تقارير وتحليلات

من هي كتيبة «الغرباء» الفرنسية الجهادية في سوريا؟

يتحدر المسؤول عن كتيبة «الغرباء» الفرنسية، التي تقاتل في سوريا، عمر أومسن أو عمر ديابي من دولة السنغال، حيث كانت عائلته هاجرت إلى فرنسا وهو بعمر السبع سنوات، فقد ترعرع في مدينة نيس البحرية، وسجن مرات عدة حسب الإعلام الفرنسي، ما دفعه إلى انتهاج الفكر الجهادي.

نشاط عبر الانترنت

وفي بداية الثورة السورية وتحولها إلى ثورة مسلحة ضد النظام، اشتهر أومسن بنشاطه عبر الإنترنت، حيث كان يحرض على الهجرة إلى سوريا والقتال فيها، وبعد أن قدم إليها، قاتل في صفوف «جبهة النصرة» سابقاً، ليعلن نفسه أميراً لكتيبة تضم مسلحين فرنسيين وأفارقة.
الناشط همام عيسى قال لـ «القدس العربي»: إن «أومسن شكل كتيبة خاصة تضم جهاديين أجانب تحت اسم كتيبة الغرباء الفرنسية، وعمل لفترة مع جبهة النصرة وانشق عنها، حيث قامت كتيبة الغرباء بالاشتراك مع غرفة عمليات «وحرض المؤمنين» في ريفي حماه وإدلب، والتي تضم «حراس الدين» فرع القاعدة في سوريا، كما شارك في عمليات مع «هيئة تحرير الشام» و تقاتل الكتيبة الآن بشكل مستقل» مؤكداً أن عمر أومسن تواصل مع جهاديين أجانب ينتمون لفصائل عدة من أجل ترك فصائلهم والعمل مع كتيبته، لكي يوسع عمله، وتشكيل إمارة خاصة في سوريا، إلى أن قامت «هيئة تحرير الشام» باعتقاله.
وأضاف أن «سبب اعتقال قائد الكتيبة عمر أومسن من قبل تحرير الشام بسبب اعتقاله للطفلة ياسمين التي دخلت إلى سوريا برفقة والدها الذي انضم إلى الكتيبة وقتل، وبعد مقتله قام عمر بأخذ الطفلة ورفض تسليمها إلى أمها، التي بقيت في فرنسا بسبب انفصالها عن والد الطفلة، فقامت أم ياسمين بالتواصل مع «هيئة تحرير الشام» من أجل تسليم الطفلة لها بعد عام ونصف عام من مقتل والدها الفرنسي، عندها قامت هيئة تحرير الشام باعتقال عمر مسؤول كتيبة الغرباء، وتم تسليم الطفلة ياسمين إلى السفارة الفرنسية في تركيا عن طريق حكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام، لكنها لم تلبث فيما بعد حتى قامت بالإفراج عنه مرة أخرى
وبشأن هذا الموضوع، التقت «القدس العربي» بقيادي سابق في كتيبة «الغرباء» الفرنسية الملقب بـ «أبي خالد الشامي»، الذي أكد أن كتيبة الغرباء الفرنسية ليس لها صلات بأي تنظيم خارج سوريا، وليست تابعة للقاعدة، ولا تدعو إلى أعمال خارج إطار محاربة النظام وروسيا.
وقال: «قائد الكتيبة مطلوب للمخابرات الفرنسية، وإن أحد عناصر الكتيبة ابنه 23 عاماً، علماً أن هذه الكتيبة ضد أي هجوم على مواقع فرنسية، وهي تؤيد فقط قتل من نشر الرسوم في صحيفة «شارلي إيبدو» في مطلع عام 2015 والتي تبناها تنظيم القاعدة، لكن هذه الكتيبة ضد قتل أي مدني أوروبي أو ضد أي هجمات خارج سوريا، كما أن هذه الكتيبة ليس لها علاقة بالاقتتال الذي يحصل بين الفصائل، فهي ترابط على جبهات النظام، ولا تتلقى أي دعم».

مضايقات «تحرير الشام»

مؤكداً أن هناك مضايقات تتعرض لها الكتيبة من قبل «تحرير الشام» في الأيام الأخيرة، ومن المحتمل أن يتم اعتقال عمر أومسن من قبل الهيئة. وأضاف القيادي «نحن في الكتيبة لا نتدخل في شؤون السوريين، وهم أدرى بأوضاعهم وأمورهم، وفي حال رفضونا سنغادر، فنحن هدفنا الدفاع عن المظلومين من الشعب السوري، الذي تقتله روسيا وطائرات النظام، كما أن الكتيبة لا تدعو إلى الفرقة بين الفصائل وهي مع الجميع، وهدفها قتال النظام وروسيا على الأرض السورية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى