تقارير وتحليلات

شهود عيان مقتل صالح يروون القصة الحقيقية لإعدامه في منزله.. خذل قبائل الطوق فسلمته للحوثيين

 

 

تعددت الرويات حول حقيقة ما حدث للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وإعدامه على يد الحوثيين الموالين لإيران، ومحاولة تصويره انه كان يهرب من صنعاء إلى مأرب ومن اليمن كلها.

لكن مقربون منه وشهدو عيان كانوا في مناطق قريبة من منزله وقت اقتحامه وقتله فيه، أكدوا أن صالح كان في منزله وقت اقتحامه وأن الحوثيين أعدموه بالرصاص في الرأس، ثم حملوه على سيارة وخرجوا به في عدد من السيارات إلى خارج صنعاء وقتلوه في المنطقة التي صوروه بها حتى يقولوا إنه كان هاربا.

سيارة صالح فضحت الحوثيين

وأكد شهود العيان في تصريحات لمواقع إخبارية يمنية، أن سيارة صالح التي عرضها الحوثيون لم يكن بها أية إصابات أو آثار لإطلاق رصاص، ما يعني أن السيارة لم تتعرض لمطاردة أو أي إطلاق نار، بل خرج بها الحوثيون من منزل صالح وصوروها في هذا المكان للايحاء بان صالح كان يحاول الهرب.

وظل صالح والمقربون منه يدافعون عن المنزل حتى صباح، يوم الاثنين الماضي 4 ديسمبر، لكنه فوجئ بانسحاب الكثير من قوات القبائل التي تدافع عن المنزل ووجد نفسه بمفرده هو وحرسه الخاص وبعض قوات ابن شقيقه طارق صالح، والتي أصيب غالبيتها أو قتل، فقر صالح تسليم نفسه وكان معه رئيس حزب المؤتمر عارف الزوكا والقيادي الأخر ياسر العواضي.

تكبيل يديه ودماء جافة

وبعد تسليم نفسه قام الحوثيون بتكبيل يديه وقدمه والاعتداء عليه بالضرب، ثم جاءتهم الوامر من صعدة بقتله فأطلقوا الرصاص على رأسه وبطنه وهو مكبل اليدين في عملية إعدام، ثم بعد ذلك حملوه في موكب سيارات إلى خارج صنعاء باتجاه سنحان، مسقط رأسه، حتى يصوروا للجميع أنه كان يحاول الهرب.

زهناك هدف أخر وهو أن صالح قتل على حدود بلدته لن أهله رفضوا استقباله وحمايته ولم يخرجوا لنصرته، وانهم لو أرادوه لكانوا خرجوا من مدينتهم.

لكن في الواقع  لم يعلم أحد بقدومه وهو لم يتصل بأحد لأنه كان مقتولا بالفعل قبل تصوير الفيديو بحوالي خمس ساعات، بحسب تصريحات طبيب شرعي.

وقال الطبي الشرعي، بحسب تقارير يمنية، أنه بمراجعة الفيديو وشكل جثة صالح والدماء التي كانت قد جفت على ملابسه فإن صالح كان مقتولا قبل تصوير الفيديو بساعات.

كما أن التصاق رأسه المصاب بالبطانية التي كان محمولا فيها دليل على انه كان مقتولا وملفوفا في البطانية لفترة طويلة قبل تصوير الفيديو.

قبائل الطوق باعته في الساعات الأخيرة

من الواضح أن رهان صالح على القبائل كان خاطئا ولم يحسب الأمرو بشكل صحيح، فبعض أن أعلن الانتفاضة صد الحوثيين يوم 2 ديسمبر  نجحت قواته الخاصة في السيطرة على جميع معسكرات الحوثيين في صمنعاء وباتت هزيمتهم وشيكة، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب بصورة غير متوقعة، بعد أن تخلت قبائل طوق صنعاء، التي تحيط بالعاصمة صنعاء، عنه بصورة غير متوقعة.

وبحسب التقارير فغن صالح نسق مع قوات التحالف وقوات الحرس الجمهوري والقبائل وبدأت عمليات قصف بالطيران على مواقع الحوثيين وانهزمت قواتهم في صنعاء، وكانت قبالئ الطوق تؤمن الطرق لمنع وصول التعزيزات للحوثيين.

لكن  القبائل لم تلتزم بعهدها مع صالح وسمحت بدخول تعزيزات المليشيات الإيرانية إلى أمانة العاصمة، وتركت صالح وحيدا في مواجهته العسكرية رغم أنهم مقاتلون ويمتلكون السلاح، وكانوا قادرين على ترجيح موازين القوى لمصلحة الرئيس المخلوع غير أنها خذلته.

ما هي  قبائل الطوق

وتتركز قبائل طوق صنعاء في 16 مديرية تحيط بالعاصمة صنعاء من جميع الجهات، ويسكنها 919 ألف نسمة يتوزعون على 117 ألف أسرة، وفقا لآخر إحصاء أجراه الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي في عام 2004، ومتوسط ما تمتلكه الأسرة الواحدة من الأسلحة هي ثلاث قطع موزعة بين سلاح الكلاشينكوف والآر بي جي وبندقية الجرمل، بحسب الأرحبي.

واكد قيادي من قبائل همدان أن بعض القبائل استجابت لصالح وأغلقت بعض المنافذ المؤدية إلى مدينة صنعاء في 2 ديسمبر، ولا سيما في طريق مديرية همدان الواقعة غرب مدينة صنعاء، وطريق جدر الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

لكنها في مساء اليوم التالي تركت الباب مواربا، الأمر الذي سهل دخول تعزيزات مليشيات الحوثي منها، فضلا عن بقاء طرقات أخرى في تلك المديريات مؤدية إلى مدينة صنعاء مفتوحة أمام مليشيات الحوثي، إلى جانب إحجامها عن رفد صالح بالمقاتلين في الجهة الجنوبية من مدينة صنعاء حيث تقع المربعات التي كان يسيطر عليها صالح.

القبائل لم تكن مستعدة للقتال

ويرى أخرون ان قبائل الطوق لم تكن مستعدة بالشكل الكامل للقيام بواجبها إزاء نصرة صالح في حربه مع الحوثيين الإيرانيين، ناهيك عن انحياز الكثير من قبائل طوق صنعاء إلى سلطة الأمر الواقع، وليس في هذا خذلان له كما يقول.

كما أن صالح لم يجهز للمواجهة العسكرية مع الحوثيين، واعتقد بعض القبائل انه سيتخلى عنهم وان ما يقوم به هو مناورة منه ومحاولة لخلط الأوراق عندما أدرك أن قرار تصفيته قد اتُخذ بالهجوم على المربعات التي يسيطر عليها في جنوب العاصمة صنعاء، والهجوم على منازل أقربائه، فقرر فتح خط مع التحالف العربي، ورمى كرة النار في ملعب الحوثيين.

صالح خذلهم أولا

ويشير أخرون ان القبائل لم تعد تثق في صالح الذي خذلهم اولا وتركهم لقمة سائغة في فم الحوثيين الذين نكلوا بهم.

فمقابل الحفاظ على الشراكة مع الحوثيين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان صالح يستجيب لكل مطالب الحوثيين.

كما انه حشد قبائل الطوق وبقية المحافظات للتظاهر بميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء في 24 أغسطس 2017، وتوقعت تلك القبائل أن هذا الحشد الجماهيري الذي دعا إليه صالح سيكون البداية للتخلص من بطش مليشيات الحوثيين للشركاء من المؤتمر الشعبي العام، وباقي أفراد الشعب، لكنهم فوجئوا بأن صالح لم يكن قادرا على فعل ذلك، رغم الحشد الجماهيري الكبير.

فصالح خذل القبائل في طوق صنعاء وبقية الجماهير التي حضرت لوضع حد لتصرفات مليشيات الحوثيين وتسببها في أزمات اقتصادية متلاحقة للناس، ومنها عدم صرف رواتب الموظفين لعام كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى