كتب ودراسات

تعرف علي أفضل طريقة لعلاج اضطرابات المعدة

هناك العديد من مسببات آلام واضطرابات وأوجاع المعدة بدءاً من تناول الأطعمة الفاسدة وصولاً إلى الأمراض المزمنة.

يتجاوز الإنسان ذلك بطبيعة الحال، لكن الألم والصداع والإسهال والقيء وغيرها من الأعراض التقليدية لأنفلونزا المعدة تجعله يعاني الأمَرّين خلال عدة أيام.

عندما تصاب المعدة باضطراب، يصعب عندها معرفة ما الذي يجب أن يدخل جسمك. ولكن توجد نباتات وأعشاب من شأنها المساعدة في علاج هذه الاضطرابات رويداً قبل أن تعود لتناول ما لذ وطاب.

عليك بالزنجبيل والكركم كمضادَّين لالتهاب خفيف بالمعدة

وعلمياً، يعد الزنجبيل أول حل يمكن اعتماده، حيث يقول الدكتور إميران ماير، وهو أستاذ في أمراض الجهاز الهضمي بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: «إن الزنجبيل والكركم، وهو من عائلة الزنجبيل نفسها، من مضادات الالتهابات، وهما عبارة عن جذامير طورت خصائص مميزة مضادة للبكتيريا من أجل مقاومة الأمراض التي تنقلها الكائنات الدقيقة التي تعيش في التربة».

وعوضاً عن استهلاك المشروبات الغازية بطعم الزنجبيل، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر ونسبة ضئيلة من الزنجبيل، ينصح الدكتور ماير بشرب شاي الزنجبيل والكركم.

أفضل السوائل الماء وعصير الطماطم لتعويض الأيونات

الدكتور جوزيف موراي، وهو طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مايو كلينيك، قال لمجلة Time: «من المؤكد أنك لن ترغب في تناول الطعام عندما تشكو من الغثيان، ولكن شرب بعض المياه والمشروبات الأخرى على الفور فكرة جيدة؛ نظراً إلى أن جسمك يكون قد تخلص من العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية في كل مرة تقيَّأت فيها».

وأضاف موراي: «لهذا السبب، من المهم إعادة تجديد الأيونات الموجودة في الجسم، أي الأملاح والبوتاسيوم والغلوكوز أيضاً (أي السكر). وإذا كانت كلمة أيونات تذكرك بالمشروبات الرياضية، فأنت لست بعيداً عن ذلك، ولكن قد لا تحتوي هذه المشروبات على ما يكفي من الأملاح المعدنية لتعويض ما خسره جسمك بسبب القيء».

وقال إن «عصير الطماطم المخفف بالماء أنسب خيار في هذه الحالة؛ لأنه يحتوي على كميات كبيرة من الأملاح».

بعد انتهاء الغثيان يحلّ الجوع فابدأ بوجبات خفيفة

وذكر موراي أنه «بمجرد توقُّف حالة الغثيان والشعور بأن معدتك تحسنت، فبالتأكيد سترغب في الأكل، لكن حاوِل ألا تتناول وجبة كبيرة، وإنما احرص على تناول بعض الوجبات الخفيفة على مدار اليوم».

وقدمت الأبحاث التي أجراها مركز هيرشي الطبي التابع لجامعة بنسلفانيا بعض التوصيات حول الحِمية قليلة الألياف لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الموز والأرز الأبيض وصلصة التفاح والخبز المحمص. ولكن الاكتفاء بتناول هذه الأطعمة قد يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية، خاصة لدى الأطفال. وقد أشار موراي إلى أن هذه الأطعمة تمثل خيارات جيدة؛ لأنه كلما اضطرت معدتك الملتهبة إلى هضم أي شيء، زاد احتمال تعكُّر حالتك.

ابتعد عن منتجات الألبان واكتفِ بالنشويات

أما تناول الأطعمة التي يسهل على الجسم هضمها، مثل الكربوهيدرات (البسكويت المملح)، عوضاً عن الأطعمة الأكثر صلابة مثل الحبوب الكاملة والخضر الورقية، فإن احتمال عودة الإحساس بالألم أو الشعور بالغثيان يقلُّ معها.

كما حذر الدكتور موراي من تناول بعض الأطعمة مثل «منتجات الألبان؛ لأن اضطراب المعدة يمكن أن يسبب مشاكل في الهضم وامتصاص اللاكتوز. وحتى بعد مرور أيام أو أسابيع من تعافيك، يمكن أن تواجه حساسية مؤقتة تجاه اللاكتوز؛ لأن معدتك تكون حينها في طور التحسن».

الدهون والقهوة يطيلان فترة التعافي

وشدد الدكتور جويل ميسون، وهو أخصائي أمراض الجهاز الهضمي وأستاذ الطب والتغذية في جامعة تافتس، على ضرورة تجنُّب تناول الأطعمة الدهنية (مثل المكسرات والزيوت والأفوكادو) والمأكولات الحارة والكحول والقهوة؛ لأنها قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، وقد تستغرق المعدة مدة طويلة لكي تتعافى.

لكن.. ماذا عن البروبيوتيك؟

في حين يقول جويل ميسون وخبراء آخرون إن هناك أبحاثاً واعدة بشأن البروبيوتيك للتخفيف من الأعراض المرتبطة باضطراب الجهاز الهضمي، لا يوجد حتى الآن دليل قوي يؤكد أن تناول الأطعمة الغنية بالمكملات الحيوية يمكن أن يكون علاجاً فعالاً لآلام المعدة.

من بين إحدى المشاكل المتعلقة بالبروبيوتيك، اختلاف التركيب العضوي الدقيق للمعدة من شخص لآخر. وقد أوضح ماير من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، أن «هناك المئات من أنواع البروبيوتيك، ولا يمكن تحديد تأثير كل منها إلا بواسطة تركيبة الميكروبات الموجودة داخل معدتك».

وأضاف ماير: «في المستقبل، قد نكون قادرين على تحديد الميكروب الخاص بك ببساطة وبتكلفة زهيدة، بالإضافة إلى تقديم توصيات حول البروبيوتيك المناسب لك، لكننا للأسف لم نتوصل إلى ذلك بعد».

تُخفف الأعراض ولكنها غير مثبتة النتائج

وأفاد الدكتور جويل ميسون بأن هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن كل الأبحاث المتعلقة بالبروبيوتيك، الذي يخفف من مشاكل اضطراب المعدة، قد ركزت على البروبيوتيك المجفف والمجمد والموضوع في كبسولات أو أقراص. وأوضح ميسون أن «تناول اللبن والزبادي والفِطر الهندي أو غيره من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك يمكن أن يخفف من الأعراض بشكل فعّال، لكن لم يتم إثبات النتائج بعد».

وعلى الرغم من أن المكملات الغذائية الغنية بالبروبيوتيك قد تكون آمنة بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن الدكتور ميسون نوه إلى أن تناول البروبيوتيك يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر في بعض الحالات.

والبكتيريا الموجودة بداخلها قد تسبب التهابات

فاستهلاك البروبيوتيك، برأيه، يعني أنك تتناول المليارات من البكتيريا والفطريات، التي لا تشكل في أغلب الحالات خطراً على صحتك. ولكن إذا كان جهازك المناعي ضعيفاً، فمن المؤكد أنَّ تناول هذه الكائنات يمكن أن يتسبب في إصابتك بالتهابات خطيرة للغاية قد تهدد حياتك.

أما إذا كنت ترغب في المخاطرة واستخدام البروبيوتيك، فمن الأفضل أن تحرص على تناول البروبيوتيك الموجودة في مصادر الطعام التقليدية مثل مخلل الملفوف والفطر الهندي، وشاي الكمبوتشا المخمّر.

كما أكد ماير أن «تناول هذه الأطعمة سيمنحك كمية كبيرة من البروبيوتيك. وعلى الرغم من غياب دليل قوي يثبت أن هذه الأطعمة قادرة على التخفيف من آلام المعدة، فإنها كل ما أستطيع تقديمه لعائلتي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى