تقارير وتحليلات

“CNBC”: ترامب يسعى لإيجاد ما يمكن أن يقدمه لبيونج يانج من أجل استعادة العلاقات

حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحريك المياه الراكدة مع كوريا الشمالية، منذ فشل القمة التي جمعته بزعيمها كيم جونج أون في هانوي بفيتنام، نهاية الشهر الماضي، مستخدما أساليب خداع تم العمل عليها طيلة الشهر الجاري في البيت الأبيض. الشروط المسبقة المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت السبب الرئيسي في فشل القمة الأخيرة بين ترامب وكيم، هي نفسها الكارت الذي فكرت واشنطن في استخدامه لتحريك المياه الساكنة بين الجانبين خلال الساعات القليلة الماضية.

وحسب ما جاء في شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، كان الرئيس ترامب يسعى لإيجاد ما يمكن أن يقدمه لبيونج يانج من أجل استعادة العلاقات التي تم التأسيس لها على مدى العام الماضي، خاصة في أعقاب اللقاء الأول بين ترامب وكيم في سنغافورة.

انقسام في إدارة ترامب حول تعامله مع ملف كوريا الشمالية

وبطبيعة الحال، مالت أفكار ترامب نحو العقوبات، التي كانت المطلب الرئيسي لكوريا الشمالية لبدء تفكيك المنشآت النووية والتخلي عن برنامجها الخاص للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
وفي مناورة بدت أنها مُعد لها جيدًا منذ وقت طويل، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، قبل ساعات من تغريدة ترامب بشأن كوريا الشمالية، أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات جديدة في التعامل مع التهديدات التي تمثلها بيونج يانج ضد حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.

وقال عبر تويتر: “إجراءات مهمة اليوم من وزارة الخزانة، يجب على الصناعة البحرية فعل المزيد لوقف ممارسات الشحن غير المشروعة في كوريا الشمالية. ينبغي أن يراقب الجميع وتراجَع أنشطتهم الخاصة لضمان عدم تورطهم في التهرب من العقوبات من كوريا الشمالية”.
الإجراءات التي تحدث عنها مستشار ترامب للأمن القومي لم تكن سوى تمهيد للرئيس الأمريكي لاستخدام الكارت السياسي الذي بمقدوره استمالة كوريا الشمالية وإعادة خط المفاوضات مفتوحًا بين الجانبين مجددًا.

«الوجوه المتعددة».. سياسة كوريا الجنوبية في التعامل مع جارتها الشمالية

وفي أعقاب تغريدة بولتون، قال الرئيس دونالد ترامب إنه سيلغي الإجراءات التي اتخذتها إدارته قبل يوم واحد فقط ضد الشركات المتهمة بمساعدة كوريا الشمالية في تجنب العقوبات.
وقال ترامب عبر تويتر: “أُعلن هذا اليوم من قبَل وزارة الخزانة الأمريكية أن عقوبات واسعة النطاق ستضاف إلى تلك الموجودة بالفعل على كوريا الشمالية. لقد أمرت اليوم بسحب تلك العقوبات الإضافية”.

تغريدة ترامب أثارت العديد من الشكوك، لا سيما أنها جاءت بعد يوم أو أقل من إعلان وزارة الخزانة ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي عن الإجراءات الجديدة ضد كوريا الشمالية، حسب “سي إن بي سي”.
وقالت الشبكة الأمريكية إن أكثر ما يدعو للشك هو أن العقوبات الجديدة لم تكن على نطاق واسع كما وصفها ترامب، وإنما تستهدف بعض الشركات التي تتعامل مع كوريا الشمالية في مجالات الشحن والنقل البحري.

كيف نجح زعيم كوريا الشمالية في إخضاع ترامب لعقد القمة؟

ومن بين الأمور التي دعت أيضًا للشك، هو ضيق الوقت الفاصل بين إعلان وزارة الخزانة وإشارة جون بولتون إلى الإجراءات الجديدة ضد كوريا الشمالية، وقرار ترامب بإلغاء تلك العقوبات، في محاولة لإقناع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بأن الولايات المتحدة قد اتخذت خطوة المبادرة نحو تسوية خلافاتها مع بيونج يانج.
ومن المرجح أن تشهد الأشهر المقبلة محاولات دولية لإجراء جولات جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إلا أن كلا الطرفين ينتظر الحصول على أي إشارات إيجابية للموافقة على الدخول في مفاوضات جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى