباشر في مناطق عدة من الشرق الأوسط.

والدولتان عضوتان في منظمة أوبك، التي اتَّفقت دولها، في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، على زيادة إنتاجها بمليون برميل يومياً، للحدِّ من ارتفاع أسعار النفط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى