كتب ودراسات

الأرشيفُ الكندي يكشف عن كتاب هتلر

حصل الأرشيف الوطني الكندي على الكتاب الذي كان أدولف هتلر يملكه يوماً، والذي يعتقد الباحثون أنه مخطط لمحرقة في أمريكا الشمالية.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية اشترى الكتاب النادر، الذي لم يتبق من نسخته سوى أعداد قليلة، عددٌ من أمناء المكتبات العاملين في الحكومة عبر الإنترنت العام الماضي وكُشِفَ النقاب عنه للمرة الأولى في العاصمة الكندية أوتاوا الأربعاء 23 يناير 2019. ويأتي الحصول على الكتاب، الذي يقول القيَّمون على المكتبات إنه سيحافظ على جزءٍ هام من التاريخ، في وقت تتزايد فيه معاداة السامية والجهل بالهولوكوست في كندا.

نَشر الكتاب، الذي يحمل عنوان «الإحصاءات، ووسائل الإعلام والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وكندا»، الباحث الألماني واللغوي هاينز كلوس عام 1944، وهو عبارة عن قائمة شاملة تضم المقيمين اليهود في البلدين، وتعكس الخطط النازية في حال سيطرتهم على القارة.

وقال مايكل كينت، أحد الأمناء في مؤسسة مكتبات وأرشيف كندا LAC لصحيفة “الجارديان” «يوضح الكتاب أن الهولوكوست لم يكن حدثاً أوروبياً خالصاً، بل كان حدثاً لم تُتَح له فرصة الانتشار خارج أوروبا. فهو يذكرنا أن الصراعات والمآسي الإنسانية التي بدت بعيدة كان يمكن أن تجد طريقها إلى أمريكا الشمالية».

ويعتقد الخبراء أن هذا الكتاب كان في يوم من الأيام جزءاً من مكتبة هتلر الواسعة في مخبئه في جبال الألب، وربما أزاحه جنود الحلفاء أو كبار الشخصيات الذين زاروا المُجمَّع بعد هزيمة النازيين.

واستخدم كلوس، الذي عمل كثيراً لصالح الرايخ الثالث، البيانات التي كانت متوفرة في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي مستمدة من شبكة اتصالاته الواسعة من المتعاطفين مع النازيين، لفرز السكان اليهود في كندا حسب اللغة والأصول العرقية.

وقال كينت: «أعتقد أن هذا جزء من أهوال الحرب العالمية الثانية والهولوكوست -إدراك مدى الجهد الفكري الذي بذله الجناة في عملهم».

وقد حصل على الكتاب أحد جامعي الكتب المستقلين في الولايات المتحدة بتكلفة قدرها 4500 دولار أمريكي، وسيُعرض الكتاب للجمهور السبت 26 يناير، في ذكرى اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست. وسيصبح هذا الكتاب إضافة دائمة لمجموعة أرشيف يحوي أكثر من 22 مليون كتاب.

يسلط الكتاب الضوء على المخططات النازية لدخولهم أمريكا الشمالية وحضورهم النهائي فيها . وقد أحرزوا تقدماً أكبر من إدراكنا السائد: في عام 1943، في العام الذي سبق نشر كتاب كلوس، أنشأ الألمان محطة طقس آلية في المقاطعة الكندية التي تُعرف الآن بنيوفاوندلاند واللابرادور. وهناك أيضاً العديد من قصص الحرب في شرق كندا عن الغواصات الألمانية التي نجحت في شق طريقها في نهر سانت لورانس.

يشبِّه كينت الكتاب الذي حصلت عليه المكتبة الكندية مؤخراً بالكتاب الأسود، الذي هو عبارة عن  قائمة تضم أسماء البريطانيين البارزين الذين حُدِّدوا كأهدافٍ محتملة، في حالة نجاح الغزو النازي للمملكة المتحدة.

ويقول كينت إنه في حين أن العديد من النصب التذكارية للهولوكوست في الولايات المتحدة ترفض الحصول على تذكارات النازية -بما في ذلك متحف ذكرى الهولوكوست في واشنطن العاصمة- فإن مهمة المكتبة هي توثيق والحفاظ على المواد التاريخية التي تعتبر مهمة للتاريخ الكندي.

وقال: «من الواضح أنه بالنظر إلى مصدر الكتاب وبالنظر إلى موضوعه، لابد أن يحظى باهتمام أكبر من مجرد إجراءات التشغيل القياسية».

ويأتي حصول الأرشيف الوطني على الكتاب في وقت حذّر فيه علماء من تزايد الجهل بين الكنديين حول الهولوكوست.

ويوم الخميس 24 يناير، أُدين محررو صحيفة Your Ward News، ومقرها مدينة تورونتو الكندية، بارتكاب جرائم كراهية لتصويرها للنساء والشخصيات اليهودية. ووصف القاضي آراء الصحيفة بأنها «ترويجٌ متواصلٌ للكراهية».

وجاء الحكم بالإدانة بعد دراسة وجدت أن أكثر من نصف البالغين الكنديين لم يكونوا يعلمون أن أكثر من 6 ملايين يهودي قتلوا خلال المحرقة، وأن ما يقرب من ثلثي المشاركين الشباب فشلوا في إظهار معرفتهم بالحدث.

وقال بيرني فاربر، رئيس الشبكة الكندية لمكافحة الكراهية: «ما زلت أحارب النازيين والسياسيين البيض العنصريين بطرق لم أحلم أنني سأفعلها في فترة التقاعد. عندما أذهب إلى المدارس أرى شباباً لم يُعلّموا دروس الماضي».

وهو يأمل في أن يتمكن التعليم الأفضل -بما في ذلك حصول الأرشيف الكندي على الكتاب- من محاربة الانتشار»الرهيب المريع» للجهل بين الشباب الكنديين.

وقال: «لا أريد أن تقع التذكارات النازية في أيدي النازيين الجدد. أريد أن تقع التذكارات النازية في أيدي مراكز الهولوكوست والمتاحف ودور الأرشيف. هذه هي الأماكن التي تنتمي إليها، حيث يمكن دراستها، وحيث يمكن تعلُّم الدروس منها».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى