تقارير وتحليلات

ماذا يعني فوز نتنياهو بـ60 مقعداً؟

“لا جديد يذكر ولا قديم يعاد”.. هذه المقولة تصف بدقة نتائج الانتخابات العامة في إسرائيل، فعلى الرغم من الاحتفالات الصاخبة التي أقامها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن النتائج الأولية أظهرت فوز تحالفه اليميني بـ59 أو 60 مقعداً في الكنيست، فماذا يعني ذلك؟

احتفالات بالفوز الكبير، ولكن

أعلن نتنياهو، أمس الإثنين 2 مارس/آذار، الفوز على منافسه الرئيسي بيني غانتس، رئيس حزب أزرق أبيض، في الانتخابات العامة، على أساس التوقعات الأولية للقنوات التلفزيونية الرئيسية الثلاث في إسرائيل، لكن هذا الفوز لن يكون كافياً لأن يتمكن “المتهم” نتنياهو من تشكيل الحكومة.

الانتخابات هي الثالثة في أقل من عام، بعد فشل نتنياهو وغانتس في تشكيل تحالف يجمع 61 مقعداً في الكنيست على الأقل خلال الانتخابات الأولى في أبريل والثانية في سبتمبر/أيلول، وتشير النتائج الأولية حتى صباح اليوم الثلاثاء 3 مارس إلى أن نتنياهو يحتاج إلى مقعدين لتحقيق الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي، مما يشير إلى طريق مسدود محتمل، بحسب رويترز.

وقال نتنياهو لحشد مبتهج في كلمة بالمقر الانتخابي لحزب الليكود في تل أبيب: ”يا لها من ليلة مبهجة… هذا الانتصار حلو بشكل خاص، لأنه انتصار رغم كل الصعوبات“.

غانتس من جانبه لم يقر بالهزيمة في خطاب ألقاه في مقر الانتخابات في حزبه، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر، حيث قال في كلمته: “أقول لكم بأمانة وأتفهم وأشاطركم الشعور بخيبة الأمل والألم لأنها ليست النتيجة التي أردناها”.

ما قصة الـ60 مقعداً؟

يتشكل الكنيست في إسرائيل من 120 عضواً، ويحتاج المرشح لرئاسة الوزراء إلى أن يحظى بدعم 61 عضواً على الأقل حتى يحظى بثقة الأغلبية ويشكل الحكومة.

في الانتخابات التي أجريت في أبريل/نيسان الماضي، حصل حزب الليكود برئاسة نتنياهو على 38 مقعداً مقابل 33 لحزب أزرق أبيض بزعامة غانتس، وتمكن نتنياهو من حشد 60 عضواً من تحالفه اليميني الذي يضم الأحزاب الدينية واليمينية الأخرى، وبالتالي فشلت محاولاته في الحصول على دعم عضو آخر، لتصل مفاوضات تشكيل الحكومة إلى طريق مسدود، ويتم حل الكنيست والدعوة لانتخابات ثانية تم إجراؤها في سبتمبر/أيلول.

نتنياهو وليبرمان وغانتس

في تلك الانتخابات حصل حزب أزرق أبيض على نفس عدد ما حصده في المرة الأولى بينما فقد ليكود نتنياهو ستة مقاعد، وجاء تحالف الأحزاب العربية ثالثاً بعد أن حصد 12 مقعداً، وإسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان رابعاً بتسعة مقاعد، ومرة أخرى فشل نتنياهو غانتس في حشد العدد المطلوب من مقاعد الكنيست لتشكيل الحكومة، لتعود إسرائيل مرة ثالثة لصناديق الاقتراع أمس الإثنين 2 مارس/آذار في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل.

ماذا يعني ذلك؟

النتائج الأولية حتى الآن، بحسب القنوات التليفزيونية الرئيسية الثلاث في إسرائيل، حصل تحالف اليمين بقيادة نتنياهو على 59 – 60 مقعداً، في تكرار لما حدث في المرتين السابقتين، وهو ما يعني كما قال غانتس “طريق مسدود”، أو بعبارة أخرى اللجوء لانتخابات رابعة، وهو ما يبدو أنه السيناريو الأقرب.

وعلى الرغم من أن النتائج الرسمية ليس متوقعاً إعلانها قبل مساء اليوم، فإن النتائج الأولية هناك غالباً ما تكون دقيقة، وأظهرت هذه النتائج فوز كتلة الأحزاب العربية بـ15-16 مقعداً (زيادة لافتة عن انتخابات سبتمبر) وفوز إسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان بـ6 أو 7 مقاعد فقط وهو ما يعني تراجعاً بمقعدين أو ثلاثة.

نجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة هذه المرة – لو حدث – سيمهد الطريق له للوفاء بتعهده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن بعد الانتخابات بموجب صفقة القرن التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن الأهم بالنسبة لنتنياهو هو أن ذلك ربما يمكنه من تفادي نهاية درامية ليس فقط لمستقبله السياسي، ولكن أيضاً لحريته الشخصية، فهو الآن “متهم” بشكل رسمي في ثلاث تهم، هي تلقي الرشوة، واستغلال المنصب، وخيانة الأمانة، وستبدأ محاكمته في 17 مارس الجاري، لكن حتى في حالة إدانته وهو في منصب رئيس الوزراء لن يكون مجبراً على التخلي عن منصبه، إلا بعد استنفاد خطوات الاستئناف ونقض الحكم وصولاً إلى أن يصبح حكماً نهائياً.

وخلال الحملة الانتخابية وصف غانتس نتنياهو ”بالمتهم“ واتهمه بأنه يسعى للبقاء في السلطة من أجل الترويج لتشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى