تقارير وتحليلات

محاولة تيريزا ماي الأخيرة لانقاذ البريكست

تسعى رئيسة الحكومة البريطانية، تیريزا ماي، لحثّ النواب من جديد اليوم الاثنين لنيل موافقتهم على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في فرصة، يعتبرها المراقبون، أخيرة بالنسبة لها قبل التصويت الحاسم للبرلمان على الاتفاق.

ويصوت أعضاء البرلمان غداً الثلاثاء على اتفاق ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي إثر تخليها عن خطط لإجراء تصويت في كانون الأول/ديسمبر بعد أن اتضح عدم وجود عدد كاف من النواب من حزبها أو الأحزاب الأخرى لدعم الاتفاق الذي توصلت إليه مع بروكسل.

وحسب المصادر البريطانية فإن تيريزا ماي ستلقي خطاباً اليوم من مصنع في “ستوك أون ترينت”، معقل مؤيدي بريكست وسط البلاد، تحثّ فيه النواب على عدم تخييب آمال الناخبين الذين صوتوا لصالح الطلاق في الاستفتاء عام 2016.

ماي تحذّر
وكانت ماي حذرت أمس أعضاء البرلمان من أن عدم تأييد خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيمثل كارثة لبريطانيا في محاولة لحشد أكبر عدد من المؤيدين لخطتها قبل التصويت المتوقع أن تخسره.

وحسب المراقبين فإن ماي لم تقترب بَعد من ضمان التأييد الذي تحتاجه، وقالت في صحيفة صنداي اكسبريس إنه يجب على النواب ألا يخذلوا الناس الذين صوتوا من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: “قيامهم بذلك سيكون كارثة وخيانة لا تغتفر للثقة في ديمقراطيتنا”، مستطردة بالقول: “لذلك فإن رسالتي للبرلمان في مطلع الأسبوع بسيطة وهي أن الوقت حان للتغاضي عن المناورات وفعل ما هو صواب لبلدنا”.
ماذا في حال تم رفض الاتفاق؟!
وفي حال إفشال الاتفاق، فإن بريطانيا، خامس أكبر اقتصاد في العالم، قد تخرج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في 29 آذار/مارس ، ما سيؤدي إلى قطيعة مفاجئة تخشاها الأوساط الاقتصادية، أو أنها لن تغادر التكتل إطلاقا بحسب ماي، وفي هذا السياق جاء قوله وزير الخارجية جيريمي هانت يوم الجمعة الماضي: إن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي قد لا يحدث على الإطلاق إذا تم رفض اتفاق ماي.

وفي سياق متصل قال زعيم المعارضة البريطاني جيريمي كوربين يوم أمس الأحد: إن الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون “كارثيا” وإنه سيحبذ في هذه الحالة التوصل لاتفاق على إجراء استفتاء ثان.

سحب الثقة
وأضاف أنه سيتقدم باقتراح لإجراء تصويت على سحب الثقة من الحكومة “قريبا” إذا قوبل اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج بالرفض في البرلمان يوم الثلاثاء وفقا لما تذهب إليه معظم التوقعات.

وردا على سؤال خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بخصوص إمكانية إجراء استفتاء ثان على الخروج قال كوربين “من وجهة نظري أفضل التوصل لاتفاق عبر التفاوض الآن إذا كان ذلك بمقدورنا لدرء خطر الخروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس وهو أمر كارثي للصناعة وكارثي للتجارة”.

ومن ناحية أخرى قال فينس كيبل زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار الموالي للاتحاد الأوروبي يوم أمس إن البرلمان البريطاني سيتحرك حتى لا تخرج بريطانيا من التكتل دون اتفاق.

تعليق أو تأخير الخروج
ونقلت صحيفة صنداي تايمز عن مصدر كبير في الحكومة قوله إن النواب الرافضين للاتفاق يعتزمون السيطرة على جدول أعمال البرلمان هذا الأسبوع بهدف تعليق أو تأخير الخروج.

وردا على سؤال عما إذا كان بوسع النواب التقدم بمشروع قانون لإبطال المادة 50 قال كيبل لتلفزيون بي.بي.سي “نعم هذا هو ما سيحدث بالضبط وهذا هو بالضبط ما ينبغي أن نفعله لأن السماح بالملابسات الفوضوية للخروج دون اتفاق سيكون شنيعا ولا يغتفر”.

وأضاف: “أعتقد أن البرلمان سيتولى هذه العملية وسيصر على أن نمضي في خيار عدم الخروج”.

وقال ستيفن باركلي وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أمس الأحد إن مخاطر سعي البرلمان لإحباط الخروج من التكتل قد زادت.

وأضاف “زادت مخاطر تصرف البرلمان بطريقة تُفشل أكبر تصويت في تاريخنا”. وقال لتلفزيون بي.بي.سي إن حمل البرلمان على دعم اتفاق ماي للخروج في التصويت الذي يجرى يوم الثلاثاء سيكون “صعبا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى