تقارير وتحليلات

كيف يبدو القرار الأمريكي حول الضم هامشياً مقارنة بمسوغات انتخابات مقبلة في إسرائيل؟

اللقاء التشاوري المخطط للانعقاد في البيت الأبيض اليوم سيحسم مصير خطة القرن وبسط السيادة الإسرائيلية على المناطق، بل وربما مصير الحكومة الفتية. فبينما يصمم نتنياهو على تحقيق الخطة، فإن شركاءه غير الطبيعيين في الائتلاف يعملون على عرقلتها.

أما الأمريكيون فيبدو أنهم لم يعودوا يطلبون إجماعاً وطنياً واسعاً وتأييداً من “أزرق أبيض” مثلما طالبوا قبل أسبوعين، ولكن ضوءاً أحمر من جهتهم كفيل بأن يدفع نتنياهو لإلقاء الذنب على الطرف الآخر في الحكومة وتفجير كل شيء.
من الناحية السياسية، فإن رفضاً أمريكياً لاقتراحات نتنياهو بسط السيادة الآن كان يمكن لرئيس الوزراء بالذات أن يستخدمه لإخراج الكستناء من النار. سيقول لناخبيه، جربت ولكن الأمريكيين هم الذين غيروا رأيهم وداسوا على الفرامل. ولكن نتنياهو، كما يبدو، ليس معنياً بإخراج الكستناء، وإذا ما حصل هذا فسيفضل إحراقها وإحراق الحكومة كلها. فهو يريد السيادة مهما يكن. ورفض أمريكي كفيل بأن يدفعه للإشارة إلى غانتس وأشكنازي كمسؤولين عن الوضع، فيخلق أزمة حقيقية.

ولكن حتى لو تلقى هذه الليلة إذناً من الأمريكيين لواحد من الخيارات التي عرضها عليهم، فإن المشاكل السياسية كفيلة بأن تواصل ملاحقة الأطرف. صحيح أن إجماعاً كهذا فيه ما يجعل غانتس ينزل عن الشجرة ويؤيد الخطة، ولكن ليس مؤكداً أنه سيرغب في استخدام السلم الذي يقدم له وسيواصل العناد. يمكن لنتنياهو أن يمرر القرار في الحكومة حتى دون تأييد “أزرق أبيض”، ولكن القصة كلها ستظل معلقة بدوسة على الفرامل.
في هذه الأثناء، ينال رئيس الوزراء الدعم من شركائه الطبيعيين في الحكومة، إذ أوضح له رؤساء الكتل الأصولية بأنه إذا ما قرر السير باتجاه التصويت حتى دون تأييد من “أزرق أبيض”، فسيصوتون معه إلى جانب الخطة. ويحتمل أن نتنياهو، رغم كل شيء، سيكون هو الذي بحاجة إلى السلام الأمريكي، وبعد رفض من جانبهم سيسود الهدوء. بعد كورونا وبعد التداول سيكون ممكناً إعادة احتساب المسار من جديد.
معظم مطالب نتنياهو للاستردادات الضريبية مبررة. فليس هو من اختار السيارة الفاخرة ولا يوجد ما يدعوه لدفع ضريبة على نفقات في إطار منصبه. صحيح أن نتنياهو حصل على شريك كهذا لسهام النقد الموجه له، إذ اتهمت المعارضة غانتس أيضاً وأدخلته في السلة ذاتها مع رئيس الوزراء.
وبالمقابل، ما كان يمكن أن يكون هناك توقيت أسوأ للبحث في الاستردادات والدفعات حين يكون مئات آلاف العاطلين عن العمل لا يعرفون كيف ينهون الشهر وإلى أين سيؤدي بهم مسار حياتهم. إن راتب رئيس الوزراء في إسرائيل سخيف وبائس بشكل فضائحي، ولكنه ليس وقت تعديل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى