عالمنا الآن

عهد التميمي: “شكلها لا يشبه الفلسطينيات”

“حظيت بكاميرا صورتني، وهذا هو الفرق الوحيد بيني وبين غيري” تحاول عهد التميمي، ابنة السابعة عشر عاما، الإجابة عن سؤال تردد مؤخرا: “لماذا عهد؟”

تكرر السؤال على صفحات التواصل الاجتماعي يوم إطلاق سراح عهد، كما سمعناه كصحفيين في الميدان طيلة الأشهر الثمانية الماضية، خاصة أثناء تغطية جلسات محاكمتها في محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية قبل أن يقرر القاضي منع الإعلاميين والدبلوماسيين من حضور تلك الجلسات، وفقاً لاذاعة “بي بي سي” البريطانية.

خارج مقر المحكمة، تساءل أهالي الأسرى الفلسطينيين المنتظرون محاكمة أبنائهم وبناتهم عن سبب التركيز على عهد؛ فهي ليست الطفلة الوحيدة، إذ هي واحدة من ٣٠٠ طفل في السجون ومراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية، منهم ثلاثة يقضون أحكاما إدارية، بحسب أرقام منظمة العفو الدولية.

كما أن عهد ليست البنت الوحيدة، فهناك ٦١ فلسطينية موزعات على سجنين إسرائيليين، ثلاث منهن تحت سن الثامنة عشرة، كما تقول أماني سراحنة، المسؤولة الإعلامية في جمعية نادي الأسير الفلسطيني المهتمة برصد أخبار المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم ما يقارب ٦٠٠٠.

فيسبوك

ومن بين المعتقلات الفلسطينيات اللواتي تابعت وسائل الإعلام المحلية والعربية قصصهن، لمى خاطر (٤٢ عاما)، وهي أم لخمسة أطفال.

وانتشرت صورة لمى وهي تودع ابنها الصغير قبيل اعتقال الجيش الإسرائيلي لها من بيتها في الخليل، جنوب الضفة الغربية في ٢٤ يوليو. وتقول سراحنة إن خاطر تتعرض لتحقيق قاس ولفترات طويلة تستمر عشر ساعات يوميا فيما يشير ملف التحقيق إلى أن المحققين وصفوا كتابات لمى بـ “قنابل موقوتة”.

سهيل نفاع

“حمداً لله على سلامتك عمّي عهد وعلى سلامة والدتك… تحملوني فشة قلب بالعامية،” كتب والد السجين عزمي نفاع الذي حُكم عليه بعشرين عاما في السجن بتهمة محاولة دهس جنود إسرائيليين، وشاركه الكثير من الفلسطينيين الذين طالبوا بالتركيز على الأسيرات الأخريات.

وبدا واضحا تنبه عهد وعائلتها لهذه الحساسية، حيث رددت أنها تحمل رسائل الفلسطينيات اللواتي تركتهن في السجن، وأنها ستشارك في حملات لدعمهم وإطلاق سراحهم.

وتتنوع التهم الموجهة للسجناء الفلسطينيين، ومنهم من تسميهم إسرائيل أصحاب الأيدي “الملطخة بالدماء”، لكن هناك عددا كبيرا ممن يصفهم الفلسطينيون بالسجناء السياسيين، الذي يشاركون في احتجاجات تمنعها إسرائيل بموجب أوامر عسكرية، فيما يعتقل بعضهم لآرائهم السياسية والتعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتبرها إسرائيل انتهاكا للنظام والأمن العام.

قبل بضعة أعوام، وأثناء إضراب خاضه الأسرى الفلسطينيون، انتشر فيديو لوالدة أحدهم وهي تصرخ غضبا من ضعف المشاركة الشعبية الفلسطينية لدعم هؤلاء السجناء التي قالت إنهم تركوا وحدهم في مواجهة إسرائيل؛ فالاهتمام الشعبي والإعلامي بقصصهم خفت كثيرا في الأعوام الأخيرة، حيث أصبح موسميا متعلقا بإضرابات الأسرى عن الطعام أو قصص مختلفة كقصة عهد مثلاً.

وسواء أكانت جرأتها في مواجهة الجندي الإسرائيلي أو شعرها الأشقر أو شخصيتها، فمن الصعب تحديد ما الذي يجعل صورة أو قصة ما تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل، ولكن البعض يقدم تحليلاته.

“رأوا أنفسهم في عهد،” قال لي والد عهد، باسم التميمي، وهو ناشط اعتقل وأصيب مرات عديدة، عندما زرت منزلهم بعد أيام على اعتقال ابنته في ديسمبر/كانون الأول، قال إن ابنته بلون بشرتها ومظهرها الذي لا يشبه الصورة النمطية للفلسطينيين، حرّك مشاعر البعض وخاصة الغرب الذي وجد شكل عهد لا يختلف كثيرا عن أي مراهقة أميركية أو إسرائيلية.

وفي مقابلة على برنامج العالم هذا المساء على بي بي سي بعد أسبوع على اعتقال عهد، انتقد ضيف إسرائيلي مشاركة عهد في التظاهرات الأسبوعية في قريتها النبي الصالح، وقال إنه يجب أن تترك مهمة مواجهة الجيش الإسرائيلي لوالدها أو أخوتها.

ربما لا يكون انتقاد البعض للاهتمام الإعلامي الكبير الذي حصلت عليه الفتاة المحررة عهد التميمي، كرها لها شخصيا، بل شعورا بالظلم إزاء تراجع مستوى الاهتمام بالشأن الفلسطيني عمومًا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى