عالمنا الآن

لعنة “الإنجليزية” تلاحق إسطنبول

قبل نحو 100 عام اختارت تركيا الاتجاه إلى الغرب، فتخلت عن أمور كثيرة من الشرق ومنها الحروف العربية، إلا أن إشكالية إجادة لغة ثانية لاتزال حاضرة عند معظم شرائح الشعب في بلد بات اقتصاده يعتمد أكثر فأكثر على السياحة.

والآن بعد هذه الفترة الطويلة، مازالت لغة الأتراك شرقية رغم أن أحرفها لاتينية، ولا يبدو أن تركيا باتت جزءا من الغرب، على الأقل لغويا، فالغالبية العظمى من الأتراك لا يجيدون أساسيات لغة غربية كالإنجليزية مثلا، والمقصود بذلك إجادة الكلمات والجمل البسيطة عن أمور الحياة اليومية.

ويجد الزائر لمدينة إسطنبول، التي من المفترض أنها سياحية فضلا عن كونها العاصمة الاقتصادية والثقافية لتركيا، صعوبة كبيرة في التواصل مع سكانها باللغة الإنجليزية. فمثلا يعجز البائع عن ذكر ثمن السلعة بغير اللغة التركية، ويستعين بالآلة الحاسبة لشرح الرقم.

ولا تقتصر المشكلة على العامة فحسب، ولكنها تشمل النخبة أيضا، فقال نائب عن المدينة عندما طلب صحفيون أجانب إجراء مقابلة معه، وهو يرد عليهم “English little”، حيث لم يكن بوسعه أن يركب الجملة الصحيحة “I can’t speak English”.

وأجرت “سكاي نيوز عربية” استطلاعا بسيطا في شوارع إسطنبول شمل 20 شخصا من الموظفين وطلبة الجامعات وسيدات ومراهقين وغيرهم، علما أنه لا يمكن التعميم بناء على هذه العينة، إلا أنها تعطي مؤشرا على علاقة الأتراك باللغة الإنجليزية.

وكشفت النتائج أنه لم يتحدث الإنجليزية منهم سوى 3 أشخاص فقط، وقد عجزت الغالبية منهم عن الإجابة على أسئلة بسيطة من قبيل: هل تتحدث الإنجليزية؟ أو أين يوجد محل صرافة؟ كيف يمكنني أن أصل إلى ذلك المكان.

وجاءت إجابات العينة التي استطلعت آراؤها من قبيل no English، بينما اكتفى آخرون بهز رؤسهم نافين معرفتهم بهذه اللغة.

ومن بين الثلاثة الذين أبدوا معرفتهم بالإنجلزية، معلم يدرّس الفيزياء قال بكلمات إنجليزية ركيكة بأن اللغة التركية أقدم وأعرق من نظيرتها الإنجليزية، معتبرا أن الأتراك يعتزون بلغتهم، مضيفا “أن الفرنسيين مثلا لا يتحدثون إلا لغتهم ويعتزون بذلك ونحن مثلهم”.

لكن بالنسبة لطالبة جامعية تتحدث الإنجليزية بطلاقة، فإنها ترجع الأمر إلى تردي تعليم الإنجليزية في المدارس التركية، إذ يبدأ متأخرا عندما يكون عمر الطالب 10 سنوات، كما أن التركيز يكون منصبا على تعليم أمور بسيطة.

وأضافت أن المشكلة مرتبطة بالجامعات أيضا، مبينة أن الذين يرغبون فعلا في تطوير لغتهم الإنجليزية يدرسون في الخارج وليس في الجامعات المحلية.

وكانت دراسة أجراها المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية في تركيا، نشرت في عام 2014، قد أظهرت أن مهارات اللغة الإنجليزية عند 90 في المئة من الطلبة الأتراك في الصف العاشر بقيت عند مستويات محدودة، رغم أنهم نالوا 1000 ساعة تعليمية في اللغة الإنجليزية.

 ويبدأ تدريس الإنجليزية في تركيا في الصف الرابع، لكن الدراسة أظهرت أن أساليب التعليم المستخدمة لا تولي الطلبة الاهتمام المطلوب لتعليم اللغة الإنجليزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى