تقارير وتحليلات

وثيقة تكشف عرض قطر دفع حماس لقبول صفقة القرن

كشف “منتدى الشرق الأوسط”، مؤسسة بحثية أمريكية، عن رسالة بعثتها قطر إلى جيسون جرينبلات، مبعوث ترامب لعملية السلام، تحمل الشروط المُفترض أن توافق بموجبها حركة حماس على العمل تحت إطار السلطة الفلسطينية، ضمن خطة السلام المعروفة بـ”صفقة القرن”.

ونقلت المؤسسة الأمريكية، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، عن مصدر وصفته بالمُطلع قوله “يبدو أن حماس تنوي تقديم نوعًا من الانفتاح مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية بموجب معايير صفقة القرن؛ حيث ستعود السلطة الفلسطينية للسيطرة في غزة مقابل التطبيع مع أو مصالحة حماس في الضفة الغربية”.

وأضاف المصدر أن “قبول حماس بهذا المخطط سيمنحها نفوذًا جديدًا وغير مسبوق في السلطة الفلسطينية لم يحدث منذ عام 2006”.

قبل أسبوعين، دعا المبعوث الأمريكي حماس إلى التخلّي عن سيطرتها على غزة ونزع سلاحها، وطالبها بأن “تنبذ العنف، وتعترف بإسرائيل، وتقرر الالتزام بالاتفاقيات السابقة”، مؤكدًا التزام إدارة ترامب بالسلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وفي فبراير الماضي، أبلغ جرينبلات، القنصليات الأوروبية المعتمدين في مدينة القدس أن “صفقة القرن” أصبحت في مراحلها الأخيرة، وسيتم إعلانها في وقت قريب.

وتساءل التقرير ما إذا كانت الدوحة تناور في خِضم الأزمات الحالية لاحتجاجات غزة، وقبل جولة من الممباحثات الفلسطينية التي تقودها “فتح” في رام الله، معتبرًا أن ذلك من شأنه أن يعيد القطريين إلى الطاولة باعتبارهم “وسطاء في نوع ما من المبادرات”، ويُمثّل تنبيهًا لإدارة ترامب بأن نفوذ الدوحة في غزة حقيقي ويمكن أن يحقق نتائج ملموسة.

وبينما تحاول قطر لعب دور إيجابي في “صفقة القرن” لتحسين علاقاتها مع الإدارة الأمريكية في مواجهة مُقاطعة دول”الرُباعي العربي”، يُرجّح التقرير مُعارضة إسرائيل لأي انفتاح لحماس في الضفة الغربية، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة -التي تنظر إلى حماس باعتبارها جماعة إرهابية- لن ترغب في توسيع نفوذ الحركة الفلسطينية في الضفة.

وأوضح مصدر آخر، لم يذكر التقرير هويّته، أن الأمريكيين أبلغوا رئيس المخابرات بالسلطة الفلسطينية، ماجد فرج، بوجود “رسالة” تحدد شروط حماس للعمل تحت إطار السلطة الفلسطينية، ما يدل على أن الأمريكيين أو القطريين نقلوا هذه الرسالة أو مضمونها بالفعل للسلطة الفلسطينية، وفق قوله.

يُشار إلى أنه تم استهداف موكب “فرج” ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله، مارس الماضي، في انفجار أسفر عن عدد من الإصابات الطفيفة وتضرر 3 سيارات كانت ضمن الموكب. وألقت الرئاسة الفلسطينية مسؤولية الحادث على عاتق حماس.

ووفق المصدر الثاني، أعربت حماس عن استعدادها للعمل مع الأمريكيين حول “صفقة القرن” مقابل السيطرة على غزة والنفوذ في الضفة الغربية، لكن اللافت للنظر، من وجهة نظره، هو أن “قطر تحاول الدفع بحماس نحو قبول الصفقة”.

وتابع: “يبدو من الواضح أن هذه الرسالة مصدرها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”. وزعم أنه سلّمها لترامب عندما التقاه مؤخرًا في يناير الماضي و10 أبريل الجاري.

وأشار التقرير إلى دعم جرينبلات لعلاقات الشراكة الإسرائيلية القطرية؛ إذ غرّد في فبراير الماضي قائلًا: “بمقدور الشراكة القطرية-الإسرائيلية تحقيق راحة حقيقية لسكان غزة، إن إنهاء الدعم لحماس والتركيز على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار سوف يضع حدًا لمعاناتهم”.

ونوّه إلى أن جرينبلات اعتاد الترويج لقصص عن التعاون القطري- الإسرائيلي، تتعلّق بالقضايا الإنسانية في غزة. وذكر أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت مواجهات حادة بين غزة وإسرائيل، حيث حثّت حماس عشرات الآلاف على الاحتجاج على حدود القطاع، ما أدى إلى جرح الآلاف ومقتل أكثر من 30 شخصًا.

قبل أسابيع من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المُحتلة في 14 مايو، يُنتظر عقد اجتماع “المجلس الوطني الفلسطيني” في 30 أبريل الجاري وسط حالة من الجدل، بين دعوات بعض الفصائل مثل حماس لمقاطعته، ومزاعم بأن محمود عباس و”فتح” يُخططان للهيمنة على الاجتماع، وتكّهنات بعدم إمكانية المشاركين من السفر إلى رام الله للحضور.

وأعلن مسؤول فلسطينى، اليوم السبت، أن أكثر من 100 عضو فى المجلس طالبوا بتأجيل الجلسة حتى تحقيق الوحدة الفلسطينية، وفي حال عُقِدت ستكون الأولى منذ سنوات للمجلس الذى يمثل الفلسطينيين فى الداخل والخارج.

يحتدم الجدل حول علاقة حماس وقطر ودعمها المالي للأنشطة في غزة من سنوات. وفي هذا الصدد يلفت التقرير إلى مقال للمحاضر الصهيوني، آلان ديرشوفيتز، في مجلة “ذا هيل” الأمريكي يروي تفاصيل المحادثات التي أجراها في قطر يناير الماضي.

ووفق المقال، قال الأكاديمي الإسرائيلي إن السفير القطري في غزة، محمد العمادي، أخبره بأن “مشاريع البناء التي ترعاها قطر في غزة منسقة مع السلطات الإسرائيلية”، كما كتب أن “القطريين يزعمون أن المسؤولين الأمريكيين طلبوا منهم السماح لقادة حماس بالعيش في الدوحة، وأنهم غادروا الآن”.

بيد أن خطوات قطر في غزة لم تسِر بسلاسة؛ ففي فبراير الماضي، تعرض العمادي إلى هجوم من فلسطينيين اتهموه بتعزيز الانقسام الداخلي خلال حضوره تقديم مساعدات ومنحة قطرية، في الوقت الذي زعمت فيه الدوحة أن مساعداتها للقطاع وسيلة لإنهاء النزاع الإسرائيلي.

الأمر الذي نفاه السفير القطري لاحقًا وقال، في حوار لوكالة رويترز، إن الدوحة لا تساعد حماس على الإطلاق بدليل أن إسرائيل تسمح للمسئولين القطريين بالدخول والخروج من القطاع. وأكد أنه زار إسرائيل 20 مرة -سرًا- منذ عام 2014.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى