عالمنا الآن

ترامب لم يحظي بإمتيازات أوباما أثناء زيارته لبريطانيا

أصبح الرئيس دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الـ12 الذي تقابله الملكة اليزابيث الثانية البالغة من العمر 92 عاماً، ولم يحظي ترامب خلال زيارته إلي المملكة المتحدة البريطانية مثل ما حظي به سلفه الرئيس السابق باراك أوباما خلال زيارته للندن، ولم يحصل ترامب علي نزهة بعربة فاخرة ولا استقبال بسجّاد أحمر ولا إقامة بالقصر الملكي مثل أوباما.

 

اعتلت اليزابيث الثانية  العرش البريطاني منذ 66 عاماً، باستثناء ليندون جونسون، التقت إليزابيث مع كل الرؤساء الأميركيين منذ الرئيس هاري ترومان، لكن لم يحدث أن ثار مثل هذا المستوى من المعارضة والجدل كما هو الحال مع زيارة ترمب.

كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي دعت ترمب لزيارة دولة حينما التقت به، بعد تنصيبه في يناير 2017، لتكون أول زعيم أجنبي يجتمع مع الرئيس الجديد. وعادة ما تتضمن زيارة الدولة رحلة يستقل فيها الضيف عربة مكشوفة، تجرها الخيول عبر وسط لندن، ومأدبة طعام في قصر بكنغهام.

ولم يحظَ سوى رئيسين أميركيين فقط، هما باراك أوباما وجورج بوش الابن، بزيارة دولة كاملة. لكن زيارة ترمب ستكون أقل بذخاً عن تلك التي وجهت له في البداية، إلا أنه سيلتقي بالملكة وسط معارضة الكثير من النواب البريطانيين لحضوره.

ويرجع السبب في الاستهجان الكبير الذي يلقاه ترمب في بريطانيا إلى حظر السفر الذي فرضه على مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة، وقيامه بإعادة نشره تغريدة على تويتر لنائبة زعيم حزب بريطانيا أولاً اليميني المتطرف، المسجونة منذ ذلك الحين، بسبب الإساءة بشدة للمسلمين.

وتجدَّدت الدعوات لماي بإلغاء زيارة ترمب، بعد قراره في الآونة الأخيرة بفصل المهاجرين عن أطفالهم عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وقال جافين شوكر، وهو نائب عن حزب العمال المعارض لماي في البرلمان، الشهر الماضي «احتجز الرئيس ترمب 2000 طفل صغير في أقفاص، ويرفض الإفراج عنهم ما لم يُسمح له ببناء جدار».

وتابع: «لقد انسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لقد أشاد بمعاملة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لشعبه، ورفض دخول المسلمين. ما الذي يجب على هذا الرجل القيام به كي تلغي رئيسة الوزراء الدعوة؟»

وبعد توجيه الدعوة لترمب العام الماضي وقَّع أكثر من 1.86 مليون شخص التماساً، يُطالب بعدم منح ترمب زيارة رسمية، لأن ذلك قد يحرج الملكة.

وقال رئيس بلدية لندن صادق خان، وهو مسلم تراشق من قبل مع ترمب على شبكات التواصل الاجتماعي، إن الرئيس الأمريكي غير مرحب به في العاصمة البريطانية، وسوف يواجه احتجاجات سلمية حاشدة. وهناك بالفعل خطط لتنظيم احتجاجات الأسبوع المقبل.

وبحسب صحيفة “ذا ميرور” البريطانية، تعتبر الزيارة الدولية ذات طابع رسمي، عندما يقوم رئيس دولة ما بزيارة المملكة المتحدة، وذلك يحدث في العادة بدعوة من طرف الملكة نفسها، وتعد مناسبة مهمة للغاية، حيث يتم استخدام السجاد الأحمر والتعامل مع الزائر الموقر باحترام شديد. وتتضمن الزيارة نزهة على متن عربة فاخرة تجرها الخيول على طول شارع «The Mall» رفقة الملكة، فضلاً عن عشاء ملكي مترف. كما يمكن للزيارة الدولية أن تشمل زيارات وإلقاء خطب في البرلمان البريطاني، رغم استخدام رئيس مجلس العموم جون بيركو لحق النقض فيما يتعلق بقدوم دونالد ترمب.

وقع تمديد دعوة دونالد ترمب للقيام بزيارة رسمية وقبولها، لكن ذلك لا يعكس ما سيحدث خلال الأسبوع القادم. فعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي حريص على القيام برحلته الأولى للمملكة المتحدة، إلا أنه أقل حرصاً على الذهاب إلى مكان قد يضطر فيه إلى التعامل مع جحافل المتظاهرين الذين يحتجون ضده.

وقد أفادت العديد من التقارير بأن رئيس الولايات المتحدة الأميركية ألغى زيارة سابقة إلى هذا البلد الأوروبي، لأنه كان مقتنعاً أن الشعب البريطاني لن يستقبله بشكل جيد. وبدلاً من ذلك، ارتأى ترمب القيام بزيارة عمل وتأجيل الزيارة الرسمية.

ويمكن القول إن زيارات العمل عادة ما تكون ذات طابع رسمي أقل، وهو ما يعني أن زيارة دونالد ترمب للمملكة لن تتضمن مأدبة عشاء رسمية، أو ركوب العربات على طول شارع «The Mall» في لندن. ولن يُمنح ترمب إقامة داخل القصر الملكي، مما يرجح إمكانية مكوثه في مقر سكن السفراء بالقرب من ريجنت بارك في لندن، أو في أحد ملاعب ترمب للغولف في اسكتلندا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى