كتب ودراسات

تعرّف على اضطراب الأكل المُرتبط بالنوم

هل ترغب في فقدان الوزن لكن هذا لا يتحقق لك أبداً، لأنك تستيقظ من النوم خلال المساء تشعر بجوع قارس، لا تستطيع السيطرة عليه، يُجبرك على الذهاب لتناول الطعام، ثم العودة إلى النوم مرة أخرى؟

هل يتكرر معك هذا الأمر مراراً وتكراراً، ويُفقدك أي أمل في احتمالية نجاح أي حميّة غذائية تقوم بها أو نظام غذائي صحي تلتزم به؟ ربما عليك أن تعرف ما هواضطراب الأكل المُرتبط بالنوم؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكنك التعامل معه؟

ما هو اضطراب الأكل المرتبط بالنوم؟

تتميز اضطرابات الأكل المرتبطة بالنوم بأنماط تناول الطعام غير الطبيعية أثناء الليل، وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب غير شائع بنسبة كبيرة، إلا إنه يُعدّ شكوى متكررة لدى الكثيرين.

يمكن أن يحدث اضطراب الأكل المرتبط بالنوم الليلي خلال المشي أثناء النوم، فالأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يأكلون وهم نائمون، وغالباً ما يدخلون إلى المطبخ ويحضّرون الطعام دون أن يتذكروا في الصباح أن هذا حدث، قد تحدث حوادث أثناء سلوك تناول الطعام المتعلق بالنوم، مثل الحروق أو الجروح بالجسد أو الحرائق في المكان، لأنه يكون أمراً غير واع.

تحدث اضطرابات الأكل المرتبطة بالنوم عادةً أثناء نوم حركة العين غير السريعة وترتبط بالانتقال من نوم حركة العين غير السريعة إلى الاستيقاظ أثناء النوم، وقد يكون من الصعب تنبيه شخص وإيقاظه أثناء قيامه بهذا السلوك لأن هذا سيؤدي إلى إثارة غضبه ومُقاومته، تستغرق عملية القيام من السرير وتناول الطعام والعودة إلى السرير مرة أخرى نحو 10 دقائق، مما يجعل عملية تناول الطعام تتم بسرعة كبيرة.

متلازمة الأكل الليلي

قد يتسم اضطراب الأكل المرتبط بالنوم بالخطورة لأنه قد يتسبب في إصابة الشخص أثناء تحضير الطعام لأنه لا يكون واعياً بشكل كامل، خلال حالة عدم الوعي هذه قد يتناول الشخص مواد غير صالحة للأكل أو مواد سامة، كما قد يؤثر اضطراب الأكل المرتبط بالنوم على صحتك، فقد يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة نتيجة تناول أطعمة عالية الكربوهيدرات والغنية بالدهون، قد يواجه الشخص زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية.

هناك اضطراب وثيق الصلة باضطراب الأكل المرتبط بالنوم وهو متلازمة الأكل الليلي، وهو نوع من الاضطراب الذي يشعر خلاله الشخص بالجوع الشديد ليلاً، إلى الحد الذي يجعله لا يستطيع النوم إلا إذا تناول الطعام، لكنه يفعل هذا بوعي كامل، وغالباً ما يكون هذا الفعل هو وسيلة للتنفيس عن مشاعر سلبية مثل القلق أو الخوف أو الغضب أو الشعور بالضغط والتوتر.

رغم هذا الاختلاف إلا إن كلا الاضطرابين متشابهان في كونهما خليطاً بين النوم واضطرابات الأكل.

أعراض اضطراب الأكل المرتبط بالنوم

هناك بعض الأعراض التي تُميز اضطراب الأكل المرتبط بالنوم، والتي غالباً ما تستمر لمدة شهرين، ومنها:

– عدم وجود الشهية لتناول وجبة الإفطار.

– تناول الكثير من الطعام بعد وجبة العشاء، أكثر مما يتم تناوله خلال وجبة العشاء نفسها.

– تناول أكثر من نصف كمية الطعام التي يتم الحصول عليها خلال اليوم بعد وجبة العشاء.

– الاستيقاظ المُتكرر أثناء النوم المصحوب بجوع شديد مما يتطلب تناول الطعام بطريقة خارجة عن السيطرة والعودة للنوم مرة أخرى.

– ضعف الوعي أثناء إعداد الطعام وتناوله

ذاكرة ضئيلة أو معدومة تجاه هذه الأفعال في صباح اليوم التالي

– تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والأطعمة الغنية بالدهون أو مزيجاً غريباً من الطعام، فالشخص في هذه الحالة يميل إلى تناول الأطعمة مُرتفعة السعرات.

– تناول مواد غير صالحة للأكل أو سامة، مثل الأطعمة المجمدة أو القهوة أو محلول التنظيف أو أعقاب السجائر.

من هم الأشخاص المُعرضون للإصابة باضطراب الأكل المرتبط بالنوم؟

هناك أشخاص معرضون أكثر من غيرهم لاضطراب الأكل المرتبط بالنوم، رغم أن كلاً من الرجال والنساء عُرضة للإصابة بهذا الاضطراب، إلا إنه يكون أكثر شيوعاً بين النساء، وهو ينتشر بدرجات أكبر في فئات مُعينة، مثل:

–  الذين يعانون من اضطرابات النوم الأخرى، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي والمشي في أثناء النوم.

– الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان.

–  مشكلات نفسية مثل الضغوط أو القلق أو الاكتئاب.

– إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى، يُعاني من اضطرابات النوم المرتبطة بالأكل أو المشي في أثناء النوم.

– الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات غذائية أخرى.

– الأشخاص الذين يقومون بحمية خلال النهار، مما قد يجعلهم يعانون من الجوع والإكثار من تناول الطعام ليلاً، عندما تضعف سيطرتهم وقوة تحكمهم في أنفسهم بسبب النوم.

– في بعض الحالات يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ من إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات أكثر عُرضة من غيرهم لاضطراب الأكل المرتبط بالنوم.

كيف يتم التعامل مع اضطراب الأكل المرتبط بالنوم وعلاجه؟

يمكن أن تكون بعض الأدوية مفيدة في بعض الأحيان للتحكم في هذا الاضطراب، لكن يجب على أي حال تجنب الحبوب المُنومة، لأنها تُزيد الأمر سوءاً، قد يشمل العلاج أيضاً تعلم بعض الطرق النفسية للتخلص من التوتر والقلق، كما يشمل أيضاً دراسة طرق إدارة الإجهاد والإرهاق التي تُزيد من فقدان السيطرة أثناء النوم.

عند تشخيص ما إذا كانت الأعراض تنتمي لمرض اضطراب الأكل المرتبط بالنوم فيجب جعل بيئة النوم والمطبخ مكاناً آمناً، قد يشمل ذلك جعل الأشياء غير الآمنة بعيدة عن مُتناول اليد ولا يتم الوصول إليها بسهولة، بما في ذلك السكاكين والأجهزة المنزلية وحتى مستلزمات التنظيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى