تقارير وتحليلاتكتب ودراسات

كتب فضحت ترامب.. من “نار وغضب” إلى “خوف” مرورا بـ”المعتوه”

يبدو أن الأمور تزداد سخونة في واشنطن قبيل صدور كتاب الصحفي الأمريكي المرموق بوب وودورد الذي ساعد في إسقاط الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بعد أن شارك في تفجير فضيحة “ووترجيت” في سبعينات القرن الماضي.

الكتاب المعنون “الخوف: ترامب في البيت الأبيض” والذي من المقرر نشره في 11 سبتمبر الجاري يقدم ما يزعم كاتبه أنها أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد دونالد ترامب.

ومنذ وصول ترامب إلى السلطة في 20 يناير 2017، تحاصره المزاعم الفضائحية سواء التي تنشرها الصحافة الأمريكية خاصة صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشبكة سي إن إن، والتي يصفها ترامب بالإعلام “المزيف”. إضافة إلى ذلك كتب عدة اخرها كتاب بوب وودورد الذي نشرت الصحافة الأمريكية مقتطفات منه أثارت زوبعة في واشنطن الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي يصفه بأنه “احتيال على الناس”.

فيما يلي أربعة كتب هاجمت ترامب بشدة وأثارت غضبه:

“نار وغضب”

على مدى عامل كامل جمع مؤلف كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، شهادات من داخل البيت الأبيض وأجرى مقابلات مع موظفين في إدارة ترامب بشكل غير مسبوق لخرج كتابه إلى النور في يناير الماضي وثير عاصفة من الغضب داخل الإدارة الأمريكية.

ووفقا لمؤلفه مايكل وولف، يقوم الكتاب على تقارير مباشرة في البيت الأبيض، عبر أكثر من 200 مقابلة مع شخصيات رفيعة المستوى في إدارة ترامب وآخرين، ويرسم صورة للرئيس على أنه شخص قليل الصبر، وغير قادر على التركيز، ولا يهتم بالقراءة أو محاولة فهم السياسة.

كما شكك الكتاب في الصحة العقلية للرئيس ترامب، ومدى ملاءمتها لتوليه منصب الرئاسة، ونقل عن مسؤولين رفيعي المستوى ما نسبه إليهم من وصفهم للرئيس بأنه “غير لائق عقليا، وأبله ومثل الطفل”. وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يرد في تغريدة بأنه “عبقري رزين للغاية” و”ذكي جدا”.

مايكل وولف

وكتب ترامب على تويتر “مايكل وولف فاشل تماما، اختلق قصصا لبيع هذا الكتاب الممل الكاذب… لقد استغل ستيف بانون القذر الذي ولول عندما أقيل وتوسل للبقاء في عمله. الآن، ستيف القذر نبذه الكل تقريبا كالكلب.. شيء بالغ السوء”.

كانت أكثرية المزاعم الواردة في الكتاب وأكثرها إثارة للجدل منسوبة إلى ستيف بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق لترامب.

ونسب الكتاب إلى بانون تعليقات تحط من قدر عائلة ترامب، وكذلك وصفه لقاء نجل ترامب بمجموعة من الروس خلال الحملة الانتخابية لوالده بـ”الخيانة”.

أدى ذلك إلى تلاسن علني بين الرجلين اللذين كانا حتى وقت قريب الأقرب إلى بعضها البعض حيث كان بانون أبرز مهندسي فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في 2016.

وصف ترامب في تصريحات وتغريدات، بانون بأنه “ستيف الطائش”، وقال إنه فقد عقله.

الكتاب باع أكثر من مليون نسخة، وخلقت مقتطفات نشرتها الصحافة قبل نشره حالة من التهافت لدى الجمهور الأمريكي والمهتمين بالشأن العالمي في شتى بقاع الأرض.

“ولاء أكبر”

في مايو 2017، أقدم دونالد ترامب على خطوة أثارت الكثير من اللغط وهاجمه كثيرون بشأنها؛ إذ أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي من منصبه.

جاءت الإقالة في خضم تحقيقات يجريها الإف بي آي) في مزاعم عن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 وفي تواطؤ محتمل بين الروس وحملة ترامب. ونفى الرئيس الأمريكي مرارا وجود أي تواطؤ.

لم يكد ينقضي عام حتى نشر كومي مذكراته تحت عنوان “ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة” في 300 صحفة في أبريل المنصرم.

وصف كومي رئيس الولايات المتحدة بأنه لا يتمتع بالأخلاق ومهووس بالسيطرة الكاملة على من حوله ويطالب على الدوام بالولاء المطلق له.

في مستهل الكتاب تحدث كومي عن سنواته العشرين في المهنة كمدعي عام نيويورك ثم مساعدا لوزير العدل في إدارة جورج بوش الابن فمدير مكتب التحقيقات الفدرالي بين عامي 2013 و2017.

جيمس كومي

ثم انتقل كومي إلى تعامله مع ترامب وقال إن الرئيس ذكره ببدايات عمله عندما كان يجري تحقيقات عن زعماء المافيا في نيويورك. ويقول إن التعامل مع الرئيس “ذكرني ببداياتي في هذه المهنة عندما كنت مدعيا عاما في هذه الأوساط”.

ووصف كومي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بأنه “منفصل عن الحقيقة وعن القيم التي تستند إليها المؤسسات” الأمريكية. وهو يعتبر أن “هذا الرئيس غير أخلاقي (…) وزعامته ترتكز إلى الغرور والولاء له”.

وصف كومي، في كتابه، ترامب بأنه مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه. وروى أن الرئيس طلب منه التحقيق في معلومات تفيد أنه كان بصحبة مومسات روسيات في أحد فنادق موسكو في 2013.

وقال ترامب معلقا على علاقات جنسية مع عاهرات تبولن على بعضهن نزولا عند طلبه “أخاف من الجراثيم. من غير الممكن أن أدع أشخاصا يتبولون على بعضهم البعض أمامي”. وكتب كومي في كتابه “رحتُ أضحك”.

عندما أعلن كومي عن الكتاب وبدأت الصحافة تتحدث عنه، غضب ترامب بشدة وقال إن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق “نظم تسريب معلومات وكاذب”، ما يتطلب محاكمته.

قالت ترامب وقتها “الجميع في واشنطن كانوا يعتقدون أنه يجب إقالته بسبب أدائه السيء إلى أن تمت إقالته فعليا… شرف كبير لي أنني قمت بإقالة كومي”.

“المعتوه”

قبل أقل من شهر، نشرت أوماروسا مانيجولت نيومان، وهي مساعدة سابقة للرئيس دونالد ترامب، كتابها عن حكايتها مع رجل الأعمال النيويوركي الذي بات سيدا للبيت الأبيض.

في الكتاب المعنون “معتوه: رواية مطلع على بيت ترامب الأبيض”، اتهمت نيومان ترامب بالإدلاء بتصريحات مهينة عن الأمريكيين الأفارقة والفلبينيين والأقليات الأخرى بالإضافة إلى ما يعانيه من “نسيان وإحباط”.

شككت نيومان في حالة ترامب العقلية وصورته على أنه غير قادر على السيطرة على نزواته. قالت التي كانت أحد أبرز أنصار ترامب من السود إن “تراجع حالته العقلية أمر لا يمكن إنكاره”.

عملت نيومان كمساعدة للرئيس ومديرة الاتصالات في مكتب الاتصال العام، وفقًا لما ذكرته أمازون التي نشرت الكتاب. ثم تم فصلها في ديسمبر الماضي، وقد وصلت علاقتها مع ترامب إلى نهاية حاسمة ونهائية، كما تقول أمازون.

أوماروسا مانيجولت نيومان

155

بيد أن البيت الأبيض شكك في صدقية رواية المساعدة السابقة لترامب. ووصفها ترامب بأنها “كلبة”. وكتب على تويتر: “عندما تعطي إنسانة دنيئة مخبولة باكية فرصة وتوفر لها وظيفة في البيت الأبيض أظن أن ذلك لا يجدي. لقد أحسن الجنرال (جون) كيلي بإقالة هذه الكلبة بسرعة”، مشيرا إلى كبير موظفيه.

وقالت الإدارة الأمريكية إنها اتخذت إجراءات قانونية ضدها بعد أن نشرت لفترة عملها في البيت الأبيض قبل أن يسرحها كبير الموظفين الجنرال كيلي.

قالت نيومان إنه “إنه بيت أبيض الجميع فيه يكذب”، في سياق تبرير قرارها بث تسجيلات عن مقابلتها مع كيلي في “قاعة الأزمات” في البيت الأبيض، منتهكة بذلك القواعد الأمنية، وأحاديثها مع دونالد ترامب.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن التسجيل الذي أجري بحسب المستشارة السابقة عام 2017، يسمع صوت يعتقد أنه صوت كيلي يشير إلى “مشكلات بالغة تتعلق بالنزاهة” قادت إلى تسريحها.

“خوف”

أحدث سلسلة الكتب تلك، جاء بتوقيع الصحفي الأمريكي المرموق بوب وودورد الذي كان له دورا محوريا في إسقاط الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي.

الكتاب وعنوان “خوف: ترامب في البيت الأبيض”، ينقل فيه وودورد عن مساعدين، حاليين وسابقين، للرئيس دونالد ترامب، وصفهم به بـ”الأحمق” و”الكاذب”، وتأكيدهم أنهم يتجاهلون أحياناً تعليمات خطرة، بينها دعوته إلى اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.

يصدر الكتاب رسميا في 11 سبتمبر الجاري. ونشرت الصحافة الأمريكية مقتطفات منه إضافة إلى أن صحيفة واشنطن بوست الذي يعمل لها وودورد، نشرت مكالمة صوتية جرت بين الصحفي والرئيس.

اشتهر وودورد بعدما كشف مع زميله كارل برنستين فضيحة ووترجيت التي أطاحت بالرئيس نيكسون عام 1974، نشر كتبا محرجة عن الرئيسين السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما.

يرسم وودورد في كتابه ما يقول إنها حالة الفوضى في البيت الأبيض، وصلت إلى حد وصفه إلى “انقلاب إداري” و”انهيار عصبي”.

كما ينقل عن أبرز موظفي البيت الأبيض جون كيلي قوله لزملاء إنه يعتبر ترامب “معتوها”، ويضيف: “ليست مجدية محاولة إقناعه بأي شيء. انحرف عن السكة. نحن في عالم مجنون. لا اعرف حتى لماذا نحن هنا. إنها أسوأ وظيفة شغلتها”.

بوب وودورد

2017_4_30_6_57_4_628

قال وودوورد في كتابه إن ترامب ترامب سأل مستشاره للأمن القومي مطلع السنة عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري مكلف في شبه الجزيرة الكورية، فأبلغه وزير الدفاع جيم ماتيس بأهمية ذلك لمراقبة البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية و”منع حرب عالمية ثالثة”. ثم قال وزير الدفاع لمساعديه إن درجة الفهم لدى ترامب “موازية لتلميذ في الصف الخامس أو السادس”، أي فهم طفل عمره 10 أو 11 سنة.

ووفقا للكتاب، دعا ترامب إلى اغتيال الأسد بعدما شنّت دمشق هجوماً «كيماوياً» على مدنيين، في أبريل 2017. وقال الرئيس لوزير دفاعه: “لنقتله، لنذهب إلى هناك ونقتل كثيرين منهم.

رد ماتيس رد بأنه “سيفعل ذلك فوراً”، لكنه أعدّ بدل ذلك خطة لتوجيه ضربة جوية محدودة، لم تهدد الأسد شخصياً.

بيد أن ترامب نفى ذلك، ووصف التعليقات المنسوبة إلى ماتيس وكيلي وآخرين بأنها “حيل مختلقة، خداع للجمهور”. كتب على توتير “أليس من العار أن يكتب شخص مقالاً أو كتاباً، يتضمّن روايات مختلقة بالكامل ويقدّم صورة عن شخص تناقض الواقع، وينجو من دون عقاب أو كلفة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى