كتب ودراسات

تعرف على كيفية إصابتك بالأمراض

يكمن دور الجهاز المناعي لجسم الإنسان، في الحماية من الأمراض أو الأجسام الغريبة التي قد تسبب الضرر للجسم، لذا فمن الضروري جداً التعرف على أمراض الجهاز المناعي  للإنسان.

وبحسب موقع Live Science، حين يعمل الجهاز المناعي بطريقة سليمة، يتعرّف على مجموعة واسعة من التهديدات التي قد تلحق بجسمك.

وتشمل هذه التهديدات الفيروسات، والبكتيريا، والطفيليات، والتي يستطيع الجهاز المناعي تمييزها عن الأنسجة السليمة للجسم.

المناعة الفطرية والمناعة المُكتسبة

ونقل الموقع تقريراً نُشر في 17 أكتوبر 2018، يبين أن من الممكن تصنيف نظام المناعة إلى فئتين؛ الفطرية والمُكتسبة.

المناعة الفطرية هي التي نولد بها، وتتكوّن من الحواجز الموجودة في الجسم لصدّالتهديدات الخارجية، بحسب المكتبة الوطنية لعلوم الطب (NLM).

وتشمل مكوّنات المناعة الفطرية الجلد وأحماض المعدة والأنزيمات الموجودة في الدموع وزيوت الجلد، والمُخاط.

كما توجد أيضاً مكوّنات كيميائية للمناعة الفطرية؛ وتشمل مواداً تُدعى الإنترفيرون، والإنترلوكين-1.

والمناعة الداخلية ذات طابع عام وليست محددة، وهو ما يعني أنها لا تحمي الجسم ضد أي تهديدات مُحددة.

أما المناعة المكتسبة فهي التي تستهدف تهديدات محددة للجسم، ويصفها مشروع الأحياء بجامعة أريزونا بأنها أكثر تعقيداً من الفطرية.

وفي المناعة المكتسبة ؛ يتعرّف الجسم أوّلاً على التهديد، ثم يقوم الجهاز المناعي بإنشاء أجسام مضادة مُصممة خِصيصاً لذلك التهديد.

وبعد تحديد الخطر، يأتي دور النظام المناعي المكتسب لـ»يتذكره»، لتكون استجابة الجسم لنفس الجرثومة في المستقبل أكثر كفاءة.

مم يتكوّن الجهاز المناعي؟

1-     العقد الليمفاوية: وهي تكوينات صغيرة الحجم، على شكل حبّة البازلاء، تُنتج خلايا من شأنها مكافحة العدوى والأمراض.

وتُعد تلك العُقد جزءاً من الجهاز اللمفاوي – الذي يتكوّن من نخاع العظم، والطحال، والغدة الزعترية، والعقد اللمفاوية-.

وتحتوي العقد على السائل اللمفاوي، وهو سائل نقي يحمل الخلايا إلى أجزاء مُختلفة من الجسم.

وعندما يُحارب الجسم عدوى ما أصابَته، تتضخّم العقد وتلتهب، بحسب «الدليل العملي للطب السريري» لجماعة كاليفورنيا.

2-     الطحال: هو أكبر أعضاء الجهاز اللمفاوي، ويوجد بالجانب الأيسر من الجسم، تحت الأضلاع وفوق المعدة.

ووفقاً للمعهد الوطني للصحّة (NIH)، يحتوي على خلايا الدم البيضاء التي تكافح العدوى والأمراض.

ويساعد الطحال أيضاً على التحكّم بكميّة الدم في الجسم، ويتخلّص من خلايا الدم القديمة والتالفة.

3-     النخاع العظمي: هو ذلك النسيج الأصفر الموجود في لب العظم، ويُنتج خلايا الدم البيضاء.

ويحتوي هذا النسيج الإسفنجي المتواجد داخل بعض العظام – مثل الورك والفخذ – على خلايا غير ناضجة تسمى «الجذعية».

والخلايا الجذعية، لا سيّما الجنينية – المشتقة من البويضات المخصبة في المختبر (خارج الجسم)- تُحرز تقدّماً في المجال الطبّي.

وتتميز بمرونتها في القدرة على التحول إلى أي خلية بشرية.

الخلايا القاتلة للفايروسات

4-     الخلايا اللمفاوية: تلعب خلايا الدم البيضاء الصغيرة هذه دوراً كبيراً في الدفاع عن الجسم ضد المرض.

وهناك نوعان من الخلايا الليمفاوية؛ البائية (B) التي تصنع أجسامًا مضادة تهاجم البكتيريا والسموم.

بالإضافة إلى التائية (T) التي تساعد في تدمير الخلايا المصابة أو السرطانية.

وتندرج تحت الخلايا (T) مجموعة فرعية يُطلق عليها «الخلايا T القاتلة».

وتتولّى مهمّة قتل الخلايا المصابة بالفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى.

أما الخلايا (T) المساعدة فتُساعد بدورها على تحديد الاستجابات المناعية التي يصنعها الجسم لمُسببات الأمراض كل على حده.

5-     الغدة الزعترية: وهي العضو الصغير الذي تنضج فيه الخلايا التائية.

وهذا الجزء الذي غالباً ما يتم تجاهله في الجهاز المناعي، ويقع أسفل عظام الصدر (وهو على شكل ورقة نبات الزعتر، ومن هنا جاءت تسميته).

بإمكان هذا العضو إنتاج أجسام مضادة يمكنها أن تؤدّي إلى ضعف العضلات.

ومن المثير للاهتمام أن الغدد الزعترية تكون كبيرة إلى حدِ ما عند الرضّع، وتنمو حتّى سن البلوغ.

ثم تبدأ في التقلّص ببطئ وتستبدلها الدهون مع التقدّم في العمر – وفقا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية -.

6-     كريات الدم البيضاء: تقوم بمُكافحة الأمراض عبر تحديد مُسبباتها والتصدّي لها، وتُعدّ بمثابة الذراع الثانية للجهاز المناعي الفطري.

ما هي أمراض الجهاز المناعي ؟

إذا عرّفنا أمراض الجهاز المناعي بشكل واسع، فستكون أمراض الحساسية مثل التهاب الأنف التحسسي والربو والأكزيما الأكثر شيوعاً.

إلا أن اضطرابات الجهاز المناعي في الواقع تمثل استجابةً لفرط الحساسية الخارجية، وفقاً لما ذكره طبيب الحساسية والمناعة ماثيو لاو.

وتتعلّق أمراض الربو والحساسية أيضاً بجهاز المناعة.

وِأشار إلى أنه عادة ما يُخلط بين التهديدات الحقيقة والمواد غير الضارة مثل  حبوب اللقاح وجزيئات الطعام والفطريات ووبر الحيوانات.

وتشمل  حالات خلل النظام المناعي الأخرى أمراض المناعة الذاتية؛ مثل مرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

وقال ماثيو ليو للموقع إن «هناك بعض الأمراض الأقل شيوعاً ترتبط بضعف المناعة، وضعف الأجسام المضادة «.

الاضطرابات المناعية قد تؤدي للسرطان

وبحسب المعهد الوطني البريطاني للصحّة، يمكن أن تؤّدّي أمراض الجهاز المناعي إلى أمراض المناعة الذاتية والسرطان.

ويحدث نقص المناعة عندما لا يكون جهاز المناعة قويّاً كالمعتاد، مما يؤدّي إلى العدوى المتكررة المُهددة للحياة.

وقد يحدث نقص المناعة إما بسبب مرضٍ وراثي؛ مثل نقص المناعة الوراثي الشديد، أو الأمراض المكتسبة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

كما تتسبب الأدوية المثبطة للمناعة بنفس المشكلة.

وعلى النقيض، نجد أن المناعة الذاتية الناتجة عن الجهاز المناعي مفرط النشاط تهاجم الأنسجة الطبيعية كما لو أنها أجسام غريبة.

وتشمل أمراض المناعة الذاتية الشائعة التهاب الغدة الدرقية «داء هاشيموتو»،  والتهاب المفاصل الروماتويدي.

بالإضافة للنوع الأوّل من داء السكري، ومرض الذئبة الحمامية الجهازية ومرض الوهن العضلي الوبيل.

تشخيص وعلاج اضطرابات الجهاز المناعي

على الرغم من اختلاف أعراض أمراض الجهاز المناعي، إلا أن الحمى والإرهاق تُعدُّ من العلامات التي تدل على مشاكل الجهاز المناعي.

ويشير الطبيب ماثيو إلى أنه في معظم الأحيان، يتم تشخيص خلل نقص المناعة بفحوصات الدم التي تقيس مستوى العناصر المناعية في الجسم أو نشاطها الوظيفي.

ويمكن تقييم أمراض الحساسية عن طريق اختبارات الدم أو اختبار حساسية الجلد، لتحديد مُسبباتها.

أمّا في حالات النشاط المناعي المفرط، فيمكن للأدوية التي تقلل من الاستجابة المناعية أو العوامل المثبطة للمناعة، أن تكون مفيدة.

وقال ماثيو إنه «في بعض حالات نقص المناعة، قد يكون العلاج هو استبدال العناصر المفقودة أو العيوب».

وأضاف أن هذا «قد يحدث بضخّ الأجسام المضادة لمحاربة العدوى.»

وأشار إلى أنه يمكن استخدام تلك الأجسام لتنظيم الاستجابة المناعية التي تسبب الالتهاب.

ووفقاً للمعهد الوطني للسرطان، يتم استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج السرطان.

حيث يمكنها حمل الأدوية أو السموم أو المواد المشعة مباشرة إلى الخلايا السرطانية.

محطات مهمة في تاريخ علم المناعة

1718: لاحظت ماري ورتلي مونتاجو، زوجة السفير البريطاني في القسطنطينية ، الآثار الإيجابية للتجدّر على السكان. وقامت بتنفيذ هذه التقنية على أطفالها.

1796: أنتج إدوارد جينر لقاح الجدري لأوّل مرّة.

1840:  قدم جاكوب هينال أول اقتراح حديث لنظرية جرثومية المرض.

من عام 1857 إلى 1870: أكّد لويس باستور دور الميكروبات في التخمير.

1880 إلى 1881: طُوُرَت النظرية القائلة بأنه من الممكن استخدام عوامل الخطورة البكتيرية كلقاحات.

وطبّق باستور نظريته من خلال إجراء اختبارات على لقاحات كوليرا الدجاج والجمرة الخبيثة.

وفي 5 مايو/أيّار 1881، قام بتلقيح 24 من الأغنام والماعز، و6 أبقار بخمس قطرات من عصية الجمرة الخبيثة الموهنة.

وهي لقاحات حية تُصمم لإنتاج عدوى دون ظهور أعراض.

1885: تم حقن الطفل جوزيف مايسر(9 سنوات)، بلقاح داء الكلب، على يد باستور، وكان أوّل إنسان ينجو من داء الكلب.

1886: أثبت عالم الأحياء المجهرية ثيوبولد سميث أن الثقافات التي اعتمدت على قتل بكتيريا كوليرا الدجاج بالحرارة كانت فعالة في الوقاية من الكوليرا.

1903: قدّم موريس آرثوس وصفاً لرد الفعل التحسسي الموضعي المعروف الآن باسم استجابة آرثوس.

1949: قام كل من جون إندرز، وتوماس ويلر، وفريدريك روبينز باستزراع فيروس شلل الأطفال معملياً.

1951: تم تطوير لقاح ضد الحمى الصفراء.

1983: اكتشاف فيروس نقص المناعة البشرية على يد عالم الفيروسات الفرنسي لوك مونتانييه.

1986: تم إنتاج لقاح التهاب الكبد الوبائي بعلم الهندسة الوراثية.

2005: طور إيان فريزر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى