تقارير وتحليلات

لماذا لم يصل السوفيت للقمر؟ قصة المسبار الروسي الذي تحطم بعد هبوط أرمسترونج بساعات

كان الاتحاد السوفيتي متقدماً على الولايات المتحدة في سباق الفضاء، حتى حان الوقت لإرسال روَّاد فضاء إلى القمر؛ إذ تسبَّبت العديد من المعوّقات في فشل مخططات السوفيت للوصول للقمر.

بداية الاتحاد السوفيتي الذي كانت تقوده روسيا مع الفضاء كانت مبشّرة للغاية، ولكن في النهاية نال الأمريكيون أطراف المجد، وأنزلوا أول إنسان على القمر رغم الجهود السوفيتية الهائلة للتفوق عليهم.

في هذا التقرير سوف نعرض المخططات السوفيتية الضخمة للوصول للقمر، ولماذا تكرر فشل مخططات السوفيت للوصول للقمر، رغم أنه كان لهم السبق في عالم الفضاء.

السوفيت يغيرون العالم بكرة معدنية

في الرابع من أكتوبر عام 1957، تسببت كرة معدنية لامعة يبلغ طولها 58 سم فقط في تغيير تاريخ القرن العشرين، حسبما ورد في تقرير لموقع ABCالإسباني.

كان الاتحاد السوفيتي قد أطلق لتوِّه سبوتنك 1، أول قمر صناعي في التاريخ.

على الرغم من أن سبوتنيك عمل بالكاد لمدة ثلاثة أسابيع، فإن الأمريكيين شعروا بالرعب؛ ففي ذروة الحرب الباردة، أطلقت عدوّتها الأولى إلى الفضاء جهازاً قادراً على الطيران فوق رؤوسهم، دون أن يتمكّن أي شخص من تجنّبه.

أصبح ما أُطلق عليه أزمة سبوتنيك هو الزر الذي أعلن بداية سباق الفضاء؛ قال السيناتور ليندون بينز جونسون، الذي أصبح رئيساً فيما بعد: «السيطرة على الفضاء هي السيطرة على العالم!».

الروس يرسلون أول كائن حي للفضاء

قبل أن يبدي الأمريكيون أيَّ رد فعل، أطلق السوفيت في الثالث من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه سبوتنيك 2، الذي كان يزن حوالي 500 كغم، وكانت بداخله لايكا، كلبة الشارع المسكينة من موسكو، التي أصبحت أول كائن حي يسافر إلى الفضاء.

كان سبوتنيك قمراً صناعياً يبلغ وزنه كيلوغراماً ونصفاً، بحجم بطيخة لم يصل إلى الوجهة المقصودة؛ إذ فشل صاروخ فانغارد TV3 الذي يحمله في الإقلاع لأكثر من 1.2 متر، وذلك في السادس من ديسمبر 1957.

أطلقت عليه الصحافة الحادة لقب «كابوتنيك»، ولسخرية القدر بقي القمر الصناعي على حاله، وما زال حتى الآن في المتحف.

وكان رد فعل الأمريكيين قوياً

غضب رئيس الولايات المتحدة، البطل المقلد بالأوسمة، دوايت أيزنهاور، لذا قرر أن يتصرف بنفسه في هذا الشأن.

أسند الصواريخ إلى الجيش، وجعل المسؤول عن تطويرها فيرنر فون براون، المهندس الألماني الذي طور صواريخ V-1 و V-2 لصالح أدولف هتلر وسمح بمشاركة خبراء آخرين من ألمانيا النازية.

كما ضاعف أيزنهاور الميزانية، وأنشأ وكالة ناسا في يوليو/تمّوز من عام 1958.

بحلول ذلك الوقت، كان الروس بالفعل قد أرسلوا مسبارات كبيرة إلى القمر، وكانت الخطوة المنطقية التالية هي إرسال رواد إلى الفضاء.

ولكن السوفيت سبقوهم مجدداً.. جاجارين أول إنسان يصعد إلى الفضاء

في الساعة التاسعة وست دقائق، صباح التاسع من مارس 1961، أشعل صاروخ R-7 محركاته وصعد ببطء في مطار بايكونور، وفي قمته، كان الطيار السوفيتي يوري جاجارين يسافر داخل كبسولة فوستوك.

وقال رائد الفضاء في رسالة مسجَّلة قبل الإقلاع: «أيها الأصدقاء الأعزاء والمعارف والغرباء، أيها المواطنون والشعوب في العالم بأسره!».

وتابع: «في غضون بضع دقائق، سيُطلق صاروخٌ سوفيتيٌّ قوي سفينتِي إلى الفضاء الخارجي الفسيح، الآن أرى حياتي كلها تمر أمام عيني كما لو كانت مجرد تنهيدة».

ما كان يمكن أن يكون مجرد كلمة، أصبح شهادة لأول رجل يسافر إلى الفضاء. وهكذا، في ذلك الوقت، أرسل السوفيت رجلاً إلى المدار، وأرسل الأمريكيون شمبانزي.

لم يلبث الأمريكيون أن اعتلوا المسرح بدورهم ليصل سباق الفضاء إلى ذروته.

أكمل برنامج ميركوري في الولايات المتحدة أولى رحلاته المأهولة بإرسال رواد الفضاء آلان شيبرد وجوس جريسوم وجون غلين.

وفي نفس الوقت، استمرَّ برنامج فوستوك السوفيتي في مواكبتهم بأول رحلة مدارية طويلة، إذ أصبح جيرمان تيتوف أول شخص يقضي يوماً كاملاً في المدار، كما أصبحت رائدة الفضاء فالنتينا تيريشكوفا أول امرأة تسافر إلى الفضاء، في 16 يونيو 1963.

كينيدي يريد القمر

بينما كان كل هذا يحدث، كان هناك شيء أكثر أهمية يختمر؛ ففي الخامس والعشرين من مايو 1961، أي بعد شهر فقط من رحلة يوري غاغارين، ألقى الرئيس المنتخب حديثاً، جون إف كينيدي، خطاباً مهماً أمام الكونغرس.

كان من الواضح أن السوفيت في الصدارة، وأن بإمكانهم إرسال الكثير من رواد الفضاء إلى المدار أو حتى إطلاق محطة فضائية.

لكن الأمور كانت ستبدو أكثر توازناً في حالة المغامرة بالهبوط على سطح القمر.

ستكون هذه التكنولوجيا جديدة بالنسبة للجانبين، لذلك حان الوقت للتطلع نحو القمر.

وقال كينيدي في خطاب تاريخي ألقاه في هيوستن، في 12 سبتمبر 1962: «يجب على الولايات المتحدة أن تلتزم، قبل انتهاء هذا العقد، بتحقيق هدف إنزال رجل على سطح القمر وإعادته إلى الأرض بأمان».

وتابع: «لن يؤثر أي مشروع فضائي منفرد في هذه الفترة على الإنسانية أكثر من هذا أو سيكون أكثر أهمية لاستكشاف الفضاء على المدى الطويل، ولن يكون بهذا القدر من التكلفة أو المشقة».

في ذلك الوقت، بدأ السباق الكامل للوصول إلى هناك

بالنسبة للأمريكيين، كانت الخطوة الأولى هي بدء مشروع جمناي Project Gemini.

نتج عن هذا المشروع أول مركبة فضائية فعلية، قادرة على تغيير المدار والطيران فعلياً عبر الفضاء، بدلاً من اتباع المسار المحدد باتجاه الإطلاق.

في الاتحاد السوفيتي، كان هناك إدراك أن مشروع مركبة الفضاء سويوز الذي كان قد بدأوا في العمل به لن يصل في الوقت المناسب، لذلك تم ارتجال تصميم مركبة لها ثلاثة مقاعد تعتمد على تصميم فوستوك: فوسجود.

وها هم يسبقون الأمريكيين مجدداً.. أول سير في الفضاء

على الرغم من حقيقة أن السفينة السوفيتية قد أُنشئت على عجل، إلا أن الروس نجحوا في التقدم في صدارة السباق مرة أخرى.

في الثامن عشر من مارس عام 1965، أصبح أليكسي ليونوف أول شخص يسير في الفضاء، لكن بالطبع، ما لم يقله السوفيت هو أن ليونوف واجه مشكلة في العودة إلى سفينته بعد تضخم بدلته المضغوطة، وبدا أشبه بدمية، إلا أن انتصاره قد انعكس في العملات المعدنية والميداليات والطوابع والشارات.

شعرت الولايات المتحدة بالشلل مؤقتاً، ولكن في الثالث من يونيو من ذلك العام، يفعل إد وايت الشيء نفسه على متن إحدى سفن مشروع جمناي.

كان هذا السير في الفضاء أكثر سلاسة من الذي قام به ليونوف، وكان مصحوباً بصور أفضل، على الرغم من أن وايت واجه أيضاً مشكلة في دخول سفينته مجدداً.

بعد ذلك، أطلق الأمريكيون ما مجموعه تسع رحلات في مشروع جمناي، على متنها رواد من بينهم باز ألدرين، ونيل أرمسترونغ وإد وايت (أول أمريكي في المدار) للقيام بجميع أنواع اختبارات القدرة على المناورة، والتي كانت ضرورية للوصول إلى القمر.

بالإضافة إلى ذلك، فقد استمروا في القيام بمهام أطول.

ومع الرحلة الأخيرة لمشروع جمناي، في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1966، كان الوقت قد حان للذهاب إلى القمر وبدء برنامج أبوللو.

انطلاق برنامج أبوللو للوصول للقمر بشكل كارثي

في البداية، كانت الصعوبات التقنية هائلة، لم يتفق أحد على كيفية السفر إلى القمر.

لم تنجح محركات F1 التي طورها فون براون، وكان وزن المركبة القمرية أكثر من اللازم، وكانت وحدة القيادة كارثة حقيقية.

وكأن ذلك لم يكن كافياً، في 27 يناير 1967، وقعت كارثة حقيقية؛ توفي طاقم أبولو 1، المكون من جوس جريسوم وإد وايت وروجر تشافي، عندما اشتعلت النيران في كبسولة التدريب الخاصة بهم أثناء إجراء التجربة.

قال تشافي: «هناك حريق في المقصورة!»، وقال صوت آخر: «هذا حريق، يجب أن نخرج». للحظات أظهرت أجهزة الرصد إد وايت وهو يحاول فتح الكوة، لكن تصميمها كان معقداً للغاية وكانت تتطلب 90 ثانية لفتحها.

اضطر رجال الإنقاذ للتراجع، لأن الحريق وصل إلى الخارج. عندما تمكنوا من الوصول إلى الكبسولة بعد خمس دقائق، كان هناك مشهد كابوسي.

قال جريسوم قبل 3 أسابيع من وفاته في الحريق: «إذا متنا، لا تقيموا حداداً، لقد عكفنا على مشروع خطير ولقد قبلنا المجازفة».

ولكن الحقيقة هي أنه بينما كانت ناسا تحقق فيما حدث، ومن الذي يجب عليه مغادرة البرنامج والإجراء الذي يجب اتخاذه، أصيب برنامج أبولو بالشلل بشكل مؤقت.

عبر السوفيت عن تعازيهم علانية، وجاء في بيان صحفي صادر عن السفارة السوفيتية في الأول من فبراير/شباط 1967: «إن حزن الشعب الأمريكي تشترك فيه جميع شعوب العالم في الواقع، يمثل رواد الفضاء، على نحو ما، الكوكب بأسره، البشرية جمعاء باتّساع الكون، بغض النظر عن البلد الذي ينتمون إليه».

لكن في الخفاء، تنفس العديد من المسؤولين السوفيت الصعداء، ممتنين لأنهم بذلك قد كسبوا بعض الوقت في مهمة الوصول إلى القمر.

الصاروخ السوفيتي العملاق للذهاب إلى القمر

إذا كانت الولايات المتحدة قد اعتمدت على فون براون للإشراف على تطوير صاروخ عملاق للوصول إلى القمر، ساتورن 5، اعتمد الاتحاد السوفيتي على مهندس يدعىسيرجي كوروليوف (الذي كانت هويته سراً من أسرار الدولة وأطلق عليه الأمريكيون اسم السيد إكس) والذي فعل الشيء نفسه مع وحش أقوى: صاروخ N-1.

كان ارتفاعه 107 أمتار (أقل بأربعة أمتار من صاروخ ساتورن) وأنتج 4.5 مليون كيلوجرام من قوة الدفع مقابل 3.4 للصاروخ الأمريكي الذي صُمّم بخمسة محركات قوية، مقارنة بالسوفيتي الذي اعتمد على 30 محركاً أصغر.

بالإضافة إلى ذلك، طور السوفيت بالفعل نسختهم الخاصة من المركبة القمرية LK أو»Lunniy Korabl«، المصممة لرواد الفضاء للهبوط على سطح القمر. إذن ماذا الذي يمكن أن يفشل؟

ولكن وقعت أحداث أثرت على البرنامج السوفيتي الواعد

تميز برنامج الفضاء السوفيتي بمنافسة شرسة بين العديد من المصممين والمهندس العسكري فلاديمير تشيلومي، الذي أراد تطوير صاروخٍ خاص به يقوم على صاروخه الروسي UR-500 (الصاروخ بروتون).

لم يتفق كوريولوف أيضاً مع المهندس فالنتين غلوسكو، الذي أراد استخدام محركات غير مبردة، واضطر إلى اللجوء للشركة المصنعة لمحركات الطائرات النفاثة.

بدأ تعقيد مشروع N-1، الذي يقوده كوروليوف، في إطالة الأطر الزمنية، وسط مناقشات ساخنة وتدخل بيروقراطي وسياسي.

وفي النهاية، أدى موت المهندس سيرجي كوروليوف المفاجئ، في الرابع عشر من يناير 1966، إلى تعطيل المشروع.

توفي كوروليوف الذي كان أحد الناجين من معتقلات ستالين بسبب مضاعفات جراحة القولون. على الرغم من أن فاسيلي ميشين خلفه بعد أربعة أشهر، إلا أن المشروع السوفيتي للصعود إلى القمر قد انهار؛ إذ لم يكن لخلف كوروليوف المهارات السياسية أو القدرة القيادية لسلفه.. وبهذا لم يمكن لصاروخ N-1 أن يقلع.

مأساة روسية على الطريق نحو القمر

في أبريل/نيسان من عام 1967 بعد ثلاثة أشهر من مأساة أبولو 1، كان دور الاتحاد السوفيتي في المعاناة من الحوادث.

مات رائد الفضاء فلاديمير كوماروف إثر سقوط سفينته على الأرض، بعد أن تشابكت مظلته. كان كوماروف قد عبر عن شكوكه حول سلامة الكبسولة قبل الإطلاق، ولكن السلطات السوفيتية أجبرته على الطيران. 

وبالفعل فقد السيطرة على السفينة في المدار وحاول القيام بهبوط اضطراري. قبل موته كان لديه الوقت ليسُب ويلعن المهندسين المسؤولين عن تصميم السفينة.

مركبة فضائية روسية تحلق حول القمر

بحلول ذلك الوقت، كان البرنامج السوفيتي بالفعل قد تخلف عن برنامج أبولو.

في نهاية عام 1968، بات ذلك جلياً على أرض الواقع.

كان كل من N-1 والمركبة القمرية LK في محاولات تطوير لا تنتهي، بينما كانت سفينة ساتورن 5 وطاقم أبوللو 8 الأمريكيتان تدوران حول القمر، ولم تمض سوى بضعة أشهر حتى انطلقت رحلة أبولو 11 التي ستصل للقمر.

الانفجار الضخم الذي قضى على الحلم

في 21 فبراير/شُباط 1969، قرر السوفيت أخيراً إطلاق الصاروخ N-1 على متن أول رحلة تجريبية ليحلق فوق القمر. بعد ثوان من انطلاق الصاروخ العملاق في الهواء، انطفأت المحركات الثلاثون فجأة.

تسبب الصاروخ في انفجار ضخم أسفر عن مقتل 91 شخصاً وتناثر الحطام على مسافة 52 كم.. لم يُعلن عن الحادث حتى عام 1995.

أخيراً، في الثالث من يوليو/تمّوز 1969، مع تحديد موعد مهمة أبولو 11 بعد أسبوعين، أعد السوفيت إطلاقاً ثانياً لصاروخ  N-1.

في هذه الحالة، كان الهدف هو مدار القمر والتقاط صور لهبوط محتمل على القمر. ولكن، مرة أخرى، انفجر N-1 بعد بضع ثوانٍ فقط في الجو.

الخطة السوفيتية البديلة.. لقد وصلوا للقمر قبل أرمسترونغ

لكن كان لدى السوفيت خطة بديلة؛ ففي ديسمبر/كانون الأول من عام 1968، اختلقوا كذبة؛ ماذا لو قالوا علناً إنهم سوف يستكشفون القمر باستخدام الروبوتات بدلاً من المخاطرة بحياة رواد الفضاء دون داع؟

كان الحل إرسال مسبار روبوتي هدفه الطموح هو الهبوط على القمر ونقل عينات من الغبار القمري إلى الأرض. 

لونا 15 الذي فشل في الهبوط على القمر

وهكذا، إذا كان الأمريكيون يتفاخرون بإنجازاتهم، سوف يمكن للروبوت السوفيتي المتطور القيام بهذه المهمة أفضل منهم.

انطلق المسبار Luna 15 في 13 يوليو/تمّوز 1969، قبل ثلاثة أيام فقط من مهمة أبوللو 11. وصل الجهاز إلى مدار القمر إلا أن فشلاً في مقياس الارتفاع دمر الخطط السوفيتية.

ولمزيد من الأسى، تحطّم المسبار في بحر الشدائد بسرعة 500 كيلومتر تقريباً في الساعة، بعد ساعات قليلة من وقوف نيل أرمسترونغ على سطح القمر.

إلغاء المشروع.. ما السر وراء فشل مخططات السوفيت للوصول للقمر؟

جرت محاولة لإطلاق صاروخ N-1 مرتين إضافيتين، ولكن لم يحصل السوفيت سوى على النتيجة نفسها. وفي النهاية، ألغى الرئيس ليونيد بريجنيف المشروع  في عام 1974.

وقال نيكولاي كامانين، رئيس فيلق رواد الفضاء السوفيتي بين عامي 1960 و 1971، إن سبب الفشل السوفيتي كان القتال الداخلي واعتماد فلسفة التصميم القائمة على إنشاء مركبة فضائية أوتوماتيكية معقدة للغاية كان رواد الفضاء فيها مجرد ركاب لم تكن لمهاراتهم دور مهم.

بينما على النقيض، وعلى الرغم من البدايات السيئة، أثبت الأمريكيون أن الخبرة والتكنولوجيا، مجتمعتين بالقدر المناسب، كانتا كافيتين لتحقيق المستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى