تقارير وتحليلات

“سي إن إن”: سكان إدلب يستعدون للهجوم الحكومي عليهم

نشرت  شبكة “سي إن إن” الأمريكية، على موقعها الإليكتروني،  تقريرًا عن وضع سكان محافظة إدلب الحالي واللحظات الحرجة التي يعيشوها ترقبًا لهجوم قوات النظام السوري الوشيك، لاستعادتها من قبضة المعارضة السورية.

الشبكة بدأت تقريرها بجدارية رسمها الفنان عزيز الأسمر، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي علّق عليها قائلا: “رسمته الرئيس ترامب يمنح بشار الأسد والنظام ضوءا أخضر لضربنا بأي أسلحة باستثناء الأسلحة الكيماوية.”

وعلى مدى أسابيع، كانت القوات السورية تحشد حول أطراف محافظة إدلب، استعدادًا لهجوم لاستعادة الجزء الأكبر الأخير من البلاد الذي لا يزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

وفي وقت سابق، أصدر البيت الأبيض بيانا يحذر فيه من أنه إذا استخدمت سوريا الأسلحة الكيماوية في إدلب، فإن الولايات المتحدة “سترد بسرعة وبشكل مناسب”. لكن السوريين، الذين ما زالوا يتذكرون خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الشهير “الخط الأحمر” في عام 2013، لديهم الكثير من الشكوك، ويقول عزيز: “لقد استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية.. إذا كان الأمريكيون يريدون إزاحته أو إنهاء حكمه، لكانوا قد فعلوا ذلك منذ فترة طويلة”.

وبحسب التقرير، فإن الفيديو والمقابلات التي حصلت عليها “سي إن إن” من إدلب تظهر أن الناس يستعدون للهجوم الحكومي الذي طال انتظاره، لكنهم يدركون جيدا أنه في هذه المعركة -التي من الممكن أن تكون المعركة النهائية- سيكونون على الأرجح بمفردهم.

الشبكة أيضًا تحدثت مع سوسن السعيد، التي تدير صيدلية في عاصمة المحافظة التي تُسمى إدلب أيضًا، والتي تقول: “أنا مقتنعة بأنه لن تكون هناك أي عملية عسكرية”، متوقعة أن تُبرم روسيا، الداعم الرئيسي لسوريا، صفقة دبلوماسية مع تركيا، التي كانت الداعم الأكثر ثباتا للفصائل المتمردة في الشمال.

ولكن إذا فشلت الدبلوماسية ، فإنها ستغادر، موضحة: “عندما نفقد الأمل في أننا لا نستطيع البقاء هنا، سنضطر إلى الفرار، إلى تركيا أو إلى أوروبا. سيتوجه معظم الناس إلى البحر للوصول إلى أوروبا.”

وغادر البلاد ما يقرب من 5 ملايين سوري منذ بدء الانتفاضة في مارس 2011، وما يقرب من نصف سكان محافظة إدلب فروا أو تم نقلهم بالحافلات من قبل الحكومة السورية بموجب اتفاقيات الممر الآمن إلى أجزاء أخرى من البلاد استعادت دمشق السيطرة عليها.

ومن بين هؤلاء عشرات الآلاف من المقاتلين الجهاديين، بما في ذلك العديد من أعضاء ما تعرف بـ”هيئة تحرير الشام”، الذين سعوا، في محاولة للحصول على دعم دولي، للتخلي عن ارتباطهم السابق بالقاعدة.

وفي الوقت الحالي، حتى لو أراد سوسن أو آخرون مغادرة إدلب، فإنهم لا يستطيعون ذلك. إذ أغلقت تركيا، التي تستضيف بالفعل نحو 3 ملايين لاجئ سوري، الحدود، لكن اللاجئين بإمكانهم الهرب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، لكنهم يواجهون احتمال القصاص القاتل.

وفي الوقت الذي يعلق فيه سكان إدلب بين خيارين كلاهما مر، يخطط الكثيرون، مثل يوسف الأحمد، الذي يدير متجرا للبقالة مجهزًا بشكل جيد، للبقاء، ويقول: “بعض الناس يشعرون بالقلق والخوف. البعض يفكر في الفرار. أما بالنسبة لي، فأنا لا أذهب إلى أي مكان.”

وبشأن تحذير ترامب، يؤكد يوسف: “الآن هو يتحدث ويتحدث ويتحدث، لكنني لا أعتقد بأنه بإمكانه إيقافه”، في إشارة إلى الهجوم الحكومي المُعلق.”

من جانبه، سارع غيث السيد، بائع خضار عمره 21 عاماً، إلى الاعتراف بأنه قلق من الغارات الجوية الروسية، ويشعر بالقلق من أن المدنيين، كما يفعلون عادة، يدفعون الثمن الأكبر، ويقول: “إذا كانوا سيضربوننا، فعلينا إخراج نسائنا وأطفالنا لكن المشكلة هي: إلى أين نخرجهم؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى