كتب ودراسات

تعرف علي فائدة تناول حبوب البراز للأمعاء

نجحت عملية زرع البراز عن طريق القولون بنسبة 96% في علاج حالات العدوى الصعبة، نفس معدل النجاح تحقق لو تم تناولها عن طريق كبسولات فموية، أو ما يُسمى حبوب البراز. حقيقة لا يمكن تجاهلها.

أمر مقزز أليس كذلك؟ لكنْ خلف تلك الحبوب تفسير علمي يداوي الداء، على ما يبدو، بالداء.

لماذا البراز، ألا يوجد مصدر آخر للبكتيريا المفيدة؟

يعاني بعض الناس من تلاشي البكتيريا المُفيدة في الأمعاء. عدم وجود هذه البكتيريا يُسبب لهم أضراراً ومتاعب صحيّة، مثل الإسهال الشديد والالتهاب في القولون، والتي يكون من الصعب علاجها.

لذا يضطر الأطباء إلى وضع هذه البكتيريا من جديد في أمعاء المريض عن طريق زراعة البراز.

فهذا النوع من البكتيريا الصحيّة موجود في براز الإنسان فقط.

يتم هذا النقل في أحيان كثيرة من خلال تنظير القولون، أو Colonoscopy، وهو إجراء عملية منظار للقولون، أحد أجزاء الأمعاء الغليظة.

خلال العملية، يؤخذ البراز من مُتبرع سليم ويُخلط بالماء، ثم يُنقل إلى القولون للمريض من خلال أنبوب.

ترفع هذه العملية مستويات البكتيريا «الجيدة» في القناة الهضمية للمريض.

أما لمن لا يريد أن يجري هذه العملية، فيمكن تناول كبسولات بالفم، تُسمى «حبوب البراز» وتؤدي نفس الهدف.

 

هل هذا يعني تناول براز الآخرين في فمي؟!

كشفت دراسة كندية أن فرص نجاح زراعة البُراز عبّر حبّة دواء تنجح تماماً مثل عملية النقل التي تتم عبر تنظير القولون، وهي الطريقة التي تكون أنسب وأكثر اطمئناناً بالنسبة لكثير من المرضى.

توصلت الدراسة التي نُشرت في جورنال jama في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، إلى أن ابتلاع الكبسولة التي تحتوي على البراز المُتجمد تعمل بنفس كفاءة العلاج الموضعي.

استجاب 10 مرضى تلقوا العلاج  من خلال الحبوب بشكل إيجابي مثل المرضى العشرة الذين عولجوا بمواد برازية مزروعة في القولون.

العلاج باستخدام المادة البرازية المُجمدة من المُمكن أن يجعل الأمور أسهل على المريض.

فاستخدام المادة البرازية الجديدة يتطلب الخضوع لفحص القولون بالمنظار والتخدير، وبالتالي هو عملية جراحية وإن بدت بسيطة.

لكن الأمور في هذه الحالة تُصبح أكثر كُلفة وتعقيداً، بينما في حالة ابتلاع الحبوب فإن الهدف يتحقق بأن يصل البراز الصحي إلى الجهاز الهضمي للمريض.

حسناً اقتنعت، هل البراز المُتجمد مُفيد مثل البراز الجديد؟

خلال دراسة حول جدوى البراز المُتجمد، تبرع عدد من البالغين الأصحاء الذين خضعوا لفحص شامل للأمراض المُعدية بعينات من البراز.

طلب الباحثون من المُتبرعين الامتناع عن تناول أي مُسببات حساسية شائعة في الأيام التي سبقت التبرع، مثل المكسرات أو البيض.

بعد التبرع تم تصفية المادة البرازية المُتبرع بها، وتخفيفها وفحصها ثم تجميدها.

خزنها العلماء لمُدة 4 أسابيع على الأقل، للسماح بإعادة فحصها بحثاً عن أي عدوى مخفية.

شملت الدراسة أيضاً نحو 20 مريضاً بينهم 3 أطفال مُصابين بنوع من البكتيريا المعروفة باسم كلوستريديوم ديسبيل Clostridium difficile، فشلت معها كل المضادات الحيوية.

إذ تسبب هذه البكتيريا الإسهال الشديد حتى الموت.

في حالة تلاشي البكتيريا الجيدّة من الأمعاء، تستقر البكتيريا الضارة في الأمعاء وتنمو.

فالبكتيريا الضارة السابقة تتسبب في دخول نحو 250 ألف حالة مرضية إلى المُستشفيات في الولايات المُتحدة الأمريكية، وتتسبب في نحو 14 ألف حالة وفاة.

في هذه الحالة، يحتاج المرضى إلى عملية زرع البراز لإعادة البكتيريا الجيدّة للأمعاء مرة أخرى.

الأمر الذي يُعيد التوازن الصحي للبكتيريا التي تعيش في الأمعاء.

تقوم بكتيريا الأمعاء بمجموعة كبيرة من الأدوار في أجسامنا، بدايةً من مُساعدتنا على هضم الطعام مروراً بالتأثير على الأيض، والحالة المزاجية، وصولاً إلى السلوك.

البعض يخشى العمليات الجراحية فيفضل حبوب البراز

وقال الباحثون إن نوعي العلاج تسببا في شفاء 14 مريضاً من بين 20 مُشاركاً،  8 منهم طُبق عليهم العلاج بزراعة البراز الجديد، و6 منهم ابتلعوا حبوب البراز المُتجمد.

وأوضح الباحثون أن هذا الاختلاف لا يُعتبر كبيراً في مثل هذه الدراسة الصغيرة.

وتبين أن تناول حبوب البراز كان فعّالاً في الحدّ من مخاطر الإصابة المُتكررة بالبكتيريا الضارة تماماً كزراعة البراز.

وبالنسبة للمرضى، لم تكن حبوب البراز مُزعجة أو مُخيفة مثل إجراء عملية زراعة بالمنظار.

 

أخيراً، هل يُمكن أن تؤدي زراعة البراز إلى السمنة أو النحافة؟

قبل بضع سنوات، أجرى العلماء دراسة على فأرين، كان أحدهما بديناً والآخر نحيفاً.

وتوصل البحث إلى أن زراعة البكتيريا المعوية من فئران الوزن الزائد إلى الأقل وزناً تسببت في زيادة وزن ودهون الفئران النحيفة، والعكس كان صحيحاً.

الأمر نفسه تكرر مع سيدة تعرضت لعملية زراعة براز  وأصبحت بعدها تُعاني من السمنة.

كانت المُتبرعة ابنتها، وكان مؤشر كتلة جسم الابنة عادياً، لم تكن نحيفة لكنها لم تكن بدينة أيضاً.

وفي حين أنه لا يُمكن التأكد من أن البكتيريا الموجودة في براز الابنة هي المسؤولة عن إصابة والدتها بالسمنة، إلا أن الباحثين خلصوا أن عملية الزرع كانت مسؤولة جزئياً على الأقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى