حواراترياضة

لاعب السلة التركي أنيس كانتر يلغي زيارة إلى لندن خوفا من تعرضه للاغتيال

كان من المفترض أن يكون نجم دوري الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة، أنيس كانتر، متشوقا للحضور إلى العاصمة البريطانية لندن لخوض مباراة الأسبوع المقبل.

لكن اللاعب التركي المحترف قرر البقاء في الولايات المتحدة، خوفا من تعرضه للاغتيال في بريطانيا.

وشرح لاعب خط الوسط في فريق نيويورك نيكس، البالغ من العمر 26 عاما، لبي بي سي لماذا ألغى ظهوره في ساحةO2، الذي كان مقررا في 17 من يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال كانتر عبر الهاتف من نيويورك: “الحكومة التركية مهووسة بي”.

وأضاف: “أتحدث علنا ضد الرئيس أردوغان، ولذلك لا أشعر بالأمان”.

وتابع: “إنه أمر محزن، حيث إني أحب هاري بوتر، وأرغب بشدة في رؤية لندن كلها، لكني لا أستطيع المجازفة”.

وكما هو مقرر، فإن فريق كانتر سيمضي قدما، ويلعب مباراته العادية ضد فريق واشنطن ويزاردز بدونه.

وتمثل تلك المباراة في لندن جزءا من استراتيجية، لترويج لعبة كرة السلة في العالم، لكن من المفارقة أنها لن تجلب واحدا من أفضل لاعبي العالم.

ويعد كانتر واحدا من أبرز منتقدي رجب طيب أردوغان، رئيس بلده الأصلي تركيا.

ووصف كانتر أردوغان ذات مرة بأنه “هتلر هذا القرن”.

رجب طيب أردوغان

وقال كانتر لبرنامج “نيوزبيت” الإخباري في بي بي سي: “لا أقول إن أردوغان سينفذ عملية ضدي في لندن، لكن هناك الكثير من المؤيدين المجانين له”.

وأضاف: “يمكنك أن تقول إنني شديد الارتياب، لكني لا أرغب في المخاطرة”.

وتابع: “لقد قال لي أمن فريقي: إنك كنت ستذهب، فإنك لن يمكنك مغادرة غرفتك، أو القيام بأي أنشطة، خلال الوقت الذي ستمضيه في لندن”.

وقال اللاعب التركي: “أتلقى الكثير من التهديدات بالقتل، مئات خلال الأيام القليلة الماضية، لكني لن أتوقف عن الحديث المعارض، أرغب في أن يعرف العالم كله ما يجري في تركيا”.

وأضاف: “الأمر أكبر من كرة السلة، وأكبر من الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة”.

وانخرط كانتر في الصراع السياسي في تركيا، الذي امتد إلى خارج حدود بلده.

ويتهم الرئيس أردوغان رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل، التي جرت عام 2016 لإزاحته عن الحكم، الأمر الذي ينفيه غولن.

وانحاز كانتر، الذي تلقى تعليمه في مدرسة من شبكة المدارس التي يديرها غولن في تركيا، إلى جانب الأخير.

ويزور لاعب كرة السلة بانتظام رجل الدين التركي غولن، في منزله بولاية بنسلفانيا.

وعادت تحركات كانتر بنتائج مكلفة عليه.

رجل يمسك بصورة عليها أردوغان وغولنمتظاهر ضد الحكومة في تركيا يمسك بلافتة، عليها صورة للرئيس أردوغان ورجل الدين فتح الله غولن

في عام 2017، ألقي القبض على والده محمد في تركيا، بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية.

ويعتقد كانتر أن ذلك جاء بهدف ممارسة الضغط عليه.

وقال: “إنه أمر محزن للغاية. لم أتحدث إلى والدي منذ وقت طويل. لقد حاولت جلبهم إلى هنا، لكن الحكومة التركية لم تسمح بذلك”.

وفي عام 2017 أيضا، ألغت السلطات التركية جواز سفر كانتر، ما اضطره لاختصار رحلة، كان قد خطط لها إلى رومانيا، والعودة إلى الولايات المتحدة، حيث يتمتع بإقامة دائمة، ومن المقرر أن يحصل على الجنسية الأمريكية، في غضون عامين.

وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة، مايك باس، لبي بي سي: “لقد لعبت الرابطة مئات المباريات خارج الولايات المتحدة، وهذا موقف فريد وغير مسبوق”.

وقال فريق نيويورك نيكس إن قرار كانتر عدم السفر إلى لندن يستند إلى مشكلات، تتعلق بتأشيرة الدخول، وليس لأسباب أمنية.

لكن كانتر أكد تصريحاته قائلا: “إنها ليست مشكلة التأشيرة. الفريق لن يقول علنا إن كانتر ربما يتعرض للقتل، إنهم يرغبون في قول إن الأمر متعلق بالتأشيرة، لكي لا يكون هناك طاقة سلبية، تنعكس على زملائي في الفريق”.

ولم يرد فريق نيكس على نفي كانتر، ارتباط الأمر بمشكلات في تأشيرة الدخول.

أما وزارة الداخلية البريطانية، فقالت إنها لن تعلق على حالات فردية.

لكن كانتر حث السلطات في بريطانيا، على التعهد صراحة بحمايته.

وقال: “إذا سمعت أي طمأنة من الحكومة البريطانية، ربما سأتحدث مع فريقي مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى