مؤسسة الديوان

مشاريع الرئيس السيسي الجديدة تُنهي أخيراً عصر الظلام في مصر!

لا بد أن الكثير من المواطنين المصريين الذين مروا بأزمة الكهرباء في صيف 2013، كانوا يشعرون بمزيج من الفخر والراحة بالأمس.

عندما وقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ليفتتح ثلاث محطات كهربائية جديدة، تعد هي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، كانت الأذهان تعود إلى تلك الفترة الملتهبة في نهاية أيام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، عندما كان البقاء ليوم كامل دون انقطاع كهرباء هو غاية ما يتمناه المواطن.

بالنسبة للمواطن البسيط، كان يرى أن افتتاح السيسي لهذه المحطات الضخمة يعني بالضرورة انتهاء مشكلته المزمنة مع انقطاع التيار الكهربائي التي امتدت لسنوات، وكانت تنغص عليه حياته.

وكانت أزمة الوقود في مصر (بترول – كهرباء) أحد أهم أسباب تغير المزاج الشعبي حيال الرئيس الأسبق، فالرجل الذي فاز حزبه بأغلبية مقاعد البرلمان، ونجح هو في الفوز بالمقعد الرئاسي، تحوَّلت الأفئدة بعيداً عنه، وعمَّت المظاهرات الشوارع، وتعالَت الأصوات الاحتجاجية المطالبة برحيله.

 

وحين جاء السيسي للحكم، أدرك تماماً أهمية الطاقة، ومدى خطورة تكرار تجربة انقطاع الكهرباء أو اصطفاف طوابير السيارات انتظاراً لتموين سياراتهم، فقدم وعداً بألا تتكرر هذه التجربة، مؤكداً أنه سيُنهي أزمة الطاقة في مصر للأبد، وها قد فعلها الرجل.

وافتتح الرئيس السيسي، عدداً من المشروعات الكبرى في قطاع الكهرباء، من بينها ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء، نفَّذتها شركة سيمنز الألمانية، بتكلفة بلغت 6 مليارات يورو. وقامت الشركة الألمانية ببناء المحطات الثلاث التي تعمل بالغاز لتوليد 144400 ميغاوات سنوياً، في خطوة جبَّارة من شأنها تعزيز قدرات البلاد لتوليد الطاقة الكهربائية.

والسؤال هنا: هل بالفعل انتهت هذه الأزمة في مصر نهائياً؟

مشروع عملاق بالفعل

«طبعاً هو مشروع عملاق»، هكذا يبدأ تامر عطا مهندس الكهرباء حديثه قائلاً: إن الكهرباء تحتاج إلى شيئين أساسيين، محطات قادرة على إنتاج الطاقة، وشبكات قوية تصل بالطاقة إلى كل شبر في البلاد.

لكنه أضاف: «للأسف الشبكات لدينا فعلاً متهالكة، والذي يحدث الآن هو تحديث شامل لتلك الشبكات». وقال: يمكنك الآن ملاحظة عمليات الحفر في أغلب الشوارع، وهو ما يمثل «عملاً دؤوباً يجري في أكثر من محافظة لمدِّ شبكات حديثه»، على حد تعبيره.

وقال إنه على صعيد آخر، قرَّرت مصر التوسع في بناء محطات عملاقة، ومن هنا أتى دور شركه سيمنز، الشركة الألمانية العملاقة، بالتعاون مع الجيش والقطاع الخاص، فقد دشَّنت 3 محطات عملاقة قادرة على إنتاج كميات كهرباء عملاقة، وتبلغ القدرة الكهربائية للمحطة الواحدة 4,8 غيغاوات، وبإجمالي قدرة يصل إلى 14,4 غيغاوات.

عطا يرى أن هذا الرقم ضخم للغاية، حتى إنه سيفيض عن احتياجاتنا، ويتم تصدير الكهرباء لإفريقيا والمملكه السعودية، «أراه مشروعاً ممتازاً»، يقولها بكل فخر وسعادة.

لكن مصر وضعت نفسها تحت رحمة شركة واحدة

لكن من الناحية الفنية، كان للمهندس كارم إسماعيل رأي فني آخر.

هو يرى أننا إزاء محطات عظيمة لديها قدرات إنتاجية هائلة، وهو ما لا يمكن لأحد إنكاره، وفعلياً أنت الآن على مشارف توديع عصر انقطاع الكهرباء، فلدينا 5000 ميغا على الشبكة زائدة، وهو ما يعني أنك قريباً ستكون مُصدراً جيداً للطاقة.

لكن إسماعيل أضاف بعض التحفظات على تلك المحطات، منها أنك قررت «إدخال نفسك تحت ضرس الخواجة». فتكنولوجيا الـH-Class التي بُنيت بها المحطات هي أحدث التقنيات العالمية، ومشكلة المحطات، أو لنقُل مكاسب الشركات المنشئة للمحطات ليس هي تكلفة الإنشاء، بل تأتي من عمليات الصيانة الدورية.

وأضاف لـ»عربي بوست»: إننا في النهاية نتحدث عن توربينات غازية، بها عمليات احتراق عالية «من الطبيعي أن تحتاج صيانة، وحيث إنك تتحدث عن تقنية شديدة التطور، فلا يوجد من يقوم بصيانتها إلا شركة سيمنز، وبأي سعر ستطلبه».

يرى إسماعيل أنه كان من الأفضل أن نحصل على محطات أقدم «تقنياً» من تلك، وبذلك توفر في تكلفة الإنشاء، ولا تخضع لجهة واحدة تقوم بالصيانة، لأنها أصبحت معروفة ومتداولة.

محطتان أم ثلاث؟

يقول عطا: «تسألني هل كنا في حاجة إلى ثلاث محطات، تكلفة الواحدة 2 مليار يورو؟ أتصور أن الإجابة هي لا».
ويشرح عطا هذه النقطة قائلاً: إن مصر عبرت مرحلة الخطر، وماضية قدماً نحو التصدير «أعتقد  أن محطتين كانتا كافيتين، ونوفر الـ2 مليار لأي شيء آخر أفضل، خصوصاً أن كل تلك الأموال هي قروض في الأساس».

اقتصادياً.. هناك توفير كبير

وإذا كان الرأيان السابقان تحدَّثا عن نواحٍ فنية، فخالد عمار يتناول الملف من ناحية اقتصادية، وقال “إن المحطات الجديدة ستقلل من الأعباء على ميزانية الدولة قولاً واحداً”.

فمن ناحية ستوفر حوالي 1.3 مليار دولار سنوياً نتيجة التوفير في استهلاك الوقود، وهو رقم لا يمكن تجاهله، ومن ناحية ثانية فإن انخفاض التيار الكهربائي في كثير من المناطق أدى لحرق كثير من المواتير والأجهزة نتيجة لتذبذب التيار، «هذه الإشكالية لم يعد لها وجود الآن»، على حد تعبيره.

لكن، هل المواطن المصري سيستفيد بشكل مباشر؟ يجيب خالد قائلاً: إذا كنت تتحدث عن الاستفادة بشكل عام، فبالقطع هناك فائدة، عدم انقطاع الكهرباء هو المكسب الأول للمواطن، وهو مكسب لا يمكن التقليل منه.

ويتابع: «أما إذا كنت تقصد انخفاض أسعار الكهرباء، فهذا غير وارد على الإطلاق، بالعكس، غالباً الأسعار سوف ترتفع، فلا تنسَ أن كل ذلك تم بالقروض».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى