تقارير وتحليلات

من سيحدد مصير نساء وأطفال داعش بعد تهرب بلادهم من المسؤولية؟

هل نساء تنظيم داعش جناة ام ضحايا؟ بعد اجبار ازواحهم علي العيش في أرض الخلافة في مجتمع اسلامي كما زعموا لهن، ولكن الآن بقت النساء والأطفال دون رجال التي سبب وجودهن في سوريا والعراق، و يواجهون مصيرهم  بمفردهم الحكم بالإعدام أو البقاء في مرافق احتجاز لا تصف بإنها أدامية.

نساء داعش بلا وطن

سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء علي المشكلة التي تواجه زوجات واطفال تنظيم داعش الإرهابي،وهي عدم رغبة بلادهم في عودتهم وترفض استقبالهم خوفا من نشرهم الفكر المتطرف في البلاد، وبقائهم في سوريا في مراكز احتجاز اقل ما تصف بها بإنها “قذرة”.

احتجاز إلي أجل غير مسمي

واشارت الصحيفة إلي سارة إبراهيم أحدي زوجات رجال داعش الذي جاء بها من المغرب بعد أن قطعوا علاقتهم بالعائلة ولم تجد أمامها خيار سوي القدوم معه إلي سوريا ولكنه قتل في غارة جوية وحاولت الهروب مع طفليها ولكنها الآن في مرفق احتجاز منذ القبض عليها في العام الماضي، وتوجد في مرفق شمال سوريا يضم أكثر من 2000 امرأة أجنبية بأطفالهم محاصرون في مأزق قانوني وسياسي دون مخرج متوقع لأزمتهم.

وأوضحت الصحيفة أن الدول الأصلية لنساء داعش لا تريد عودتهم ويخشون منهم لينشرون أيدلوجيتهم المتشددة في بلادهم، بجانب السلطات الكردية التي تدير المنطقة لا تهتم باحتجاز مواطنين من دول أخري إلي أجل غير مسمي.
وقالت سارة إبراهيم “31 عاماً” وهي تبكي بشدة وتشعر بالأحباط “لقد أخبرنا داعش بإن نغادر البلاد ولكنهم منعونا، فمن المسؤول عنا ومن سيحدد مصيرنا؟”

مجتمع اسلامي

ولفتت الصحيفة إلي مع ظهور خلافة الدولة الإسلامية التي امتدت من العراق إلي سوريا اجتذبت إليها عشرات الآلاف الشأخاص من جميع أنحاء العالم الذين جاءوا للقتال أو العيش في ما وصفوه بمجتمع إسلامي خالص، وكان من بينهم العديد من النساء الذين جاءوا مع أزواجهم، والبعض الآخر من النساء جاءوا بمفردهم وتزوجوا هناك أو أجبروا علي الزواج بعد أن وصلوا.

ولكن مع انهيار الخلافة في إطار حملة عسكرية نفذتها ميليشيات كردية مدعومة بتحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة ، ما تسبب في قتل أو سجن العديد من رجال داعش مما جعل النساء والأطفال غير مرغوبين فيهم ووضعوا في مرافق احتجاز.

تهرب الحكومات من مسؤوليتها

وقال عبد الكريم عمر ، المسؤول في الإدارة المحلية المكلفة بإقناع الحكومات بإعادة مواطنيها “نقوم بجهد ولكن لا يحقق ناجحا كبيراً، ونعمل بشكل كامل المسؤولية ولكن المجتمع الدولي يحاول الهروب من مسؤوليته”.

لا توجد حلول

ونوهت الصحيفة إلي عدم وجود خطة للتعامل مع المحتجزين وهو جزء من الفوضي الأوسع في الاراضي المحررة من تنظيم داعش، وفي العراق تواجه نساء داعش محاكمات سريعة بالإعدام بتهمة دعم داعش، وفي سوريا تقبع النساء في مخيمات قذرة في منطقة تخضع لسلطة غير معترف بها دولياً وليس لديها القدرة علي الضغط علي بلدانهم الأصلية لاستعادتهم.

واضافت الصحيفة أن مخيمات الاحتجاز تمتلء بنساء عربيات ونساء من فرنسا وألمانيا والدنمارك وهولندا ، وأكد بعضهن ان ازواجهن أجبروهم علي القدوم إلي سوريا وأن أطفالهم هم يدفعون الثمن، وأقروا بإخطائهم وأن الجميع يرتكب أخطاء.

ولفتت الصحيفة إلي قبول روسيا عودة 35 امرأة وطفل واستعادت أندونيسيا عائلة مكونة من 15 شخصا ولكن بقية الدول الأوروبية مثل الدنمارك وكندا لم يقبلوا بعودة كواطنيهم وتجري محادثات معهم لقبول عودة مواطنيهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى